النقاش مستمر داخل الديوان السياسي للحزب والقرار النهائي يعود للجنة المركزية يعقد حزب التقدم والاشتراكية اجتماع لجنته المركزية (أعلى هيئة تقريرية في الحزب بعد المؤتمر الوطني) يوم السبت 10 دجنبر الجاري، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، بقاعة السنتيسي الكائنة بمركب الولجة بمدينة سلا، وذلك لاتخاذ الموقف النهائي من المشاركة في الحكومة. ومعلوم أن الديوان السياسي للحزب عقد في الأيام الأخيرة سلسلة من الاجتماعات خصصت لتعميق النقاش بين أعضائه، والاستماع إلى مختلف الآراء والتحاليل والتقييمات المتعلقة بتطورات الأوضاع السياسية في بلادنا، ونتائج الانتخابات التشريعية، وموضوع المشاركة أو عدم المشاركة في الحكومة التي جرى تكليف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران بتشكيلها. وبحسب مصادر حزبية، فإن النقاش المذكور كان عميقا وحرا، وشهد مساهمة أغلب أعضاء القيادة التنفيذية للحزب، وحكمته معطيات الواقع السياسي الحالي في بلادنا، والاعتبارات المبدئية والسياسية للحزب، وحرصه المستمر على استحضار المصالح العليا لبلادنا وشعبنا أولا وقبل كل شيء، ومن ثم، تؤكد ذات المصادر، فإن هذا النقاش مستمر داخل الحزب إلى اليوم، وسيتواصل السبت القادم داخل اللجنة المركزية التي يعود إليها اتخاذ القرار النهائي والحاسم. ويشار إلى أن حزب التقدم والاشتراكية، كان أعلن من البداية أن التعاطي مع دعوة رئيس الحكومة المكلف بالقبول أو بالرفض، مشروط بقرار الهيئات التقريرية للحزب أولا، وأيضا بأهمية الاتفاقات المتعلقة بمضامين البرنامج الحكومي، بما يجعلها تندرج في أفق تعزيز الحريات، وتقوية أسس بناء المشروع الديمقراطي الحداثي المرتكز إلى حقوق الإنسان والمساواة، وأيضا بلورة برامج ومخططات من شأنها تلبية مطالب شعبنا في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية والتقدم ومحاربة الفساد والريع... وتبعا لما سلف، فإن حزب التقدم والاشتراكية يضع مصلحة البلاد ومستقبلها فوق كل اعتبارات الموقف، ومن ثم فإن قراره المستقل، المنتظر أن تتخذه لجنته المركزية، سيجسد تطلعه الدائم إلى تقوية استقرار البلاد، وحماية مكتسباتها الديمقراطية والتنموية، وفي نفس الوقت جعل القرار الحزبي ينبثق من داخل حوار جدي غني وفعال. اجتماع اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية نهاية هذا الأسبوع، يبقى بمثابة دورة عادية على مستوى الأجندة التنظيمية الداخلية، لكنه استثنائي من حيث حجم التطلع السياسي والإعلامي للموقف الذي سيصدر عنه، ومن طبيعة الرهان الذي يجسده جدول أعمال الاجتماع. مصدر قيادي في الحزب قال إن اجتماع اللجنة المركزية، وبغض النظر عن موقفه النهائي، يعتبر لحظة سياسية كثيفة، ومن دون شك سيؤسس لدينامية حزبية في المستقبل بأبعاد متنوعة في الإنجاز النضالي والتدبيري والسياسي، وفي التأهيل الحزبي التنظيمي للمرحلة الجديدة أيا كان موقع الحزب في صيرورتها.