احتفت دار الثقافة الروسية بالرباط بمرور 55 سنة على تأسيسها بالمغرب، وسط حضور نوعي للمثقفين والصحفيين والجمعويين وعدد من المسؤولين الروس. وتميز اللقاء الاحتفائي بالذكرى 55 لتأسيس الدار الروسية للثقافة والعلوم بالرباط، الذي سير أطواره عبد العاطي الدغمي مستشار بالدار الروسية، بإعلان استلام المدير الجديد للدار مهامه بالمغرب، في أول نشاط ثقافي له. في هذا الصدد، قال المدير الجديد للمركز الثقافي الروسي "سين ألكسندر" في كلمة ترحيبية له إن العلاقات المغربية الروسية تظل متميزة على كثير من المستويات، خصوصا على المستوى الثقافي. وذكر ألكسندر في أول كلمة له كمدير للمركز الثقافي الروسي بتاريخ تأسيس دار روسيابالرباط والتي قال إنها تعود ل 55 عاما، حيث بدأ المركز الروسي الاشتغال في المغرب منذ 5 أكتوبر 1968. ومنذ ذلك الحين، يقول ألكسندر إن المركز الروسي استمر في تعزيز مكانته وأنشطته في الأوساط الثقافية والاجتماعية والسياسية المغربية، ويعمل على عدة مستويات، باعتباره واحدا من ضمن 73 دارا روسية مماثلة في بلدان متعددة بالعالم. وأوضح المدير الجديد للدار الروسية بالرباط أن المركز ومن خلال أنشطته يعمل على تمتين العلاقات بين المغرب وروسيا على عدة مستويات وإبراز جوانب مهمة على مستوى الثقافة والفنون، وذلك وفقا لرؤية الوكالة التي تتبع لها جميع المراكز الروسية في العالم وهي "روسوتروودنيتشيفو الفيدرالية" Rossotrudnichestvo التابعة لوزارة الخارجية الروسية. وشدد ألكسندر أن مهام المركز الثقافي الروسي متعددة وتنطلق بتعميم الثقافة الروسية وتقريبها للمغاربة، وفتح آفاق بهذا الخصوص من خلال تعميم اللغة الروسية، وتقديم دورات اللغة الروسية استنادا إلى البرنامج الذي جرى تسطيره بهذا الخصوص من قبل المعهد الروسي للغة الدولة والذي يحمل اسم أ.بوشكين. إلى ذلك، لفت المتحدث إلى الثقافتين الروسية والمغربية الغنية على عدة مستويات فضلا عن كون ثقافات عريقة وذات أصالة ومورث كبير، مشددا في هذا السياق، على أن اهتمامات المركز الثقافي الروسي تكمن أيضا في تقريب هذه الثقافات وبلورة حضورها لدى الشعبين، إذ تعمل دار روسيابالرباط على جعل فنون روسيا وأصالتها وتنوعها معروفة لدى سكان المغرب. بالمقابل لفت ألكسندر إلى أن المركز في نفس الوقت يأخذ في الاعتبار اهتمام المغاربة أنفسهم ببعض أنواع الإبداع مثل الرسم والأدب والموسيقى الكلاسيكية والرقص، وكذا المجالات الأخرى ذات الاهتمام من قبيل الترويج لإنجازات روسيا في مجالات العلوم والبحث والتعاون الإنساني والسياحة والتي تشكل مجالات تفاعل نشطة. وأبرز مدير دار روسيا للعلوم والثقافة أن الدار تشتغل على فتح الآفاق بخصوص المعرفة والثقافة الروسية بالنسبة لمختلف الشرائح والفئات الاجتماعية والعمرية، وتشمل مجالات مختلفة انطلاقا من اللغة وصولا إلى الدفع بأشكال جديدة من المشاريع موجهة نحو تعزيز الثقافة والسينما الروسية وتعزيز برامج التكوين والدراسة في روسيا وتشجيع السياحة وغيرها من البرامج. وخلص ألكسندر