المغرب الفاسي يفوز بأول لقب قاري في تاريخه على حساب الإفريقي التونسي توج فريق المغرب الرياضي الفاسي مسيرته الموفقة بأول لقب قاري في تاريخه، بعدما كان بحق في مستوى تطلعات وانتظارات أسرة كرة القدم، ليس في مدينة فاس وحسب وإنما في كل ربوع المملكة، وذلك بفوزه بكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. فقد نجح الفريق الفاسي في كسب الديربي المغاربي، بتفوقه بالضربات الترجيحية 6-5 على النادي الإفريقي التونسي في إياب المباراة النهائية التي جمعت بينهما أول أمس الأحد بملعب المركب الرياضي بفاس، بعدما انتهى الوقت الأصلي بفوز الفريق المغربي 1-0، علما أن مباراة الذهاب التي أقيمت في ال19 من نونبر الماضي بملعب رادس بتونس، قد انتهت بدورها بفوز فريق النادي الإفريقي بهدف دون رد. وبهذا الإنجاز التاريخي، حقق فريق العاصمة العلمية لقبه القاري الأول في مسابقة كأس الكونفدرالية والخامس لكرة القدم المغربية في هذه المسابقة في صيغتيها القديمة والجديدة بعد ألقاب فرق الكوكب المراكشي (سنة 1996 على حساب النجم الساحلي التونسي) والرجاء البيضاوي (2003) والجيش الملكي (2005) واتحاد الفتح الرياضي (2010 على حساب النادي الرياضي الصفاقسي التونسي). وضرب أشبال الإطار الوطني رشيد الطاوسي بهذا التتويج المستحق أكثر من عصفور بحجر واحد، إذ نجحوا في الإبقاء على اللقب القاري مغربيا بعدما كان اتحاد الفتح الرباطي قد ناله السنة الماضية على حساب فريق تونسي آخر هو النادي الرياضي الصفاقسي، وردوا الاعتبار للاعبي الوداد البيضاوي الذي خسر لقب دوري أبطال إفريقيا أمام فريق الترجي التونسي، وكرسوا بالتالي تألق كرة القدم المغربية في الآونة الأخيرة واستعادتها لهيبتها ومكانتها الطبيعية على الساحة القارية. فأمام حوالي 50 ألف متفرج اكتظت بهم مدرجات الملعب الكبير لفاس شكلوا سندا معنويا قويا، لم تتأخر عناصر الفريق الفاسي وباشرت منذ إعطاء طاقم التحكيم السنغالي بقيادة بادارا دياتا انطلاقة هذه المباراة الهامة ضغطا مكثفا على معترك الفريق التونسي في محاولة لتصيد هدف مبكر يسهل مأموريتهم ويبعثر في الآن ذاته أوراق أشبال المدرب المنحك فوزي البنزرتي الذي كان قد فاز بهذه الكأس عام 2006 مع النجم الساحلي على حساب الجيش الملكي. ولم يجد لاعبو الفريق الثاني للعاصمة التونسية بدا أمام هذا المد الهجومي الذي كان يقوده المالي موسى تيغانا وحمزة بورزوق ومن ورائهما صانع الألعاب شمس الدين الشطيبي، سوى التكتل في منطقة عملياتهم دفاعا عن مرمى الحارس أيمن بن أيوب. وكاد اللاعب الشطيبي أن يفتتح حصة التهديف في الدقيقة 20، بعدما سدد من خارج مربع العميات كرة أرضية قوية صدها الحارس التونسي بصعوبة بالغة وعلى مرحلتين، قبل أن يعود ويتألق وينقذ عن مرماه من هدفين محققين من محاولتين متتاليتين الأولى لموسى تيغانا (د26)، والثانية عبر المدافع سعيد الحموني (د27). وأمام استغراب الجميع عاد الحكم الرئيسي الذي كان قد قرر هدفا لا غبار عليه للفريق المغربي بعد تسديدة قوية ومركزة للسنغالي محمد ديوب (د37) من حوالي 30 متر ارتطمت على إثرها الكرة بالعارضة ونزلت خلف خط المرمى، ليرفض الهدف حتى يزكي قرار الحكم المساعد الثاني الذي لم يحرك في الواقع ساكنا حارما بذلك فريق المغرب الفاسي من هدف محقق