توج المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة بالنسخة الخامسة من البطولة العربية التي جرت أطوارها بالديار المصرية، بعد فوزه في المباراة النهائية التي جرت يوم السبت الماضي بالقاهرة على نظيره المصري، بنتيجة 4-0. وأنهى المنتخب المغربي مساره بهذه البطولة بخمسة انتصارات متتالية، حيث تمكن من تسجيل 26 هدفا، ولم يدخل مرماه سوى هدفين اثنين، وهذا المشوار الناجح، أكد إلى أبعد الحدود استحقاق العناصر الوطنية، بفضل العروض القوية التي قدامها طيلة هذه البطولة. تمكن المدرب هشام الدكيك من إدخال مجموعات من التغييرات على التشكيل الأساسي، وذلك باعتماد مبدأ المداورة، وتحضير الخلف الضروري، دون التأثير على الأداء العام للمجموعة ككل، والحفاظ على المستوى الذي أهل «أسود الفوتصال» لاحتلال مركز الريادة على الصعيدين العربي والقاري. المؤكد أن المنتخب المغربي للفوتصال تحول خلال السنوات الأخيرة إلى قوة حقيقية، بعد أن فرض سيطرة مطلقة على كل المسابقات، خاصة كأس إفريقيا للأمم، التظاهرة التي يحمل لقبها خلال النسختين الأخيرين، وجاءت البطولة العربية بالقاهرة، لتؤكد تفوقه على مدارس أخرى، كما هو الحال بالنسبة لعرب آسيا. ويعود هذا التألق والاستمرار في الزعامة إلى عاملين أساسيين، أولها توفر الإمكانيات الضرورية، والتي تسمح بتطبيق البرنامج الإعدادي سواء داخل المغرب أو خارجه، والتمكن أيضا من المشاركة بالدوريات الدولية، قصد الكسب المزيد من التجربة في مواجهة أقوى المنتخبات على الصعيد الدولي، والأكثر من ذلك كسب المزيد من النقط لتحسين المرتبة بترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا». المعطى الثاني يعود إلى وضع كامل الثقة في الطاقم التقني بقيادة الخبير المغربي هشام الدكيك، وهذا العامل يعد من المحفزات الأساسية على العطاء، والاستفادة من الاستقرار المطلوب، الشيء الذي مكن المدرب من تطبيق كل تصوراته ومخططاته التي تحظى بكل الدعم من طرف فوزي لقجع، ليس لأنه رئيس الجامعة، بل لأنه رئيس لجنة المنتخبات الوطنية ويتابع عن كثب كل التفاصيل والتطورات. والغريب أن تألق منتخبا بكل هذه القيمة يأتي بالرغم من تواضع البطولة الوطنية، وضعف المستوى العام للبطولة، وهو الرهان المفروض أن تنجح فيه الجامعة، حتى يتمكن المنتخب من إيجاد البدائل الضرورية، وتمكين الناخب الوطني من الخيارات الممكنة، قصد تشكيل الخلف العناصر الأساسية التي أبدعت لسنوات، ولا يمكن أن تستمر داخل القاعات إلى ما لا نهاية. «برافو» للمنتخب المغربي بقيادة هشام الدكيك الذي يبذل مجهودا كبيرا من أجل تقديم مشرف في كل التظاهرات التي يشارك فيها، والموعد القادم هو مونديال ليتوانيا الذي ننتظر خلاله تكريس تألق العناصر الوطنية، حتى وإن كان هذا الهدف لن يكون من السهل تحقيقه في وجود أقوى المدارس على الصعيد الدولي.