لا أحد يمكنه تجاهل الدور الذي تلعبه المؤسسات والشركات التجارية والإنتاجية، في دعم القطاع الرياضي عموما، والمساهمة في تطوير وتحقيق نتائج باهرة، بل الوصول إلى الألقاب والتنافس، وطنيا، قاريا، وحتى دوليا. وتعد مؤسسة "مرسى المغرب" (Marsa maroc)، أو المكتب الوطني لاستغلال الموانئ سابقا (ODEP)، من أبرز العلامات التجارية التي كان لها باع طويل، من حيث تسيير وتمويل مجموعة من الأنواع الرياضية التي كانت تحمل اسمها، وتنتمي لها وظيفيا. كانت هذه المؤسسة المواطنة سباقة إلى عملية الاحتضان؛ إذ تعد بحق رافعة من رافعات التنمية في إنعاش كل الرياضات بجل الفئات والأنواع، وأطرت ومولت العديد من الفروع من بينها الكرة الطائرة، السباحة، ألعاب القوى، كرة السلة، وكرة القدم من خلال تجربتها الناجحة مع فريق الرجاء البيضاوي… وطبيعي أن وراء هذا المسار التاريخي رجالات تحملوا مسؤولية تدبير وتسيير هذه المؤسسة المواطنة، رجالات جعلوا من الفعل الرياضي، مهمة من المهام الأساسية في حياة الشركة، ورافدا من الروافد الحيوية في هيكلتها وديناميكتها، وإسهامها في التنمية الاجتماعية، وخدمة الصالح العام… مدراء كثر تعاقبوا على تسيير "مرسى المغرب" كانت لهم أياد بيضاء في جعل الرياضة تأخذ المكانة التي تستحقها، كمحمد حصاد، حلب، مصطفى بروك، عبد الجليل محمد، وحاليا العروسي طارق… ويمكن القول إن لحصاد قصب السبق في دعم الرياضة، وإعطائها الأهمية القصوى على مستوى التفكير المقاولاتي، والتدبيري للمؤسسة ككل، والدور الريادي الذي لعبه هذا الرجل، يعد مثالا يحتذى على الصعيد الوطني. كانت هناك فروع متألقة، منها من ما يزال على قيد الحياة، ومنها من قضى نحبه، والجيدو كفرع قائم الذات، ما يزال واقفا منافسا، راسما لنفسه حضورا قويا بخريطة الجيدو على الصعيد الوطني، وهذا بفضل الدعم الذي يحظى به من طرف الإدارة الحالية. وطبيعي أن وراء استمرار، هذا الفرع النشيط إرادة قوية لإدارة هذه المؤسسة، وأيضا تضحيات أطر تقنية متمكنة، تعهدت بأن يستمر الفرع في نشاطه، ويبقى على قيد الحياة… فرع أعطى الشيء الكثير، وما يزال قادرا على العطاء بنفس الزخم، يقوم بالوظيفة والمبادئ التي أنشئ على أساسها، مهمته تكوين وتأطير الأجيال، ومنح بطلات وأبطالا شرف الدفاع عن الألوان الوطنية، بكثير من الثقة والسخاء… ويعتبر عبد الواحد شانت بصفته نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية للجيدو وفنون الحرب، الأب الروحي للجيدو المغربي وأيضا الإفريقي، ويتحمل أيضا مسؤولية رئاسة عصبة العيون بالأقاليم الصحراوية، وهو واحد من الأطر الرياضية بمؤسسة "مرسى ماروك"، بإشرافه على الإدارة التقنية لهذه الرياضة الجميلة… الأستاذ الشانت ساهم -وما يزال يساهم- في إنجاب أبطال وبطلات، دافعوا بسخاء عن ألوان القميص الوطني، كما ساهم في تحويل ممارسين بعد الاعتزال، إلى أطر متمرسة تؤطر وتكون الأجيال… وجاء فوز الشابة شيماء بوكوس بالميدالية الذهبية بالبطولة المدرسية التي نظمت مؤخرا بمدينة أكادير، لتؤكد استمرار هذا الفرع في العطاء، حيث فرضت سيطرتها على جل المتباريات في فئتها التي تمارس بها، ويتوقع له المختصون المزيد من التألق، وحصد بطولات وألقاب، وهذا راجع إلى قيمة التكوين التي تلقت داخل ناديها. والمؤمل هو أن يستمر دعم هذا الفرع حتى يواصل العطاء، بنفس الزخم ونفس الروح، ونفس القيم التي بني عليها، ألا وهى التكوين المتكامل للممارس..رياضيا تربويا وأخلاقيا، وتشريف الوطن في أهم المحافل الدولية…