ومشروع. ولم ينزل لاعبو الفريق الفاسي أيديهم بل واصلوا بكثير من العزم والإصرار زحفهم نحو معترك الفريق التونسي لتتوج مجهوداتهم في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع (45+3) بواسطة المالي موسى تيغانا الذي استفاد من اختلاط أمام المرمى ووقع هدفا حاسما أعاد به فريقه إلى المباراة ومن خلاله الكثير من الهدوء والطمأنينة لزملائه. ومع انطلاقة الجولة الثانية، حاول أصدقاء العميد رشيد الدحماني النسج على نفس منوال الشوط الأول، بيد أنهم اصطدموا بأسلوب مغاير للفريق التونسي الذي قرر التخلي عن أسلوبه الدفاعي الحذر وبدأ يقوم بمحاولات هجومية كانت بعضها تتسم بالخطورة خاصة بواسطة التشادي إيزيكيل نداوسل. ودخلت المباراة بعد ذلك في سجال بين فريق يسعى لإضافة هدف ثان يحسم من خلاله نتيجة المباراة وآخر يمني النفس ببلوغ مرمى الحارس أنس الزنيتي وتوقيع هدف التعادل والإبقاء على حظوظه في إحراز اللقب قائمة. وجاءت الدقيقة 60 ليشهر حكم المباراة الورقة الحمراء في وجه المهاجم إيزيكيل بعد خشونة متعمدة في حق أحد مدافعي الفريق المغربي، وهو أثر سلبا على مردود زملائه والنهج التكتيكي الذي رسمه المدرب البنزرتي. وكما في مباراة الذهاب التي عرفت طرد مدافع فريق المغرب الفاسي سمير الزكرومي، لم يفلح الفريق الفاسي رغم الضغط الكبير في استغلال النقص العددي في ال30 دقيقة الأخيرة ورسم التوفق في النتيجة، ليعلن الحكم السنغالي عن نهاية اللقاء وليلجأ الفريقان إلى ضربات الحظ الترجيحية مباشرة، والتي ابتسمت في الأخير لفريق المغرب الفاسي الذي منح مدينة فاس والكرة المغربية لقبا جديدا كانت في أمس الحاجة إليه. تصريحات * رشيد الطاوسي (مدرب فريق المغرب الفاسي): «لقد قاومنا كثيرا من أجل الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من المنافسة, لقد نجحنا في كسب الرهان وتحدي أعتد الأندية على الساحة الكروية الإفريقية. اللاعبين كانوا واعين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم والمهام الموكلة إليهم وخرجوا مرفوعي الرأس. أنا أهدي هذا الفوز للجميع المغاربة». * رشيد الدحماني (عميد المغرب الفاسي) «لقد إجتهدنا طيلة التصفيات وخضنا مباريات كبيرة وتحملنا الظروف الصعبة التي واجهتنا ونحن نلعب أمام أندية أفريقية على أرضها في ظروف صعبة، بل كارثية.. إجتزنا كل الحواجز وفي الأخير أنصفنا واستحقينا الفوز بلقب كأس الإتحاد الأفريقي لأول مرة في تاريخ النادي». وأضاف «لم نخلف الوعد الذي قطعناه على أنفسنا عندما صرحنا كلاعبين بأننا سنحافظ على اللقب ولن يخرج من المغرب وسيبقى هنا بعد أن كان الفتح الرباطي قد فاز بلقب السنة الماضية.. أنا الآن في قمة السعادة وسأنام اليوم وأنا مرتاح.. شكرا لكل من ساهم في هذا التتويج». * موسى تيغانا (مهاجم فريق المغرب الفاسي): «لقد نجحنا في انتزاع اللقب أمام فريق صعب المراس يتميز بخط هجوم قوي وفعال. لقد تم تحقيق الأهم هذه الليلة في مدينة فاس. هنيئا لكل الذين ساندوا ودعموا فريق المغرب الفاسي من بداية المغامرة القارية إلى نهايتها». * حمزة بورزوق (مهاجم المغرب الفاسي): «لقد قاومنا حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت القانوني ثم انتقلنا إلى سلسلة الضربات الترجيحية التي كانت حاسمة. كانت المباراة صعبة للغاية