تطورات حديثة في مجال تدبير النفايات الصلبة والسائلة أكد السيد ملهيم البقالي نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله أن تنفيذ الميثاق الوطني للبيئة يجب أن يقترن بإنشاء مراصد جهوية في المجال وكذا محطات للتخلص من النفايات الصلبة والسائلة ومعالجة المياه وإعادة استعمالها.. وأشار السيد البقالي خلال افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي حول «الماء والنفايات والبيئة»، المنظم بمبادرة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، أن هذا اللقاء الذي يشارك فيه علماء ذوي صيت عالمي، يروم تسليط الضوء على التطورات الحديثة في مجال تدبير النفايات الصلبة والسائلة وتعزيز علاقات التعاون بين مختلف الشركاء المختصين في الميادين العلمية والاقتصادية والاجتماعية.. وبعد التذكير بأهمية مشروع الميثاق الوطني للبيئة وتأثيره على تدبير الموارد الطبيعية، أشار السيد البقالي أن هذا المؤتمر يسعى إلى تقديم نتائج بحوث ودراسات لحالات حققت نتائج إيجابية في مجال حماية الماء والبيئة وتدبير النفايات. وأبرز خلال هذا المؤتمر، أن التواصل العلمي يعتبر وسيلة إستراتيجية تضع أمام أصحاب القرار والرأي العام آخر التطورات التي تهم تقييم المخاطر البيئية.. وبدوره، قال السيد محمد المرزوقي، أستاذ بكلية العلوم ظهر المهراز بفاس، إن المشاكل البيئية كثيرة وفي تطور مستمر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تلوث الماء والهواء والأرض والاستغلال المفرط للموارد المائية والتصحر والجفاف وانبعاث غاز الانحباس الحراري، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يهدف إلى وضع استراتيجيات لتعزيز تبادل الخبرات والتجارب بين الباحثين المغاربة ونظرائهم الأجانب.. وتمحورت مواضيع المؤتمر، بشراكة مع كلية العلوم ظهر المهراز وقطب المنافسة والخبرة ومختبر التكنولوجيا الحيوية بفاس، حول عدة محاور تهم «الصحة والإطار القانوني» و»المياه العادمة» و»الموارد المائية» و»النفايات الصلبة» و»النظم الايكولوجية المائية» و»الهواء». ومن المعلوم ان تلوث المياه هو تغير فيزيائي أو كيميائي في نوعية المياه، بطريق مباشر أو غير مباشر، يؤثر سلباً على الكائنات الحية، أو يجعل المياه غير صالحة للاستخدامات المطلوبة. ويؤثر تلوث الماء تأثيراً كبيراً في حياة الفرد والأسرة والمجتمع، فالمياه مطلب حيوي للإنسان وسائر الكائنات الحية، فالماء قد يكون سبباً رئيسيا في إنهاء الحياة على الأرض إذا كان ملوثاً. ينقسم التلوث المائي إلى نوعين رئيسيين، الأول هو التلوث الطبيعي، ويظهر في تغير درجة حرارة الماء، أو زيادة ملوحته، أو ازدياد المواد العالقة. والنوع الآخر هو التلوث الكيميائي، وتتعدد أشكاله كالتلوث بمياه الصرف والتسرب النفطي والتلوث بالمخلفات الزراعية كالمبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية. يأخذ التلوث المائي أشكالاً مختلفة، ويٌحدِث تداعيات مختلفة، وبالتالي تتعدد مفاهيم التلوث المائي. فيمكن تعريفه بأنه إحداث تلف أو فساد لنوعية المياه، مما يؤدي إلى حدوث خلل في نظامها البيئي، مما يقلل من قدرتها على أداء دورها الطبيعي ويجعلها مؤذية عند استعمالها، أو يفقدها الكثير من قيمتها الاقتصادية، وبصفة خاصة ما يتعلق بموارده السمكية وغيرها من الأحياء المائية.(3) كذلك يُعرف التلوث المائي بأنه تدنيس لمجاري الأنهار والمحيطات والبحيرات، بالإضافة إلى مياه الأمطار والآبار والمياه الجوفية، مما يجعل مياهها غير معالجة وغير قابلة للاستخدام، سواء للإنسان أو الحيوان أو النبات وسائر الكائنات المائية. يعتبر المجرى المائي ملوثاً عندما يتغير تركيب أو حالة مياهه بشكل مباشر أو غير مباشر نتيجة عمل الإنسان، وبالتالي تصبح مياهه أقل صلاحية للاستعمالات في وضح حالتها الطبيعية. والتلوث المائي أيضاً هو كل تغيير الصفات الطبيعية في الماء من خلال إضافة مواد غريبة تسبب تعكيره أو تكسبه رائحة أو لوناً أو طعماً، وقد تكون الميكروبات مصدراً للتلوث، مما يجعله مصدراً للمضايقة أو للإضرار بالاستعمالات المشروعة للحياة. وتحتوي المياه الملوثة على مواد غريبة عن مكونها الطبيعي، قد تكون صلبة ذائبة أو عالقة، أو مواد عضوية أو غير عضوية ذائبة، أو مواد دقيقية مثل البكتيريا أو الطحالب أو الطفيليات، مما يؤدي إلى تغيير خواصه الطبيعية أو الكيميائية أو الأحيائية، مما يجعل الماء غير مناسب للشرب أو الاستهلاك المنزلي، كذلك لا يصلح استخدامه في الزراعة أو الصناعة. ويظل تلوث المياه العذبة مُسبباً رئيسياً للأمراض والوفاة في معظم دول العالم النامي، ويأخذ الأشكال التالية: استنزاف كميات كبيرة من الأكسجين الذائب في الماء، نتيجة ما يخلط من صرف صحي وزراعي وصناعي، مما يؤدي إلى تناقص أعداد الأحياء المائية. * تؤدي زيادة نسبة المواد الكيميائية في المياه إلى تسميم الأحياء، فتكاد تخلو أنهار من مظاهر الحياة بسبب ارتفاع تركيز الملوثات الكيميائية فيها. * ازدهار ونمو البكتيريا والطفيليات والأحياء الدقيقة في المياه، مما يقلل من قيمتها كمصدر للشرب أو للري أو حتى للسباحة والترفيه. * قلة الضوء الذي يخترق المياه لطوف الملوثات على سطح المياه، والضوء يعتبر ضرورياً لنمو الأحياء النباتية المائية كالطحالب والعوالق.