تنطلق مساء اليوم الأربعاء رحلة صعبة وشاقة للمنتخب الوطني بحثا عن المجد القاري الغائب منذ قرابة نصف قرن من الزمن عن خزائن الكرة المغربية، وسط أجواء حماسية لكتيبة "أسود الأطلس" الطامحة إلى الزئير بقوة في أدغال كوت ديفور مضيفة النسخة ال34 من كأس أمم إفريقيا. ويلتقي الفريق الوطني في مستهل مشاركتها ال19 بالنهائيات التي كانت مقررة صيف 2023 وتأجلت إلى شتاء 2024 بسبب المخاوف من تداعيات موسم الأمطار، بتنزانيا، وعينه على تحقيق الانتصار بغض النظر عن النتيجة أو الطريقة. وتأتي هذه المشاركة في سياق طفرة تعيشها الكرة المغربية في السنوات الأخيرة، بوصول فريق الرجال إلى نصف نهائي كأس العالم "قطر 2022" وتخطي منتخب السيدات للدور الأول بمونديال 2023 بأستراليا ونيوزلندا ووصول منتخب الفتيان إلى دور ربع نهاية مونديال إندونيسيا في نفس العام. كما أحرز منتخب أقل من 23 سنة لقب كأس إفريقيا وضمن مشاركته في أولمبياد باريس صيف 2024، ناهيك عن تألق منتخب الفوتصال الفائز بكأس إفريقيا عامي 2016 و2020، والذي بلغ أيضا دور الربع في مونديال 2021 بليتوانيا. وفي انتظار تزكية هذه الطفرة بلقب قاري للمنتخب الأول، تدرك العناصر الوطنية أهمية الفوز في المباراة الافتتاحية بحكم أنه -على الورق- يظل منتخب "نجوم الأمة" الحلقة الأضعف في المجموعة السادسة التي تضم أيضا منتخبين سبق لهما التتويج باللقب، هما الكونغو الديمقراطية وزامبيا. وستكون مواجهة الليلة التي ستنطلق على الساعة السادسة بتوقيت المغرب، مخالفة للمباراة الأخيرة التي جمعت الطرفين في نونبر الماضي بدار السلام ضمن الجولة الثانية من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، وانتهت بفوز رفاق العميد غانم سايس بهدفين نظيفين. وسيتعين على العناصر الوطنية التي نجحت تدريجيا في التأقلم مع الجو الحار والرطب جدا بمدينة سان بيدرو، البصم على انطلاقة جيدة في أفق التنافس على لقب قاري ثان بعد 48 عاما من التتويج اليتيم في دورة إثيوبيا سنة 1976. من جهته، يعي المدرب وليد الركراكي حجم التطلعات الكبيرة المنتظرة من طرف الجمهور المغربي المرتقب حضوره بكثافة في مدرجات ملعب لاورينت بوكو، والذي بات يؤمن بأنه لم يعد أمام المنتخب الوطني أي عذر لكي لا يذهب إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة القارية، ولم لا العودة إلى أرض الوطن بعد تاريخ ال11 فبراير المقبل بالكأس الغالية.