أفرزت النتائج النهائية الأولية لانتخابات المجلس التأسيسي التي سربتها وسائل الإعلام التونسية فوز حزب النهضة ذي الخلفية الإسلامية بأغلبية مقاعد فاقت 30 بالمائة من 217 مقعدا، هي العدد الجملي لمقاعد المجلس. وستكون من مهام المجلس التأسيسي، الذي من المتوقع ألا تتجاوز مدة عمله السنة الواحدة، إعادة صياغة دستور جديد لتونس، وكذلك لانتخاب رئيس مؤقت سيقوم بدوره بتعيين حكومة مؤقتة تعرض على المجلس التأسيسي للموافقة عليها. وأفرزت نفس النتائج فوز حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والعريضة الشعبية «قائمة مستقلة» وحزب التكتل بالمراتب الثانية والثالثة والرابعة على التوالي. واليوم الثلاثاء، تعلن الهيئة التونسية المستقلة للانتخابات النتائج الأولية مفصلة، بعد يومين من الانتخابات وعملية الفرز اليدوية. وستلي هذا الإعلان للنتائج فترة مخصصة لطعون الأحزاب والقائمات المستقلة التي يحتمل ان تحتج عن بعض النتائج. وستقدم هذه الطعون لمحكمة إدارية تبت في القضايا المرفوعة في مدة وجيزة، على أن تعلن النتائج النهائية القاطعة، بعد 10 أيام من موعد إعلان النتائج الأولية. وسعى حزب النهضة إلى توجيه رسائل طمأنة للداخل والخارج بشأن نواياه حتى قبل صدور النتائج النهائية المتوقع الثلاثاء. وأكد نور الدين البحيري عضو المكتب التنفيذي للنهضة التزام حزبه باحترام حقوق المرأة وتعهدات الدولة التونسية كافة. وأوضح البحيري بعد توقعات متطابقة بفوز الإسلاميين «نحن مع إعادة بناء مؤسسات دستورية قائمة على احترام القانون واحترام استقلالية القضاء»... «ومجلة الأحوال الشخصية واحترام حقوق المرأة بل وتدعيمها...» «على قاعدة المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن المعتقد والجنس والجهة» التي ينتمون إليها. وأضاف عضو المكتب السياسي للحزب من ناحية أخرى «نحن ملتزمون باحترام كل تعهدات الدولة التونسية والامن والسلم العالميين والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط». ومن جانبه قال عبد الحميد الجلاصي القيادي الآخر في النهضة خلال مؤتمر صحافي «يجب أن تطمئن رؤوس الأموال والأسواق والشركاء الأجانب على التعهدات التي أبرمتها الدولة التونسية والتزاماتها» مؤكدا «أن مناخات الاستثمار ستكون أفضل في المستقبل» في تونس. وعلى المستوى الداخلي حرص البحيري مجددا على تأكيد انفتاح النهضة على باقي القوى السياسية التونسية. وقال في هذا الصدد «مهما كانت نسبة مقاعد النهضة لن ننفرد بالحكم ولن نسمح لأحد أن ينفرد بالحكم» مضيفا «نحن نمد أيادينا لكل أحرار تونس من اجل تونس بلا ظلم ولا استبداد»... «ونحن في حوار مع جميع الأطراف السياسية إلا من رفض ذلك». وتوقع قيادي في حزب النهضة طلب عدم كشف هويته أن يحصل الحزب على الأقل على 60 مقعدا من أصل 217 مقعدا في المجلس التأسيسي.