افتتحت فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، التي ستختتم مساء يومه السبت 29 أكتوبر الجاري، بتكريم عدد من الوجوه الأجنبية والعربية، تقديرا لجهودها الكبيرة في إغناء الرصيد الوثائقي، والسينمائي العربي بشكل عام تكريم الإيطالية أنا باستوري (خاص) إذ حظي بدرع المهرجان كل من أنا باستوري، مديرة المركز الثقافي الإيطالي بالمغرب، وسكرتير السفير الإيطالي بالرباط، باعتبار دولة إيطاليا، ضيفة شرف الدورة الثالثة من هذا المهرجان، بعد سوريا وفلسطين في الدورتين الأولى والثانية. كما كرمت الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، المنظم بدعم من المركز السينمائي المغربي، والمجمع الشريف للفوسفاط، والمعهد الوطني للتهيئة والعمران، والمركز الثقافي الإيطالي، نبيل العتيبي، رئيس قسم الإنتاج بقناة الجزيرة الوثائقية القطرية، والإعلامي المغربي عبد الرزاق لحرش. كما جرى بالمناسبة تقديم، لجنة تحكيم هذه الدورة، التي يرأسها المخرج نبيل العتيبي، رئيس قسم الإنتاج بالجزيرة الوثائقية بقطر، والناقد المغربي سعيد يقطين، وفاطمة يهدي، صحافية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والمخرجة الإيطالية، جيوفانا تافياني، والمخرج الجزائري، عبد المالك لكون، فضلا عن الناقد الجامعي يوسف آيت همو، والناقد الإعلامي أحمد سجلماسي، وخليل الدامون، رئيس جمعية النقاد السينمائيين بالمغرب. بالإضافة إلى عدد مهم من مخرجي الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان. واعتبر الحبيب ناصري، رئيس المهرجان في كلمة بالمناسبة أن هذه التظاهرة تعد قاطرة حقيقية للتنمية المحلية، وترسيخ قيم الحوار، والتواصل الكوني، ما يجعل المغرب، محطة دولية لتكريم مبادئ التسامح والتعايش بين مختلف الأديان والأجناس. وأكد ناصري أن السينما التي بدأت وثائقية، تعد أحد الأشكال الإبداعية الراقية، التي قدمت للمتلقي في العديد من المناسبات، فيضا من القيم والمبادئ الوجودية، التي تدعو في العمق إلى السلام، والكرامة، وتمجيد الحرية والتسامح، واحترام حقوق الإنسان، وتكريم الحياة في أبهى تجلياتها بمختلف تقاليدها وعاداتها. وثمن بالمناسبة الجهات الداعمة للمهرجان، وعلى رأسها المركز السينمائي المغربي، داعيا بالمناسبة إلى جعل المهرجان مناسبة سنوية من أجل الاحتفاء بالسينما الوثائقية، كفعل فني وإبداعي، تساهم بشكل كبير في إشاعة قيم الثقافة والفنون. وقال إنه "بين الدورة الأولى والثالثة عشنا لحظات ممتعة تعلمنا فيها أشياء كثيرة ومفيدة في الحياة، وأطللنا من خلالها على نافذة تنظيم المهرجان وعلى كيفية سير سؤال الثقافة في بلادنا كبوابة نحو تحقيق رقي جمالي أفضل بطوق المواطن". وأكد رئيس المهرجان أن الفيلم الوثائقي يعد أداة من أدوات مساءلة الذات والآخر، ناهيك عن كونه تجليا من تجليات محاربة كل أشكال العنف والتطرف والإقصاء. وأكدت كل كلمات المكرمين في المهرجان الدولي الثالث للفيلم الوثائقي بخريبكة، أن هذه التظاهرة تعتبر محطة مهمة لتعزيز مزيد من الحوار الثقافي والسينمائي، مؤكدة أن السينما في أبهى تجلياتها تعد الفن الحقيقي للتعبير عن طموحات الإنسان ونبض المجتمع، فضلا عن طرح الأسئلة من أجل الحياة والوجود، وتكريم المجتمع. وشهد حفل افتتاح الدورة الثالثة، المنظمة تحت شعار "الهجرة في الفيلم الوثائقي"، تقديم وصلات فنية موسيقية أدتها إحدى فرق عبيدات الرما بالمدينة، وفنان الملحون جمال الدين بنحدو، فضلا عن افتتاح معرض للفنون التشكيلية من توقيع الفنانة الحاجة خدوج السليماني. وجرى بالمناسبة عرض فيلم الافتتاح، ويتعلق الأمر بفيلم" عودة إلى البلد" للمخرجة الايطالية جيوفانا تافياني، إضافة إلى عرض ثلاثة أفلام مدرجة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان وهي "الأزمنة الجديدة" للمخرج الإسباني جورج دورادو، و"أمازيغ مصر" للمخرج المصري حسن داوود، و"مضيف الشهداء" للمخرج الفلسطيني فايق جرادة. وتكريما للسينما الايطالية، جرى تنظيم لقاء مفتوح مع المخرجة الإيطالية، جيوفانا تافياني، وأنا باستوري، مديرة المركز الثقافي الايطالي بالمغرب. يشارك في الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة 11 فيلما من 11 دولة هي: ايطاليا، وبلجيكا، وإسبانيا، وألمانيا، وفرنسا، والولايات المتحدةالأمريكية، وفلسطين، وتونس، ومصر، والجزائر، والمغرب، وستتبارى تلك الأفلام على جوائز المهرجان، وأرفعها الجائزة الكبرى، فضلا عن جائزة لجنة التحكيم، وجائزة الإخراج، وجائزة النقد، وجائزة الجمهور، وجائزة المؤسسة التربوية. وتشتمل فقرات برنامج هذه التظاهرة السينمائية الدولية، على أنشطة خصبة منها ندوة فكرية حول موضوع "الهجرة في الفيلم الوثائقي"، التي نظمت يوم الخميس، إضافة إلى تنظيم مسابقة لأحسن فيلم وثائقي مفتوحة في وجه المخرجين الهواة الشباب بالمدينة ونواحيها. كما جرى بالمناسبة، تنظيم أمسية شعرية ومعرضين تشكيلين، وعرض أشرطة وثائقية بعدد من المؤسسات التعليمية، إضافة إلى عرض شريطين وثائقيين ضمن بانوراما المهرجان بساحة المجاهدين، وهما"تاريخ مقاومة .. وكفاح امرأة" للمخرج المغربي عبد العزيز العطار، و"كل ما أريد" للمخرجة الأمريكية ميشال ميدينا.