بنكيران: انتخابات 25 نونبر مكنت المغرب من ربح رهان الديمقراطية تحول مقر الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية منذ إعلان نتائج الانتخابات التشريعية، التي منحته المرتبة الأولى، إلى قبلة لحشود كبيرة من أنصار الحزب المنتشين بالانتصار الذي حققه مرشحو المصباح، بالإضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام المختلفة، الوطنية والدولية منها، لحضور أول خروج إعلامي لزعيم حزب الإسلاميين بعد الفوز. وقال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن حزبه مستعد للتحالف مع الكتلة الديمقراطية، وسيكون منفتحا للتحالف مع الأحزاب الأخرى، باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة. ووجه تحية شكر للكتلة الديمقراطية التي عبرت عن استعدادها للتحالف مع حزبه، نافيا أن يكون شرع في أي مشاورات أو اتصالات بخصوص تكوين الحكومة المقبلة قبل تعيين الملك لرئيس الحكومة. وقال بنكيران «من باب الأدب عدم الشروع في أي اتصالات قبل تعيين الملك لرئيس الحكومة». وأوضح أن جلالة الملك هو رئيس الدولة، ولا يمكن لأي كان أن يحكم المغرب ضدا على إرادة الملك. وقال «إذا كان هناك شخص يريد أن يقوم بذلك فحتما لن يكون عبد الإله بنكيران». وعزا بنكيران استثناء الأصالة والمعاصرة من تحالفات حزبه، إلى الحملة التي استهدفته منه، على غرار الأحزاب الأخرى، بينما رجح التحالف مع أحزاب الكتلة الديمقراطية، الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية، «لأننا واجهنا جميعا تيارا في الدولة يريد أن يتحكم في المشهد السياسي»، يقول بنكيران. وأكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن الانتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر، التي وصفها بالانتخابات النزيهة بعد تلك التي جرت سنة 2002، مكنت المغرب من ربح رهان الديمقراطية، معتبرا أن نسبة المشاركة المعلن عنها معقولة ديمقراطيا، وكانت أحسن بكثير من النسبة المسجلة في الانتخابات التشريعية لسنة 2007. وبعد أن ذكر بالأوضاع السياسية بالمغرب قبل سنة، والحراك الاجتماعي بالعديد من الدول العربية، وانخراط حزب العدالة والتنمية في المطالبة بإقرار الإصلاحات الضرورية، وتفضيله عدم المغامرة باستقرار البلاد، من خلال الدخول فيما أسماه «منطق الحفاظ على الاستقرار والملكية، والصرامة في المطالبة بالإصلاح»؛ شدد على أن فوز حزبه بالمرتبة الأولى في اقتراع 25 نونبر يعود إلى تجاوب الشعب المغربي مع برنامجه. واعتبر أن هذا الفوز بمثابة «خطوة تاريخية» ستمكن الشعب المغربي من استرجاع حقه الطبيعي في الكرامة والديمقراطية والحرية. وعبر عن ثقته أن هذا الشعب الذي صوت بكثافة لصالح حزبه «سيلاحظ إشارات إيجابية قوية» في المقبل من الأيام. وبينما فضل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عدم الخوض في تشكيلة الحكومة المقبلة، إلا أنه أكد أن احتلال الحزب للمرتبة الأولى لا يمنحه الحق بالضرورة أن يستأثر بأكبر عدد من الحقائب الوزارية، وسيعطي الأولوية للكفاءات والشخصيات النزيهة، فيما شدد على أنه سيعمد إلى تخفيض عدد الحقائب الوزارية مع إمكانية تعيين كتاب دولة. ودعا عبد الإله بنكيران جماعة العدل والإحسان إلى مراجعة مواقفها، بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، والالتحاق بالركب، وقال في هذا السياق «المغرب يسير، اضطرارا لا اختيارا، على خطى الديمقراطية وعليهم أن يلتحقوا به». مشيرا إلى أنه رغم تقاسم العدالة والتنمية والعدل والإحسان للمرجعية الإسلامية إلا أنه كان دائما يذكر قيادة الجماعة بأنهم لا يمكنهم الإصلاح من الخارج وعليهم أن ينخرطوا في السيرورة التي يعرفها المغرب ليمكنهم الإصلاح من الداخل. وحسب المعطيات التي أفاد بها حزب العدالة والتنمية فقد حصل على 83 مقعدا برسم الدوائر المحلية، وتمكنت لائحة واحدة على الأقل من الفوز بثلاثة مقاعد في دائرة محلية هي دائرة طنجة أصيلا، في انتظار الحسم في دائرة بني ملال. وتمكن حزب المصباح من الفوز بمقعدين في 23 دائرة محلية، بينما حصل على مقعد واحد في 34 دائرة.