إلى أن نشاط دار روسيا في الرباط يتوجه إلى جميع أولئك الذين يهتمون بروسيا ويرغبون في السلام والصداقة. ضمن مجموعة فعاليات تنظمها من ضمنها حفلات موسيقية، وسهرات إبداعية، ومعارض للفنانين المعاصرين، ومعارض لوثائق الأرشيف، ومحادثات ذات مواضيع مع الجمهور البالغ والشباب والأطفال. وأوضح المتحدث أن هذه الأنشطة تجري بشكل مستمر داخل أسوار المركز الثقافي الروسي، مبديا سعي المركز لتمثيل روسيا بشكل أفضل على العديد من المستويات، بما في ذلك العمل المستمر في إرسال الطلبة المغاربة للدراسة بروسيا، حيث كشف أن المركز يرسل بشكل مستمر ما يزيد عن 100 طالب مغربي بشكل سنوي إلى روسيا، معلنا أن هذا العدد مرشح للارتفاع ومضاعفته بشكل أكبر خلال المواسم الجامعية والدراسية المقبلة. كما كشف المتحدث أن المركز الثقافي الروسي يشتغل بالموازاة على ذلك على التعريف بروسيا من خلال إرسال مشاركين في برامج مختلفة إلى روسيا، حيث يجري بشكل سنوي استقبال شباب من مختلف الجنسيات، بما في ذلك من المغرب، ضمن برامج تعريف كبرنامج "مرحبا، روسيا" وبرامج أخرى التي تشرف عليها وكالة خلال "روسوتروودنيتشيفو". ولفت ألكسندر إلى أن هذه البرامج توفر للشبان الأجانب فرصة ليس فقط لزيارة روسيا واكتشافها، ولكن أيضا لإقامة اتصالات مهنية وشراكات طويلة الأمد مع هياكل حكومية وغير حكومية روسية، ومنظمات شبابية وعامة، وكذا إقامة مشاريع ودعمها وغير ذلك. من جانب آخر، تحدث مدير دار روسيا للثقافة بالرباط عن الاهتمام المتواصل بتدريس اللغة الروسية بالمغرب والعمل على توسيعها، مشيرا إلى أنه يجري بالعديد من الكليات تدريس اللغة الروسية كما هو الحال بالنسبة لجامعات وكليات الدارالبيضاء والمحمدية والرباط وفاس وغيرها، معربا عن سعي الدار الروسية إلى تطوير هذا النشاط وتوسيعه بشكل أكبر. إلى ذلك، كان اللقاء الاحتفائي بمرور 55 سنة قد عرف الاحتفاء بفعاليات من عالم الفنون والثقافة والصحافة والعمل الجمعوي، حيث سلم المدير الجديد للدار الروسية شهادات تقديرية للمكرمين. ومن ضمن المكرمين في هذا اللقاء الزميل محمد حجيوي عن جريدة "بيان اليوم" والزميل محمد نايت يوسف عن جريدة ALBAYANE بالإضافة إلى الصحفي أحمد الناجي، والفنان التشكيلي محمد فتح الله عاشور، والفنان التشكيلي والأكاديمي محمد بنعبد الله، والفنان والأستاذ في الفنون التشكيلية عبد الرحيم جواد، بالإضافة إلى التونسي خالد الفنان ومدير معرض النادرة بالرباط، وسميرة الصويري رئيسة جمعية عالم الفنون من أجل الثقافة والإبداع، ومحمد قاسيمي رئيس جمعية منتدى الشباب. يشار إلى أن المركز الثقافي الروسي بالمغرب أو دار روسيابالرباط، يحتضن بشكل مستمر العديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي يشرف عليها فانون وأكاديميون مغاربة وروس، كما يحتضن المركز دروسا لتعليم اللغة الروسية لفئات عمرية مختلفة، فضلا عن ورشات ودروس في الفن التشكيلي والموسيقى والرقص يؤطرها أساتذة مختصون من روسيا. محمد توفيق أمزيان– تصوير: رضوان موسى