جاءت الهزيمة التي تلقاها فريق الوداد البيضاوي، خلال اللقاء المؤجل ضد اتحاد طنجة بملعب البشير، لتعصف بما تبقى من تماسك الخيط الرابط، بين المدرب التونسي فوزي البنزرتي وبين الإدارة الجديدة للنادي الأحمر. سخط عارم يعم الفضاء، إلى درجة أصبح الكل يتساءل حول الجدوى من استمرار مدرب، يكلف بقاؤه الشيء الكثير، ماديا وتقنيا، وبالتالي فإن التغيير يفرض نفسه، بالنظر للعديد من الاعتبارات… فالأرقام المحققة حتى الآن، تؤكد عجز شيخ المدربين عن قيادة فريق يمر بمرحلة جد صعبة، بل غاية في التعقيد، وعوض استثمار خبرته وتجربته الطويلة، ومعرفته بإمكانيات لاعبيه، وفهمه لخصوصيات الدوري المغربي، من أجل إعادة التوازن للفريق، نجده يظهر عجزا واضحا، عن إحداث الصدمة الإيجابية المطلوبة، داخل تشكيلة تضم لاعبين أغلبهم لديهم الصفة الدولية… والغريب أن المدرب نفسه، عبر من خلال التصريحات التي أدلى بها بعد الهزيمة الأخيرة، عن كونه لم يعد لديه ما يقدمه، إلى درجة أصبح يشكك حتى في قدرة اللاعبين على استيعاب خطابه التكتيكي، مع أنه يشرف حاليا على نفس التشكيلة التي كان يدربها من قبل… لم يعد للمدرب ما يقدم وما يؤخر، لينضاف إلى ذلك، ابتعاد الفريق عن المراتب الأولى، أي أن الوداد أمام احتمال قضاء موسم أبيض، ما لم يتم تدارك الأمر خلال مسابقة كأس العرش، وهو اللقب الذي ما يزال يطارده، منذ أكثر من عقدين من الزمن… ففي ظل هذه المعطيات، فإن إدارة الوداد سواء الحالية، أو التي يمكن أن تفرزها الجموع العامة القادمة، مطالبة بإعادة النظر في لائحة اللاعبين، فهناك من العناصر من أصبح غير قادر على العطاء، إما للتقدم في السن، أو لافتقاد الرغبة في العطاء، بعد فقدان الحافز الشخصي والجماعي… كما أن المسؤولين الذين سيواصلون تقلد مهمة التسيير، بعد عودة المشروعية، عليهم الانكباب بالدرجة الأولى على تخفيض التكلفة المادية المرتفعة، في ظل أوضاع مالية جد صعبة، ومكلفة بدرجة لا تطاق، خاصة على مستوى أجور بعض اللاعبين الباهظة، والتي توازي ما يحصل عليه، من يمارسون بالدوريات الأوروبية… فأمام تراجع إمكانية المنافسة سواء على اللقب، أو احتلال رتبة متقدمة، تسمح بمشاركة خارجية، فمن المصلحة الدخول من الآن في التحضير للموسم القادم، وذلك بالتعاقد مع مدرب آخر، بطموح جديد وتفكير مختلف، قادر على قيادة الفريق خلال المرحلة القادمة، ومناقشة من الآن لائحة اللاعبين، واقتراح عناصر جديدة، قادرة على تعويض الراحلين… كلها مهام مستعجلة غير قابلة للتأجيل أو التأويل، خاصة بالنسبة لناد كبير، عود جمهوره وعموم المتتبعين، على التألق والتنافس على أعلى مستوى، وحصد البطولات والألقاب، والحفاظ على هذه القيمة يمر عبر تحمل المسؤولية كاملة، والحرص على إعادة ترتيب البيت الداخلي، إداريا وماليا وتقنيا، وفق مقاربة تشاركية، تقطع الصلة نهائيا مع طريقة التسيير الغارقة في الفردانية، والتي أرساها الرئيس السابق سعيد الناصري…