قتل فلسطينيان الأحد برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية عسكرية جديدة نفذها في طولكرم بشمال الضفة الغربيةالمحتلة، حسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أكد الجيش أنها تأتي ضمن أنشطة "لمكافحة الإرهاب". وتستمر أعمال العنف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بالتصاعد منذ العام الماضي وخاصة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967. وقتل منذ الثلاثاء الماضي ثمانية فلسطينيين في أماكن متفرقة من الضفة الغربية. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد الشابين أسيد أبو علي (21 عاما) وعبد الرحمن أبو دغش (32 عاما) بعد إصابتهما بالرصاص في الرأس، خلال عدوان الاحتلال على طولكرم صباح اليوم الأحد". من جهته قال الجيش الإسرائيلي إن أحد جنوده "أصيب بجروح متوسطة بشظايا رصاصة" خلال اشتباكات في مخيم نور شمس للاجئين القريب من المدينة. وقال الجيش إنه فكك في مخيم نور شمس "مركز قيادة العمليات وعشرات العبوات الناسفة الجاهزة للاستخدام والغاز وكميات كبيرة من مكونات تصنيع العبوات". وأكد أنه عثر في المبنى أيضا على "أجهزة مراقبة وأجهزة حاسوب وأجهزة تكنولوجية". وبحسب الجيش "فتح مشتبه بهم النار وألقوا عبوات ناسفة على القوات التي ردت بالذخيرة الحية" مشيرا إلى"تحديد إصابات". وقال إبراهيم النمر ممثل نادي الأسير الفلسطيني في المخيم إن "الشهيدين مدنيان". لكن حركة حماس الإسلامية نعت الشابين وأشارت إلى أن أبو علي "شهيدها المجاهد" في إشارة إلى عضويته أو نشاطه في الحركة. وأضاف نمر لوكالة فرانس برس "دخل الجيش المخيم بعد الساعة الثانية فجرا… وجرف الشوارع وهدم بعض المنازل في المخيم". وتركز العنف بين الجانبين في شمال الضفة الغربية وخاصة في مدينتي نابلس وجنين اللتين تعتبران معقلا للجماعات الفلسطينية المسلحة حيث يشن الجانب الإسرائيلي مداهمات وعمليات عسكرية بشكل متوصل فينا ينفذ الفلسطينينيون هجمات ضد إسرائيليين. وكان الجيش الإسرائيلي نفذ مطلع تموز/يوليو الماضي عملية عسكرية واسعة استمرت يومين ضد مدينة جنين ومخيم اللاجئين فيها. وأسفرت العملية التي استخدم فيها طائرات مسيرة عن مقتل 13 فلسطينيا بينهم مسلحون وأطفال. وقال الجيش لاحقا إن أحد جنوده قتل في العملية بنيران صديقة بعد "خطأ في تحديد الهوية". هذا وشهد الأسبوع الماضي تجدد الاحتجاجات التي يقودها الفلسطينيون على طول السياج الحدودي مع الدولة العبرية. ونفذ الجيش الإسرائيلي السبت غارة بطائرة مسيرة بعد احتجاجات عنيفة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة فلسطينيين. وجاءت الاحتجاجات بالتزامن مع إغلاق إسرائيل معبر إيريز (بيت حانون) الحدودي وهو معبر للمشاة بين الجانبين. وكان يفترض أن يستأنف المعبر عمله الأحد الماضي بعد احتفالات رأس السنة العبرية لكن "تقييما أمنيا" إسرائيليا قضى بتأجيل ذلك.وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "مسيرة استهدفت موقعا عسكريا يعود إلى منظمة حماس الإرهابية، قرب منطقة كانت تشهد أعمال شغب عنيفة أطلقت خلالها عيارات نارية في اتجاه الجنود، قرب الحدود". وقال مصدر أمني فلسطيني لفرانس برس إن "جسما إسرائيليا استهدف موقع مراقبة يعود إلى حركة حماس شرق مدينة غزة"، من دون تسجيل سقوط ضحايا. وأدت أعمال العنف المتصاعدة بين إسرائيل والفلسطينيين هذا العام إلى مقتل ما لا يقل عن 241 فلسطينيا و32 إسرائيليا وأوكرانية وإيطالي، وفق ا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية من الجانبين. ويشمل القتلى من الجانب الفلسطيني مقاتلين ومدنيين، ومن الجانب الإسرائيلي، مدنيين بشكل رئيسي، بمن فيهم قاصرون وثلاثة أفراد من الأقلية العربية.