بمناسبة اليوم العالمي للماء نظم المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بشراكة مع مكتب اليونسكو لدى الدول المغاربية، يوم الجمعة 22 مارس 2024، بالرباط، حفل إطلاق منشور علمي تحت عنوان "علوم الماء في المغرب العربي، عودة إلى المصادر". في الثاني والعشرين من مارس من كل عام، يأتي اليوم العالمي للماء كحدث سنوي لتسليط الضوء على قيمة الموارد المائية وضرورة التحسيس بالتدبير المستدام لها. وبهذه المناسبة، قام مكتب اليونسكو لدى الدول المغاربية بإعداد منشور علمي بعنوان "علوم الماء في المغرب العربي، عودة إلى المصادر"، والذي يعتبر بمثابة ثمرة فكرية نتجت بتعاون مع أكاديميين، بهدف وضع تقييم للتكوين الأكاديمي الحالي في مجال علوم الماء في الدول المغاربية، واقتراح أفكار مبتكرة من أجل تكييف المناهج التعليمية للخريجين المستقبليين مع التحديات الراهنة والمستقبلية المتعلقة بتدبير الماء بشكل مستدام. خلال هذه التظاهرة، أكد إريك فالت، مدير مكتب اليونسكو لدي الدول المغاربية، على ضرورة تطوير كفاءات جميع المهن المرتبطة بتدبير الماء. وأضاف فالت أن المهندسين يشكلون النواة الصلبة لهذا المجال، الشيء الذي يلزمنا بدعم الشباب الذين يتابعون دراستهم في المجالات المرتبطة بالماء والاستثمار بشكل أكبر في تعليمهم وتطوير مهاراتهم. هذا، ويتم نشر تقرير سنوي بمناسبة اليوم العالمي للماء، حول تثمين الموارد المائية. ويمكن هذا التقرير المنسق من قبل البرنامج العالمي لتقييم الموارد المائية والتابع لليونسكو نيابة عن لجنة الأممالمتحدة المكلفة بالمياه، من توفير الآليات اللازمة لصناع القرار لوضع وتنفيذ سياسات مستدامة في مجال المياه. وفي نفس السياق، تشارك اليونسكو أيضا من خلال أنشطة برنامجها الهيدرولوجي الدولي الحكومي (PHI)، الذي يهدف، على مدار السنة، إلى إرساء قاعدة معرفية علمية تمكن الدول من تدبير مواردها المائية بشكل مستدام. من جهتها، شددت أسماء القاسمي، مديرة التعاون والتواصل بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء، على أهمية اليوم العالمي للماء باعتباره فرصة سانحة للمكتب من أجل تجديد التزامه بمواصلة جهوده لتوعية المواطنين بضرورة الاستعمال العقلاني للموارد المائية في بلادنا. ويتجلى هذا الانخراط الوطني للمكتب، خلال هذه السنة، في تنظيم برنامج تحسيسي غني ومتنوع لترشيد استخدام الموارد المائية وحمايتها من الثلوث على مستوى كافة التراب الوطني، وذلك من خلال تعبئة القوى النشيطة للمكتب على المستوى الجهوي والتي تتواصل بشكل مباشر مع المواطنين، وتسهر على تزويد كافة المواطنين بالماء الصالح للشرب. كما يقوم المكتب بإنجاز العديد من الأنشطة بشراكة مع المجتمع المدني، كمركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة التابع لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. وتستهدف هذه الأنشطة كافة المواطنين خصوصا فئة الشباب، بهدف ترسيخ أهمية الحفاظ على الموارد المائية وحماية البيئة من التلوث وذلك بتبني سلوكيات بيئية مسؤولة. بالإضافة إلى ذلك، أشارت القاسمي، بمناسبة إطلاق المنشور العلمي "علوم الماء في المغرب العربي، عودة إلى المصادر" من طرف اليونسكو، إلى حاجة المكتب الماسة لمهنيين محترفين في مجال الماء بكفاءات تقنية وتدبيرية تلائم التحديات الحالية والمستقبلية المتعلقة بالماء وكذا تقاطع هذا المجال مع مجالات أخرى مرتبطة به مثل الطاقة والغذاء والنظم الإيكولوجية، وذلك من أجل مواجهة التحديات المتعلقة بالتدبير المستدام للمياه بطريقة مبتكرة وفعالة ومندمجة.