يلقى القفطان المغربي الذي اقتحم عالم الأزياء الراقية بإفريقيا بأثوابه الحريرية المطرزة بخيوط ذهبية وألوانه الهادئة أوالمثيرة، وبقصاته التي تلائم جميع القامات، نجاحا كبيرا وبدأ يفرض نفسه كزي فاخر في المعارض والحفلات ببلدان غرب إفريقيا. وإذا كان اختراق عالم الخياطة العليا الأوروبية قد تم على حساب تعديلات كبيرة وإَضافات جريئة ليتماشى مع الذوق الغربي، فإن القفطان نجح في اقتحام عالم الأزياء الإفريقي دون أن يفقد خصوصيته محافظا على أصالته العريقة. وبرهنت على هذا الأداء الناجح بإفريقيا مصممة الأزياء رجاء برادة التي قدمت عروضا سحرت أوساط عالم الأزياء الراقية بأشكال مبهرة للقفطان وقدمت التراث المغربي العريق في مجال الأزياء حيث عرضت أسلوبا مصقولا عبرت عنه بمواد رفيعة وتطريزات لامعة. وكان عرض القفطان المغربي الذي قدمته عارضات إفريقيات مبهرا خلال عرض كبير للأزياء حضره كبار مصممي الأزياء الأفارقة. وأبدت عقيلات السفراء المعتمدين بدكار إعجابهن بالقفطان المغربي الفاخر بمناسبة عرض آخر للأزياء نظم في إقامة سفير المغرب بالعاصمة السنغالية خلال الأسبوع الجاري. ومما يثير إعجاب الشغوفات بالموضة، سواء كن آسيويات أو إفريقيات، التطريز وتصفيف قطع القماش الحريرية أو الأثواب ذات الألوان الحية وجمال الخطوط والقصات التي تبرز جمال المرأة بشكل راق. ويعتبر اقتحام القفطان لأوساط الأزياء الراقية بإفريقيا بمثابة نجاح نتيجة إبداع وخبرة المصممة الشابة رجاء برادة التي ترعرعت في وسط إفريقي حيث تعد سليلة رواد الهجرة المغربية إلى إفريقيا التي ترجع إلى القرن ال19. وهي من مواليد سان لويس (شمال السينغال) سنة 1960. وبالموازاة مع دراستها الجامعية، ولجت برادة مدرسة تصميم الأزياء والموضة بالمغرب من أجل صقل شغفها الشديد بالأزياء وخاصة الزي المغربي التقليدي. وبدأت مشوارها المهني بفاس كفضاء للتقاليد ذات الصلة باللباس المغربي الفاخر، حيث رسخ القفطان مكانته. وقد أبدعت في مهنتها واختارت المزج بين التقليد والتجديد في إبداعاتها قصد تقديم قفطان قادر على ترسيخ مكانته داخل أوساط الموضة العصرية، دون المساس بأصالته.وأضفت لمسة عصرية تروم توسيع الآفاق أمام القفطان المغربي على الصعيد الدولي . وأكدت هذه المصممة الشابة أن على القفطان أن يحافظ على خصوصيته وأن القفطان في جماليته الأصيلة يلج بكل سهولة إلى إفريقيا بسبب عامل القرب الثقافي. وكدليل على ذلك، وجهت لبرادة دعوات من العديد من مصممي الأزياء الأفارقة لإنجاز مشاريع مشتركة والتي لا تهم فقط القفطان ولكن أيضا الجلابة التي تثير الإعجاب نظرا لتألقها وبساطتها التي تجعل منها لباسا لكل المناسبات. ويثير التطريز والترصيع بالأحجار والألوان المختلفة إعجاب مصممي الأزياء الأفارقة بشكل خاص. ويمكن مزج أنواع من الحلي الإفريقية المحلية في إطار هذا النوع من الشراكات في أفق إخراج شكل جديد إلى حيز الوجود يساهم في إغناء تراث القفطان أكثر والذي يختزل في طياته حقبا من التاريخ ويزخر بمزايا لمواكبة الموضة وتوسيع الآفاق واستشراف المستقبل .