منذ وقوع الكارثة الزلزالية مساء الجمعة الماضي ما تزال مجموعة من القرى والدواوير معزولة نتيجة انقطاع المسالك الطرقية ووعورة الوصول إلى المناطق المنكوبة. وتعيش عدد من الجماعات والدواوير بأقاليم شيشاوةوتارودانتوالحوز ونواحي مراكش والصويرة تحت المعاناة، نتيجة تأخر وصول الإعانات والمساعدات الإنسانية. وأطلق سكان عدد من الدواوير المنكوبة نداء استغاثة من أجل تزويد السكان بالحاجيات الأساسية وخيم لإيواء الناجين. السلطات تسارع الزمن منذ حدوث الزلزال شرعت فرق الإنقاذ والتدخل والقوات العمومية وعناصر الجيش في تقديم الدعم للمنكوبين وإغاثة العالقين تحت الركام ودفن شهداء الكارثة وتقديم الخدمات الطبية للمصابين. غير أن شساعة المناطق التي ضربتها الكارثة أدت إلى صعوبات في بلوغ بعض الدواوير خصوصا نواحي إقليمي تارودانتوشيشاوة. وعاينت بيان اليوم على امتداد الطرق الوطنية الرابطة بين شيشاوةوالحوز والمتجهة نحو جماعات بإقليم تارودانت جهود السلطات وعناصر الجيش التي ترابط في بعض النقط بجماعات مختلفة من أجل ضبط عمليات المساعدة والتواصل بخصوص الوصول إلى بعض المناطق. وعلى طول الطرق يتم فسح المجال لسيارات الإسعاف القادمة بسرعة من المناطق المنكوبة، وتعمل عناصر الجيش والدرك على تقديم الإرشادات اللازمة للمتطوعين والمتبرعين المتوجهين نحو هذه المناطق. قوافل إنسانية من مدن مختلفة رافقت بيان اليوم طيلة ليلة الأحد الاثنين فاعلين مدنيين قادمين من فاس والرباط الذين تطوعوا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الدواوير المنكوبة. طيلة الليل وعبر الطريق السيار القادم من كل من وجدةوفاسوطنجة وفي باحات الاستراحة عشرات الشاحنات المحملة بالإعانات والمساعدات الإنسانية تشق طريقها نحو المناطق المنكوبة. وحسب ما رصدته الجريدة وإلى حدود أمس الاثنين عشرات الشاحنات الكبرى محملة بالغذاء والأغطية والألبسة تتوجه نحو أقاليم شيشاوةوتارودانتوالحوز. أزيد من 18 سيارة وشاحنة صغيرة انطلقت من مدينتي سلا والرباط، عشرات الشاحنات قادمة من طنجة، وشاحنات قادمة من فاس ومدن أخرى يقودها عشرات المتطوعين من مواطنات ومواطنين وجمعيات المجتمع المدني. صعوبات ميدانية هذه الإعانات القادمة من مدن مختلفة وصل بعضها إلى المناطق المتضررة إلا أن بعضها لم يصل بعد خصوصا لجماعات ودواوير بإقليم شيشاوة كما عاينت ذلك بيان اليوم. يقوم رجال الدرك بعمليات تنظيم الطرق والمسالك المؤدية إلى الدواوير المتضررة، حيث يجري تحذير بعض المتطوعين من صعوبة المسالك فيما يجري منع الشاحنات الكبيرة الحجم من مواصلة السير في الطرق الجبلية التي عرفت انهيارات. في حديثها لبيان اليوم، يقول بعض عناصر السلطة بجماعة مجاط نواحي شيشاوة إن منع الشاحنات الكبرى من تجاوز جماعة مجاط في تجاه أمزميز واسيف المال وأمندونيل وآيت عثمان دوزرو، تضرضورت، ومنطقة أداسين ودواوير أخرى.. يعود بالأساس إلى تأمين مرور سيارات الإسعاف والسيارات الخفيفة. وأوضح مسؤولون في السلطات العمومية أن هذا المنع يشمل فقط الشاحنات الكبرى بالنظر لصعوبة المسالك وتوقف أخرى نتيجة الانهيارات المتواصلة وتساقط الأحجار ببعض المسالك الجبلية. وتعمل السلطات على مستوى جماعة مجاط بإخطار المتطوعين والشاحنات الكبرى بتفريغ الحمولات في سيارات خفيفة والتوجه نحو المنطقة التي يقصدها. متضررون: نعاني من قلة المساعدات ومشاكل في الاستفادة ما يزيد من إبطاء عمليات المساعدة، يقول حسن وهو أحد الناجين، هو تعدد الدواوير وضعف التنسيق في توزيع الإعانات من قبل المتطوعين. ويضيف حسن في تصريح لبيان اليوم أن هناك دواوير منسية لأنها بعيدة عن الجماعات والمراكز القروية وبعيدة على الطرق، ما يجعلها غير معروفة لدى المتطوعين الذين يقومون بتوزيع الإعانات بمناطق واحدة وبشكل متكرر. ويضيف حسن بألم أن هناك سكان بدواوير بشيشاوة خصوصا بمنطقة أداسين نجوا من الكارثة لكن دمرت بيوتهم ويعيشون لليوم الثالث على التوالي في العراء ويعانون من نقص في الغذاء والماء الصالح للشرب والألبسة والأغطية وخيم الإيواء. ويدعو حسن إلى التدخل العاجل من أجل الإغاثة وتقديم المساعدات العاجلة لساكنة الدواوير التي تعاني لليوم الثالث على التوالي منذ الكارثة. ضعف التنسيق يبطئ إيصال المساعدات من جهته، يقول أنس، فاعل جمعوي قادم رفقة إحدى الجمعيات المدنية من فاس، إن الإشكال في هذه الكارثة لا يكمن في توفير الإعانات بقدر ما يكمن في التنسيق والإحاطة بالدواوير المتضررة والتي تحتاج فعلا للمساعدات الإنسانية. وتابع أنس في تصريح لبيان اليوم إن هناك صعوبات تواجه المتطوعين في تحديد المناطق الأكثر تضررا أو التي لم تتوصل بعد بالإعانات والمواد الأساسية التي يحتاجها الناجون وسكان المناطق المنكوبة. وأبرز المتحدث أن مناطق استفادت أكثر من مرة فيما أخرى لم تستفد بعد لأسباب تتعلق بالبعد عن المراكز القروية والجماعات وكذا انقطاع حركة السير في تجاه مناطق معينة نتيجة انهيار الأحجار وسط الطريق والتي تمنع السلطات السير فيها حرصا على سلامة المتطوعين. إلى ذلك، تتواصل جهود الإغاثة والإنقاذ، ويواصل عناصر الإنقاذ في البحث عن الناجين وإغاثة المصابين والمنكوبين. فيما تواصل مروحيات الدرك والجيش توسيع دائرة البحث عن الناجين ونقل المصابين نحو المراكز الاستشفائية بمراكش والمستشفيات الميدانية التي أقامتها القوات المسلحة الملكية. كما تواصل مروحيات الجيش والدرك تدخلاتها في الدواوير المعزولة من أجل مواصلة جهود الإغاثة وإيصال المساعدات الإنسانية للمنكوبين. مبعوثا بيان اليوم إلى الحوز: محمد توفيق أمزيان- أحمد عقيل مكاو