ميناء طنجة سيكون من بين أكبر عشرة مرافئ في العالم ويضع المغرب على خريطة الشحن الدولية يهدف ميناء «طنجة-المتوسط» الجديد إلى وضع المغرب على خريطة المراكز الأساسية للشحن في العالم، وهو يقع عند مضيق جبل طارق الذي يعتبر أحد أبرز ممرات التجارة العالمية، ورغم الأزمة المالية العالمية إلا أن العمل مزدهر في الميناء منذ افتتاحه عام 2007. ومعظم البضائع التي تمر هنا مخصصة لإعادة الشحن إلى الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا، وقد مرت عبره العام المنصرم أكثر من مليوني حاوية، جرى تعقبها كلها منذ تحميلها على متن سفينة الوصول إلى أرصفة التخزين ومن ثم إلى سفينة النقل الثانية. ويبدو أن العمل يحظى بقبول الشركات الكبرى، وهو ما قاله إتيان روشير، المدير التشغيلي لرصيف شركة APM في حديث لبرنامج أسواق الشرق الأوسط CNN: «لقد وجدنا أن المغرب هو نموذج جيد للأعمال العالمية ونحن نشعر بالسرور لتجربتنا في العمل مع المسؤولين على كل المستويات، إذ لديهم فهم صحيح لكل مفاتيح العمل الاقتصادي العالمي.» وإلى جانب البضائع، يستقبل الميناء ما بين 30 و50 سفينة ركاب كل يوم تنقل المغاربة من دول المهجر، وكذلك السياح، وقد خدم الميناء أكثر من مليوني شخص عام 2010، علماً أن لديه القدرة على استيعاب ثلاثة أضعاف هذا العدد. ويتم العمل على رصيف جديد سيكون بوسعه التعامل مع خمسة ملايين حاوية سنويا، ما يعني مضاعفة قدرة الميناء على الاستيعاب. ولكن ذلك لن يكون دون مقابل إذ تبلغ تكلفة التوسع الجديد أكثر من عشرة مليارات دولار، ولكن عند انتهاء العمل في عام 2020 سنكون أمام ميناء هو من بين أكبر عشرة مرافئ في العالم، ولعله الأكثر ازدحاماً في أفريقيا والبحر المتوسط. ويعتبر الميناء حجر الأساس في مشاريع المغرب لتنمية المناطق الشمالية التي كانت عرضة لإهمال طويل، ويقول مصطفى الموزاني، المدير العام للميناء: «عندما أتينا إلى هنا لم يكن هناك أي شيء على الإطلاق.» ويضيف: «أخذنا بعين الاعتبار كل الأمور بالنسبة للمستقبل كي لا يحصل لنا ما حصل لمدن أخرى عندما كبر الميناء إلى حد لم يعد يمكن توسيعه بسب نمو المدينة من حوله.» يشار إلى أن الميناء يقع على بعد 40 كلم من مدينة طنجة، وهو يرتبط بشبكة طرق متطورة.