خصت جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، الحاجة خدوج السليماني إحدى رموز المقاومة بجهة الشاوية ورديغة، التي أطلق عليها المستعمر آنذاك اسم «جون دارك المغرب»، بتكريم خاص. وجاءت هذه الالتفاتة في إطار فعاليات الدورة الثالثة لهذه التظاهرة الثقافية والفنية (29-26 أكتوبر الجاري) اعترافا بالخدمات الجليلة التي أسدتها هذه المناضلة لوطنها، وذلك بانخراطها في البداية في المقاومة الوطنية ضد الاستعمار، ثم إلى يومنا هذا وبالرغم من تقدمها في السن، في العديد من الأنشطة ذات البعد الاجتماعي والخيري. وبعد تسليمها درع المهرجان، عرض شريط وثائقي من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية بعنوان «تاريخ مقاومة... وكفاح امرأة» في التفاتة لهذه المسنة ومن خلالها لكافة المغاربة الذين ضحوا بالنفيس والغالي من أجل الاستقلال والانعتاق. وتناول المخرج عبد العزيز العطار في هذا الإبداع الفني جزء من حياتها ومن ذاكرة المغرب التاريخية خاصة المرحلة العصيبة التي أبعد فيها المغفور له محمد الخامس إلى المنفى بمدغشقر وكورسيكا إلى أن عاد إلى عرشه مظفرا، بعد ثورة 20 غشت 1955 والتي شكلت رمزا للتلاحم بين الملك والشعب. وتم الاعتماد في هذا الشريط الوثائقي على شهادات عدد من الباحثين والمؤرخين وأفراد المقاومة، ومن بينهم المحتفى بها، وعززت هذه الشهادات مجموعة من الصور والكليشيهات المقتطفة من عمق التاريخ الذي يبقى شاهدا بالصوت والصورة على وحدة المغرب وتماسك كيانه. حضرت هذا الحفل، الذي تزامن وعرض مجموعة من الأفلام في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان، العديد من الشخصيات من عوالم الفن والثقافة والإبداع، إلى جانب مكونات المجتمع المدني.