لم يكن وليد الركراكي موفقا في أول خروج إعلامي له، بعد مشاركة باهتة بمسابقة كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار… خروج طوق بالعديد من الخطوط الحمراء، إلى درجة إفراغ الحوار من معناه الحقيقي، ليتحول إلى ساعة من السطحية والمجاملة، والإصرار على القفز على الحقائق.. خطوط تم التحفظ بشأنها، أعطتنا نموذجا سيئا لما يمكن أن يكون عليه أي عمل صحفي مهني حقيقي… وكما يقول مثلنا الشعبي الدارج «يدي ويد القابلة يخرج الحرامي عور…»، وهذا ما ينطبق تماما على حوار، يبدو أنه طوق بالعديد من الرغبات المحبطة أو المكبلة، والكثير من اليقظة… فهناك أربعة أطراف، لم تكن ترغب في حدوث تصريحات تزيد من الشحن، أو تزايد درجة الغضب الجماهيري، الساخط أصلا من تبعات إقصاء صادم… أول هذه الأطراف هناك مسؤولو الجامعة، الساعون إلى إنهاء اللغط، وضمان عودة الهدوء لمحيط المنتخب. ثاني الأطراف المؤثرة، إدارة القناة، لا تعاكس مطلقا هذه الرغبة، اعتمادا على طابع رسمي، يبدو انه ركب منذ مدة، صيغة المبالغة في التحفظ… بالإضافة إلى إدارتي الجامعة والقناة، هناك دور المدرب الذي لم يرفض الهدية، بل احتضنها بكل الود والترحاب، لتطغى الشكلية على هذا الخروج الإعلامي، وصولا إلى الحلقة الأضعف في ترتيب هذا الهرم، ألا وهو الصحفي المغلوب على أمره، والمؤمن حتى النخاع بمقولة «نحن بسلامة نفرح»، تفاديا لكل ما شأنه…. كل هذه الرغبات، اجتمعت دفعة واحدة، لتعطينا حوارا كان من الأفيد أن لا يحدث أصلا، لأن ما قاله الركراكي أظهر أن صاحبنا مهزوز من الداخل، غير متحكم في مجريات الأمور، وكل ما يقوله مجرد «تزلاج»، لا يمكن من وضع الأصبع، على مكامن الخلل، ولا يسلط الضوء على الإشكالات الحقيقية… لم يجب وليد على التساؤلات الجوهرية، تناقش من طرف مختلف الأوساط، لتظل علامات استفهام مطروحة، أمام الزيادة في نسبة الإنكار، وطغيان «الأنا» من طرف «رأس لافوكا». فهو يعتقد أنه مالك للحقيقة، علما أنه لازال لم يستفق من حلمه الوردي، ولم يفتح عينيه على واقع إفريقي مختلف تماما عن أعراس المونديال القطري… هناك إجماع على أن الاختيارات على مستوى اللاعبين، لم تكن موفقة في مجملها.. حضور أسماء غير جاهزة، وإقصاء أخرى لأسباب شخصية فقط، تعود لأيام إشرافه على الأندية، كالفتح والوداد، وجاء للمنتخب ليصرف هذه الخلافات، إلى مواقف رافضة، وهنا تبرز حالات كل من حريمات، ورحيمي، وباطنا، وربما آخرين… وتبين من خلال المباريات سواء الإعدادية أو الرسمية، أن هناك عجزا واضح عن الإتيان بتكتيكات مغايرة، ليستمر الاعتماد على نفس نهج المونديال، مما تحول إلى نقطة سلبية في أداء أسود أطلسية، أضحت رهينة أسلوب مهضوم، استغل من طرف خصوم، اجتهدوا في جعل الأداء المغربي سلبي، وغير فعال… كما أن إصرار المدرب، على تحويل المواعيد الصحفية، إلى منبر ل «المعاطية»، يرد فيها على هذه الجهة، و»يكلاشي» أخرى، مع توزيع ابتسامات أقل ما يقول عنها، أننا أمام شخص يستهزئ من منتقديه، ويسعى إلى إظهار تعالي لا يستند إلى أساس… ولم يتطرق الحوار إلى نقطة مثيرة، وتتجلى في احتمال تدخل بعض الوسطاء في اختيار اللاعبين؛ والأكثر من ذلك فرض رسميتهم، وهناك من يتحدث عن حدوث اتصال هاتفي ساخن بسان بيدرو من طرف وكيل، اعتزل اللعب مؤخرا، عاتب فيه المدرب، على عدم إشراك أحد لاعبيه… عتاب هذا الوكيل، انتشرت تبعاته وسط المجموعة ككل، وسبق أن وجهت عدة ملاحظات، حول تواجد هذا الوكيل، داخل مستودع المنتخب، ومقر إقامته، ومن يسمح له بتجاوز لا يحترم حرمة مؤسسة المنتخب… ومن الأسئلة التي يتفادى وليد الركراكي الخوض فيها، نذكر عدم الالتفات للاعبي البطولة المحلية، وجاء منتخب جنوب أفريقيا، ليعطي درسا بليغا… فالإقصاء حدث أمام مجموعة تتكون في نسبة كبيرة، من فريق ماميلودي صانداوز، هذا الأخير سبق أن تلقى أكثر من هزيمة في مواجهته للوداد البيضاوي، والسؤال هو «هل تشكيلة بطل المغرب لا تتوفر على لاعبين قادرين على تقديم الإضافة، على الأقل بكرسي الاحتياط»؟… في ختام هذه التساؤلات التي تستمد مشروعيتها من نبض الشارع، لابد من الوقوف على نقطة أخرى تناقش بقوة، وتتعلق بطبيعة العمل الذي يقوم به، هو وطاقمه، أثناء المدة الفاصلة بين تواريخ «فيفا» والتي تصل أحيانا إلى ثلاثة أشهر أو أكثر، والمعروف أنه ليس متعاقدا حرا «فريلانس»، بل موظفا بعقد مفتوح، وبامتيازات مهمة؟؟؟!!!.. نكتفي بهذا القدر، مع أن النقاش سيبقى مفتوحا، مادام الأمر يهم منتخبا يمثل شعبا بكامله…