تعتزم روسيا افتتاح جامعة لها بالمغرب خلال السنوات القليلة المقبلة، وفق ما أكده فالسي أوتشيتيشن مدير المركز الثقافي الروسي في رده على سؤال ل “بيان اليوم” خلال ندوة صحفية نظمها المركز أول أمس الأربعاء بالرباط. وأكد أوتشيتيشن أن روسيا تشتغل منذ 2012 على موضوع إقامة جامعة دولية بالمغرب على غرار مجموعة من التجارب التي تمت، حيث أوضح أن المسؤولين الروس وبتنسيق مع المسؤولين المغاربة تدارسوا الموضوع من أجل إيجاد وعاء عقاري، وتم اقتراح كل من تامسنا بالقرب من العاصمة الرباط، ومنطقة النواصر القريبة من الدارالبيضاء. وأشار مدير المركز الروسي أن التنسيق استمر مع لحسن الداودي وزير التعليم العالي حينها، لكن الأمور لم تتم بسبب غلاء الوعاء العقاري، وكذا عدم توفر الإمكانيات، لتتم سنة 2016، عملية اقتناء وعاء عقاري على مساحة 16 هكتار نواحي مدينة المحمدية والتي سيتم تخصيصها لبناء الجامعة الدولية. وشدد المتحدث على أن الجامعة مشروع كبير وليس مجرد مدرسة خاصة تضم مئات التلاميذ، إذ أنها تحتاج لتجهيزات مهمة وتوفير مستوى عال من التكوين ومسالك متميزة من شأنها أن تشكل إضافة نوعية للطلبة المغاربة والأفارقة. فالسي أوتشيتيشن وفي حديثه عن مشروع الجامعة، قال إن المشروع متأخر بحوالي سنتين، حيث تمت مراسلة وزارة التعليم العالي بهذا الشأن، ومن المرتقب أن يتم الشروع في مناقشته وإتمام تفاصيله بتنسيق مع المسؤولين المغاربة ابتداء من نهاية السنة الجارية وبداية 2020، مضيفا أن هناك أمل لتسريع تنزيل هذا المشروع الذي يقوي العلاقات المغربية – الروسية المتجذرة. وعن تمويل الجامعة واستقطاب الطلبة، أبرز أوتشيتيشن أنها من تمويل روسي 100 بالمئة، فيما تتم عملية تدارس شعب جديدة التي من شأنها أن تساهم في استقطاب الطلبة، إذ سيتم تخصيص 60 بالمئة للطلبة المغاربة و40 بالمئة للطلبة من بلدان إفريقية وأخرى مختلفة. من جهة أخرى، قدم مدير المركز الثقافي الروسي البرنامج الثقافي والفني للموسم الثقافي الجديد 2019/2020، والذي يفتتحه المركز بمعرض صور للحرب العالمية الثانية. كما سيتم خلال فاتح دجنبر المقبل تنظيم أمسية خالدة والتي ستكون ختام لسنة اللغة الروسية وميلاد بوشكين، والتي سينظمها المركز بشراكة مع الجمعية المغربية لخريجي الجامعات والمعاهد السوفياتية وجمعية تنمية الصداقة المغربية – الروسية والذي سيعرف حدثا مهما وهو رسم لوحة من حجم كبير بمسرح محمد الخامس. إلى ذلك، سيتم الاحتفال بالذكرى ال 75 للانتصار على الفاشية في الحرب العالمية الثانية، حيث كشف المسؤول الروسي عن تنظيم حفل كبير يضم قدماء المحاربين المغاربة ومحاربين من بلدان أخرى، إذ يعتبر حدثا عالميا يحتفى بها. وفي إطار الفنون التشكيلية، أبرز المتحدث عن تنظيم الدورة السابعة لمهرجان “اليد المغربية” التي تنظم بشراكة مع جمعية منتدى الشباب، إذ سيتم إعطاء الدورة المقبلة من المهرجان صبغة دولية، عبر إشراك فنانين روسيين عالميين وفنانين من جنسيات مختلفة. كما، تحدث أوتشيتيشن عن تنسيق المركز الثقافي الروسي مع الجامعات المغربية لتنظيم معارض فنية تعكس الحياة الروسية، وكذا المساهمة في الأيام الثقافية التي تنظمها الجامعات بمختلف المدن، حيث تشارك مجموعة من الفرق الروسية من خلال إبداعات فنية وتشكيلية، وفرق “الباليه” التي تشارك في مجموعة من المعارض الفنية المتعلقة بالرقص. في هذا السياق، كشف المسؤول الروسي أن النشاطات التي يشرف على تنظيمها المركز تعرف توسعا كبيرا وتعرف نجاحات في مختلف المحطات، حيث إن الجولات التي تقوم بها مجموعة من الفرق الروسية بالمغرب تحقق نجاحا كبيرا سواء في الجامعات أو المدارس، مشيرا إلى أن أزيد من 20 ألف تلميذ مغربي تمكنوا خلال أسابيع قليلة من مشاهدة عروض جمعيات روسية خلال جولات على المدارس نظمها المركز الثقافي الروسي بشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط. وجدد أوتشيتيشن التأكيد على أن عمل المعاهد والمدارس الخاصة يحتاج إلى جهد كبير وإمكانيات مهمة، مبرزا أن المعهد يعمل على تطوير التكوين الموجه إلى الأطفال المغاربة الذين يستفيدون من دروس داخل المركز الثقافي الروسي والمدارس التابعة له، مؤكدا أن التنسيق يجري مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون من أجل تطوير الاستثمار الثقافي بالمغرب وتنظيم مجموعة من المحطات الثقافية الكبرى، التي قال إنها تعكس تجذر العلاقات المغربية الروسية في التاريخ. يشار إلى أن المركز الروسي للعلوم والثقافة بدأ نشاطه في الرباط سنة 1968، إذ ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل على تعزيز مكانته في النظام الجيوسياسية المغربي والارتباط بالمنظمات الدولية والحكومية وغير الحكومية وبالخصوص مع الجمعية المغربية لخريجي الجامعات والمعاهد السوفييتية سابقا وجمعيات الصداقة المغربية الروسية. ويولي المركز أهمية خاصة لتعميم اللغة الروسية، وتقديم دورات في اللغة حسب البرنامج المعد من قبل معهد الدولة للغة، حيث توجد بالمركز مكتبة مفتوحة في وجه المهتمين بالثقافة والأدب الروسي وتضم أكثر من 5.000 كتاب وخزانة للأفلام الفيديو. كما يوجد بالمركز 12 ورشة عمل واستوديوهات نشيطة، من بينها: مدرسة اللغة والأدب الروسي، ومدرسة الرقص الكلاسيكي الروسي، ومدرسة الموسيقى وأستوديو للرقص الحديث، وورشة عمل للفنون التشكيلية. ومن أهداف المركز الرئيسية التعريف بالثقافة الروسية في المغرب، إذ يعطي اهتمامات كبيرة في البحث عن أشكال جديدة من المشاريع للتوجيه نحو تعميم الثقافة والسينما الروسية.