نظم مسرح محمد الخامس، يوم الخميس الماضي، حفل توقيع كتاب «المسرح المغربي: جدلية التأسيس» للناقد والكاتب محمد أديب السلاوي. وتميز حفل التوقيع بحضور أسماء لامعة من عالمي الثقافة والفن قدمت شهادات بحق المحتفى به، مبرزة القيمة المضافة التي قدمها أديب السلاوي للثقافة المغربية في ميادين الإعلام والإبداع والنقد. ويبسط أديب السلاوي في كتابه مختلف التيارات التي تحكمت في تأسيس المسرح المغربي كتكل ثقافي ساهم فيه، ويساهم، المبدعون والمثقفون المغاربة. وقال السلاوي، إن المسرح المغربي يمكن ان يوضع إلى جانب التكتلات الثقافية القائمة في المشرق العربي وأوروبا، مضيفا أنه بات يستقطب عددا من الطاقات الشابة التي استطاعت أن تنتج تجارب على أهمية كبيرة من حيث التقنية والإبداعية. ومن جهة أخرى، شدد أديب السلاوي على أن الكتاب المغربي، اليوم، «متعب» بسبب تدني نسب المقروئية، معتبرا أن من شأن «إيصال الكتاب المغربي إلى المكتبات المدرسية والمكتبات التابعة للمجالس البلدية والقروية» أن يساهم في إنعاشه وإزالة «آثار التعب» التي لا تزال عالقة به. وفي هذا السياق، أثار السلاوي مفارقة، قال إنها «غريبة»، حيث إن «الذين يكتبون الكتب اليوم لا يعيشون منها»، بل «ينفقون عليها» من مالهم لكي تنشر على القراء، مؤكدا أن هذه المفارقة «تسيء إلى الثقافة المغربية قبل أن تسيء إلى الكتاب المغربي». من جانبه، اعتبر المؤلف المسرحي عبد الكريم برشيد، الذي قدم شهادة في حق أديب السلاوي، في تصريح مماثل، أن هذا الحفل « لحظة تكريمية لرجل معروف بعطاءاته في مجالات النقد والتأريخ في المسرح كما في التشكيل «، منوها بسيرة الرجل الذي كرس حياته لخدمة الثقافة المغربية داخل المغرب وخارجه. وأضاف برشيد أن كتاب «المسرح المغربي: جدلية التأسيس» يعد معلمة جديدة تنضاف إلى خزانة الكتب النقدية المغربية. وقال إن السلاوي استثمر فيه تجربته العميقة في المسرح المغربي الذي عايشه على مدى أكثر من نصف قرن. واستحضر الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي، الذي قدم بدوره شهادة في حق المحتفى به، أن السلاوي يعتبر «أول من أسس أدب الصالون في المغرب»، مضيفا أنه ترك وقعا وبصمات في مجمل الأجناس الأدبية، وهو ملحاح لا يكل ولا يمل، ومهووس بالقراءة والكتابة. يذكر أن محمد أديب السلاوي أصدر العديد من الكتب والدراسات في المسرح والفنون التشكيلية والشعر والأدب والسياسة والمجتمع في المغرب وسوريا والعراق ولبنان، من بينها «التشكيل المغربي بين التراث والمعاصرة» و»المسرح المغربي، البداية والامتداد» و»مائة عام من الإبداع التشكيلي بالمغرب».