أمام فريق تونسي قوي ومتمرس لكننا بذلنا قصارى جهدنا من أجل الفوز بهذا اللقب الثمين». * فوزي البنزرتي (مدرب النادي الإفريقي التونسي): «كان هذا اللقاء بحق حاسما بالنسبة إلينا. لقد أضعنا فرصة التتويج في الوقت القانوني. غير أن سلسلة الضربات الترجيحية ابتسمت في الأخير للفريق المضيف، الذي دافع بكل قوة وآمن بحظوظهم خاصة في مباراة الذهاب التي أقيمت بتونس». * إليكسيس إنام موندومو (لاعب النادي الإفريقي التونسي): «كانت مباراة صعبة. لعبنا بشكل جيد طوال المباراة. فريق المغرب الفاسي نجح في تعويض خسارة الذهاب بفضل تضامن لاعبيه خاصة في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء. قبل أن يتألقوا خلال عملية تنفيذ الضربات الترجيحية». أصداء النهائي * فرحة شهدت كبرى ساحات وميادين مدينة فاس احتفالات صاخبة بمجرد انتهاء مباراة المغرب الفاسي مع النادي الإفريقي التونسي، لتنطلق الجماهير بأعداد غفيرة في أكبر شارع بالمدينة ورددوا الأغاني والهتافات التي تمجد الفريق الذي استعاد نغمة الفوز بالألقاب. وامتزجت زغاريد النساء والفتيات مع صيحات الشبان بينهم ممثلون لعدة مدن وفرق تنافس في الدوري المغربي الممتاز وظلت السيارات المزينة بألوان الفريق الصفراء والسوداء تتجول بين أهم شوارع المدينة القديمة. * سرقة خرج رشيد الدحماني وأنس الزنيتي، بدون ميداليات ذهبية خلال حفل تسليم الميداليات والكأس، والذي أشرف عليه الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بصحبة وزير الشباب والرياضة المغربي، وسلم حياتو لقب المسابقة لقائد الفريق رشيد الدحماني الذي كان مصحوبا بالقائد السابق للفريق طارق السكيتيوي. وعبر عميد الفريق رشيد الدحماني إلى جانب الحارس الأمين للفريق الفاسي أنس الزنيتي، عن غضبهما بعدما تم سلبهما الميداليات بشكل مفاجئ في الملعب، علما أن الدحماني أخبر وزير الشباب والرياضة بهذه الواقعة ثوان قبل رفع الكأس الغالية أمام الجمهور. * اعتداء حاول حارس مرمى فريق النادي الإفريقي التونسي، أيمن بن أيوب، الإعتداء على مدافع المغرب الرياضي الفاسي سمير الزكرومي، وذلك بعد إعلان الحكم السنيغالي على نهاية المباراة. وتأتي ردة فعل الحارس التونسي للتعبير عن غضبه بعد الإقصاء أمام الفريق المغربي بضربات الجزاء، حيث لم يستسغ التونسيون هذه الهزيمة وحاولوا بعد ذلك الإعتداء على الحكم متهمين إياه بالتحيز لفائدة الفريق الفاسي. * تشبت أبدى مسؤولو فريق المغرب الرياضي الفاسي تشبتهم بالمشاركة في عصبة الأبطال الإفريقية في نسختها القادمة، رغم أن لفارس العاصمة العلمية خيارين إضافة إلى المشاركة في كأس الإتحاد الإفريقي في حالة التتويج باللقب. وكانت بعض الأخبار قد تداولت في المدة الأخيرة تشير على كون الفريق الفاسي سيشارك في كأس الكونفدرالية الإفريقية في حالة فوزه باللقب، وبالتالي فسح المجال أمام الوداد البيضاوي للمشاركة في عصبة الأبطال. * تيفو رفعت مجموعة «تيغر طافال» تيفو رائع قبل انطلاق المباراة النهائية وبين الشوطين ينم عن تشبت الشعب المغربي بوطنه وملكه، كما جسد شعار الفريق الفاسي. وقد كلف هذا التيفو الذي غطى جميع جنبات الملعب الجديد بمدينة فاس ما يقارب عن 20 ألف درهم، كما حضرت مجموعة من الإلترات من مختلف المدن المغربية لمساندة الفريق الفاسي.