تواصل غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، يوم غد الثلاثاء، مناقشة ما بات يعرف إعلاميا بملف "طبيب التجميل ومن معه"، بعد أن استمعت في الجلسة السابقة المنعقدة يوم الخميس الماضي، إلى الشهود، ضمنهم رئيسة مصلحة الفوترة التي تم الاستماع إليها، حيث فندت كل ما قيل عن موضوع النفخ أو التلاعب في الفواتير من طرف الدكتور التازي. وفي هذا السياق، قال المحامي المسكيني، عضو هيئة دفاع طبيب التجميل التازي، في تصريح للصحافة على هامش هذه الجلسة، إن عملية الفوترة بحسب الشاهدة (ف.گ)، كانت تتم بناء على تقارير طبية منجزة من الأطباء المعالجين، وأنه لا دخل للدكتور التازي وزوجته وأخيه في الموضوع. وكانت غرفة الجنايات الابتدائية المختصة في قضايا الأموال بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، قد قضت أواخر يوليوز الماضي، ببطلان ديباجة محضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في قضية الطبيب التازي. ورفضت في نفس الوقت ملتمسات السراح التي تقدم بها الدفاع. ويتابع في الملف خمسة متهمين في حالة اعتقال وثلاثة آخرين في حالة سراح، في قضية تتعلق بالنصب والاحتيال والتزوير واستعماله في فواتير تتعلق بتلقي العلاجات الطبية، تورط فيها متهمون لهم علاقة بمصحة تابعة لطبيب تجميل مشهور بالدارالبيضاء. ويتعلق الأمر، بكل من أمينة. ف التي تعمل ممرضة رئيسة، وعبد الرزاق. ت، مسؤول إداري شقيق صاحب المصحة، وزنيت. ب، وسيطة، ومونية. ب، زوجة صاحب المصحة المسؤولة المالية المتهمة بالتلاعب بالفواتير، والجراح مالك المصحة، في حين يتابع في حالة سراح كل من فاطنة. ك، وفاطمة. ح، وسعيدة. ع، وكلهن مستخدمات بالمصحة. وحسب صك الاتهام، فقد تمت متابعتهم من طرف قاضي التحقيق، من أجل" جناية الاتجار بالبشر، عن طريق استدراج أشخاص واستغلال حالة ضعفهم وحاجتهم وهشاشتهم لغرض الاستغلال في القيام بأعمال إجرامية بواسطة عصابة إجرامية، عن طريق التعدد والاعتياد، وارتكابها ضد قاصرين دون سن 18 سنة ممن يعانون من المرض"، وأيضا من أجل جنح " المشاركة في النصب والتزوير في محررات تجارية واستعمالها في صنع شواهد تتضمن وقائع غير صحيحة واستعمالها، والمشاركة في ارتكاب "مقدم الخدمات الطبية" غشا أو تصريحا كاذبا وفي الزيادة غير المشروعة في الأسعار وفي استغلال ضعف المستهلك وجهله"، بالإضافة إلى جنحة "المشاركة في تسجيل وتوزيع صور أشخاص دون موافقتهم"، وهي الأفعال الإجرامية المنصوص عليها وعلى عقوبتها في القانون الجنائي، ومدونة التغطية الصحية الأساسية، والقانون المتعلق بمزاولة مهنة الطب، والقانون المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة، والقانون المتعلق بتحديد تدابير لحماية المستهلك" وذلك حسب المنسوب إلى كل واحد منهم. وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قد أحالت على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، قبل حوالي سنة، ثمانية أشخاص من بينهم سيدة ومالك مصحة خاصة بنفس المدينة وعدد من العاملين والمسؤولين، وذلك للاشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بالنصب والاحتيال والتزوير واستعماله في فواتير تتعلق بتلقي العلاجات الطبية. وذكر بلاغ سابق للمديرية العامة للأمن الوطني، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن المعطيات الخاصة بالبحث تشير إلى تورط المشتبه فيهم في تكوين عصابة إجرامية تستهدف جمع مبالغ مالية من متبرعين تحت غطاء تسوية تكاليف طبية لاستشفاء مرضى منتمين إلى أسر معوزة، على أن يتم تقديم العلاج لهم بالمصحة التي يعمل بها أغلبية المشتبه فيهم، حيث يتم الرفع من قيمة التكاليف الطبية بشكل تدليسي قصد الاستيلاء على مبالغ مالية مهمة. وذكر المصدر ذاته أن الأبحاث والتحريات المكثفة التي باشرتها مصالح الأمن الوطني مكنت من توقيف المشتبه فيها الرئيسية، المتورطة في ربط الاتصال بالمرضى المفترضين والتقاط صور لهم بدعوى مساعدتهم على تلقي العلاج، قبل استغلال هذه الصور في جمع تبرعات مالية مهمة، يتم تبريرها باستعمال فواتير وتقارير علاج مزورة بالتواطئ مع باقي الموقوفين.