قرر مختبر»سوطيما» لصناعة الأدوية وقف تصنيع مادة «الأنسولين» بالمغرب ونقل وحدات إنتاج هذه المادة إلى الجزائر. وقد جاء هذا القرار، الذي اتخذه المجلس الإداري للشركة قبل أيام، كنتيجة لما اعتبرته هذه الأخيرة «تقصيرا من الحكومة في حماية الصناعة الوطنية لمادة الأنسولين، وعدم تفعيل مبدأ «الأفضلية الوطنية» في مواجهة الشركة الدانماركية («نوفونورديسك») التي تقوم باستيراد مادة الأنسولين وبيعه في السوق المغربية بأثمان منخفضة عن تكاليفها»، حسبما جاء في تصريح لمحمد كرييم مسؤول التواصل ب «سوطيما». المسؤول إياه قال لبيان اليوم إن «الحكومة لم تقم بمعالجة هذا المشكل بما يلزم من جدية في وقت تقوم كل الدول، سواء في أوروبا أو بالولايات المتحد أو الصين، بتطبيق هذا البند المتعلق بالأفضلية الوطنية الذي ينص عليه البنك الدولي لحماية الصناعة المحلية». وأضاف أن الجزائر التي لم يبدأ فيها تصنيع مادة الأنسولين إلا قبل ثلاث سنوات وبشكل جنيني، «قررت سنة 2009 منع استيراد مادة الأنسولين حتى يتم تسويق كل الإمكانيات الإنتاجية الموجودة محليا». وتتهم سوطيما الشركة الدنماركية «نوفو نورديسك»، بتطبيق سياسة إغراق السوق «الدونبينغ» الذي يمنعه القانون. فقد قدمت هذه الشركة، خلال طلب العروض التي تقدمت به وزارة الصحة من أجل التزود بمادة الأنسولين، أسعارا تقل عن الكلفة التي تنتج بها «سوطيما» هذه المادة محليا، هذا في الوقت الذي قررت فيه «سوطيما» خلال 2009، تخفيضا مهما لأسعار الأنسولين الجنيس بنسبة مهمة وصلت إلى 35 في المائة، حيث انتقل سعره من 135 إلى 85 درهما. وتعتبر إدارة «سوطيما» أن السعر الذي تشتري به الدولة الأنسولين حاليا، أي 16.80 درهم لا يغطي تكاليف المادة الأولية، أما الثمن الذي تبيع به شركة «نوفورديسك» الأنسولين المستورد فيتحدد في 13.80 درهم لوزارة الصحة فيما تبيعه ب 200 درهم للصيدليات الخاصة، يقول مسؤول «سوطيما». ويضيف «هذا الأمر أدى إلى فقدان «سوطيما» للسوق المغربية، وتكبدها لخسائر في سنة 2009 بلغت 3 ملايين درهم». للتذكير فقرابة 3.5 مليون مغربي مصاب بالسكري. وإلى جانب وزارة الصحة ورئيس الحكومة راسلت الشركة في نفس الموضوع مجلس المنافسة الذي أصدر بعد عام ونصف تقريرا غير نهائي جاء فيه على الخصوص أن أثمنة نوفورديسك «غير منخفضة جدا». وهو ما ردت عليه إدارة «سوطيما» بملاحظات «يبدو أن مجلس المنافسة أخذها في الاعتبار حيث قرر رئيسه سحب مشروع القرار النهائي في الموضوع لتعميق النظر فيه»، يقول محمد كرييم. وحسب مصدر من «سوطيما» فالاتفاق الذي أبرم مع السلطات الجزائرية يمكن الشركة من تطبيق سعر جد مرتفع للأنسولين الذي ستنتجه وحداتها «. قرار نقل إنتاج الأنسولين إلى الجزائر صاحبه قرار آخر يقضي بتعليق استثمارات هامة كانت الشركة تعتزم القيام بها في مجال تصنيع الأدوية المشتقة من التكنولوجيا الحيوية وتسويقها بالمغرب ب «أثمنة جد منخفضة مقارنة مع تلك التي يستوردها المغرب بتكاليف باهضة». وحسب كريمي «فقد كان المغرب سيكون أول بلد إفريقي يصنع هذه الأدوية التي تستعمل في أمراض كالسرطان والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها». وأضاف أن الشركة التزمت ليس فقط بنقل التكنولوجيا الحديثة للمغرب وخلق مناصب شغل وتأمين استقلالية البلاد من هذه الأدوية، بل أيضا بالمساهمة في تصديرها إلى بلدان أخرى.