تعهدت أوروبا بحماية سفراء دولها بطهران، وقال مصدر دبلوماسي إن دول الاتحاد الأوروبي تبحث اقتراحا بسحب ممثليها الدبلوماسيين في إيران احتجاجا على اعتقال موظفين في السفارة البريطانية هناك، في حين يصر خصوم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على رفض نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وقال رئيس الوزراء السويدي، فريدريك راينفيلت -الذي تسلمت بلاده رئاسة الاتحاد- في مؤتمر صحفي "علينا إظهار تضامننا وتكوين جبهة موحدة في الاتحاد الأوروبي، وعلينا أن نناقش الإجراءات التي قد يتضمنها ذلك". وكان الاتحاد الأوروبي قد قال إنه لن يسمح بتعرض العاملين الأجانب في سفاراته للمضايقة بإيران، وأوضح راينفيلت ووزير الخارجية السويدي، كارل بيلت، أن الاتحاد كان على صلة بطهران في هذه القضية. وتتهم طهران الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بالوقوف وراء الاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسية ، يوم 12 يونيو الماضي، واعتقلت موظفين في السفارة البريطانية بطهران متهمة إياهم بالتورط في الاحتجاجات التي نظمتها المعارضة. وقال بيلت "علينا أن نتخذ قرارا في بلداننا بحماية البعثات الدبلوماسية الإيرانية، وعليهم أن يضمنوا ألا يتعرض العاملون في السفارات الأوروبية لأي مضايقات من جانب السلطات، وهذا حوار مستمر نظهر فيه قوة أوروبا وتضامنها". وجوابا على سؤال بشأن احتمال سحب سفراء الاتحاد من إيران، أكد بيلت أن أوروبا "تتحرك خطوة خطوة"، وأضاف أن هذا الاقتراح سيبحث يومي الجمعة والسبت، وأن الأمر "يعتمد أيضا على ما يحدث في إيران". في نفس السياق، أكدت الحكومة البريطانية أن إيران أفرجت عن اثنين من أربعة موظفين إيرانيين يعملون في سفارة بريطانيا في طهران. ويأتي ذلك بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية الإفراج عن خمسة موظفين في السفارة البريطانية واستمرار اعتقال أربعة آخرين لاستجوابهم. من جهة أخرى، ندد المرشحان، مير حسين موسوي، ومهدي كروبي، بنتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنت السلطات خسارتهما فيها لصالح الرئيس محمود أحمدي نجاد، واعتبرا أن الحكومة التي سيكونها نجاد "غير شرعية". وعبر المرشحان المذكوران عن هذا الموقف في بيانات نشرت في موقعيهما على الإنترنت، وقال بيان لموسوي "إنها مسؤوليتنا التاريخية أن نواصل احتجاجاتنا ، وألا نتخلى عن جهودنا للمحافظة على حقوق الأمة"، ودعا إلى الإفراج عن المعتقلين في أحداث العنف التي شهدتها الاحتجاجات على نتائج الانتخابات. أما كروبي فقال في بيان له إن "قوى مرئية وأخرى غير مرئية عرقلت أي تغيير في السلطة التنفيذية"، وطالب بالإفراج عن "آلاف" المعتقلين. وبدوره، قال حزب «جبهة المشاركة الإسلامية» الإيرانية إن نتائج هذه الانتخابات "غير مقبولة"، واعتبر أنها كانت "نتيجة انقلاب أعد له منذ عام أضر بشرعية المؤسسة داخل إيران وخارجها". كما انتقد الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، في بيان شديد اللهجة ، نتائج الانتخابات الرئاسية، ودعا إلى الإفراج عن المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي استمرت نحو أسبوعين، والكف عن مواصلة حملة الاعتقالات والقمع، حسب تعبيره.