التأكيد على فشل القطاع الخاص في الدول العربية في مسايرة التجارب العالمية أكد المشاركون في الاجتماع السنوي الخامس عشر لجمعية البورصات الافريقية، أول أمس الاثنين بمراكش، أن فشل بعض البلدان العربية في تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة يعزى إلى فشل القطاع الخاص بها في مسايرة التجارب العالمية وإحداث فرص شغل للعاطلين بهذه البلدان. وأضافوا في جلسة عامة حول موضوع «التأثيرات الاقتصادية للربيع العربي على افريقيا» أن معالجة المشاكل التي تتخبط فيها المنطقة العربية تقتضي ربط علاقات تجارية قوية وتحقيق تكامل اقتصادي في ما بينها وتطوير استراتيجياتها على المدى البعيد لمعالجة ظاهرة التشغيل. وأبرزوا أن تطوير القطاع الخاص والرفع من مردوديته ليس مرتبطا فقط بتحسين بنية الاستثمار بل أيضا بتوفر إرادة سياسية حقيقة للنهوض بهذا القطاع، مؤكدين على ضرورة التفكير في منظومة حكامة جيدة تمكن من بروز قطاع خاص حر ومستقل قادر على المنافسة والاستجابة لانتظارات الشعوب. وأشاروا إلى أن الدول العربية،التي تتوفر على إمكانيات وموارد هامة تسمح لها بخلق فرص للشغل لمواطنيها، يمكنها تحقيق تكامل اقتصادي إذا ما اعتمدت مبادئ الحكامة الجيدة وطورت رأسمالها البشري وتبنت رؤية واضحة من أجل خلق بيئة ملائمة تسمح بتحقيق نجاح اقتصادي على المدى البعيد. وشدد المتدخلون خلال هذه الندوة على أهمية بناء اندماج إقليمي سواء على مستوى القارة الافريقية أو العالم العربي لتفادي الانقسامات الاقتصادية المستفحلة التي لا تخدم مصالح المنطقة، علاوة على اعتماد رؤية موحدة واستراتيجية قوية تهدف إلى إحداث اقتصاد متين. وتروم الدورة الخامسة عشر لجمعية البورصات الإفريقية، التي يشارك فيها أزيد من 20 مسؤولا للبورصات الإفريقية بالإضافة إلى رجال أعمال دوليين على الخصوص من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا، اطلاع المستثمرين على الإمكانيات التي تتوفر عليها الاقتصادات الإفريقية، واقتراح حلول ملموسة لخلق وسائل لتمويل المقاولات الإفريقية، ومنحها آليات تتناسب مع التغيرات المالية العالمية.وتشارك في مختلف الاجتماعات والورشات المبرمجة خلال هذا الاجتماع، مؤسسات القطاع الخاص الإفريقية (المدرجة في البورصة وغير المدرجة فيها) العاملة في ميادين الطاقة والفلاحة والأغذية والمعادن والمال والاتصالات. تجدر الإشارة إلى أن جمعية البورصات الإفريقية، التي تأسست سنة 1993 بنيروبي، تروم تسهيل التبادل بين أعضائها بفضل البرامج المشتركة، والتعاون مع المؤسسات الإقليمية مثل الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا ولجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا، وتعزيز دور الجمعية في خلق استراتجية للتنمية الاقتصادية عبر المنشورات وتنظيم أنشطة متعلقة بإشكاليات الاستثمار في إفريقيا.