أثار الهجوم الذي استهدف المجمعيْن الدبلوماسي والقنصلي البريطانييْن في طهران أول أمس الثلاثاء موجة من المواقف الدولية المنددة. وقال مجلس الأمن في بيان إنه يندد «بأشد العبارات» بالهجوم، مذكرا ب»مبدأ عدم التعدي على المقرات الدبلوماسية والقنصلية وواجب الحكومات المضيفة في اتخاذ كافة الإجراءات الملائمة لحمايتها». واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما الهجوم على السفارة البريطانية في إيران سلوكا «غير مسؤول»، مؤكدا أن طهران تتحمل مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية. وأدان البيت الأبيض بشدة اقتحام محتجين إيرانيين للسفارة البريطانية، حاثاًّ إيران على منع حدوث مزيد من الهجمات على المواقع الدبلوماسية في البلاد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان إن «وزارة الخارجية الأميركية على اتصال مع الحكومة البريطانية، وإن واشنطن على استعداد لدعم حلفائها في هذا الوقت الصعب». وبدوره أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم، ودعا إيران إلى حماية الدبلوماسيين على أراضيها. وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون في بيان عن القلق الشديد إزاء اقتحام متظاهرين مقرات تابعة للسفارة البريطانية في طهران، مدينة ذلك بشدة، وواصفة إياه بالعمل غير المقبول على الإطلاق. وفي باريس أدان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه حادث الاقتحام، وقال في بيان «مرة أخرى، قدم النظام الإيراني دليلا على الاهتمام المحدود الذي يبديه للقانون الدولي». وتابع جوبيه أنه «في ظل هذه الظروف غير المقبولة تبدي فرنسا تضامنا كاملا مع بريطانيا»، معتبرا الهجوم «انتهاكا صارخا وفاضحا لاتفاقية فيينا»، حسب وصفه. وصدر موقف الإدانة أيضا عن وزارة الخارجية الروسية التي اعتبرت اقتحام السفارة البريطانية غير مقبول. وأكدت في بيان أن «الأعمال التي ارتكبتها مجموعة من المحتجين الذين انتهكوا معايير القانون الدولي تستحق الإدانة». وصعدت بريطانيا لهجتها، وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بلاده تتعامل بجدية كبيرة مع هذا العمل غير المسؤول ضد سفارتها، مشددا على أنه ستكون لهذه المسألة تداعيات أخرى خطيرة، وفق تعبيره. وفي المقابل، أشار بيان حكومي إيراني إلى أسف وزارة الخارجية لاقتحام مجمعيْن دبلوماسييْن بريطانييْن في طهران، والتزامها باللوائح الدولية بشأن حصانة وسلامة الدبلوماسيين والأماكن الدبلوماسية. وكان مئات الطلاب اقتحموا نهار أمس الثلاثاء المجمع الرئيسي للسفارة البريطانية وسط طهران، وتسلقوا أسوارها وأنزلوا العلم البريطاني وأحرقوه، ورفعوا العلم الإيراني على البوابة. وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن محتجين غاضبين عاودوا مساء اقتحام مجمع السفارة الرئيسي رغم الوجود الأمني الكثيف، حسب ما أظهرته لقطات تلفزيونية وإفادة شهود عيان. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن عملية الاقتحام انتهت مساء الثلاثاء وغادر كل المحتجين المبنييْن.