تحت عنوان «الشكل: بعد آخر» يعرض الفنان الفوتوغرافي، والى غاية 30 دجنبر المقبل، آخر أعماله الفنية، بالمعهد الثقافي الاسباني ثيرفانتيس بمراكش. ويأتي تنظيم هذا المعرض، الذي يضم 32 لوحة، لإبراز التجربة الفوتوغرافية الجديدة في المسار الإبداعي لهذا الفنان الشاب، حيث يقدم العدسة ضمن سؤال متحرك يرغم الأشكال على التخلي عن نمطيتها، فاسحة المجال لانبثاق رؤية متناغمة تجدد الشكل لتجعله قابلا للقراءة. يحرر الحادمي في لوحاته العين، و يمنح للهندسة كيمياء أخرى تجري خِفية بين الظلال والضوء، يلاحقها بين أوروبا والمغرب عبر مدن تاريخية كمراكش والصويرة ومرسيليا وباريس والبندقية. ولا يدخر، هذا الفنان المراكشي، في صوره تلك الأشكال العابرة التي تمر خِلسة خلف انكسارات الأمواج الصغيرة في بحيرة أو نهر أو حتى بحر هادئ، أو يحاور اختفاءها المفاجئ في واجهة صرح معماري كبير أو ممر ضيق أو على بوابة مهملة أو نافذة مطلة من الأفق. ولا يطارد يوسف الحادمي في معرضه، ما يظهر من الأشكال فقط ولكن ما يختفي منها . همه الأساس، تصيد لحظة الزمن عندما تتوازى بحركية الموضوع وشعلة الزوايا والتقاطعات. وتضارع ألوان الحادمي كل أنساق الطيف وبؤر الضوء مما يكسب أعماله نوعا من التمازج اللوني المتداخل حيث تكمن فيه آيات الطلاء الطبيعي، وخصوصية الزوايا والقيم التي تبدو منطلقة من العتمة إلى الأنوار والوجود والحقائق البصرية ومن التفاعلات الشكلانية إلى ملامسة اللانهائي في المكان والزمان.