عقب انتشار مخدر البوفا على وجه كبير بعدد من الجهات والمدن وإقبال واسع على إدمانه في أوساط الشباب، دقت مجموعة من الهيئات المدنية والسياسية ناقوس الخطر إزاء تصاعد انتشار المخدرات في مختلف الأوساط ووسط الشباب والمؤسسسات التعليمية بشكل خاص. وسجلت عديد من الهيئات على مدى الأسابيع الماضية رصد تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات وفي مقدمتها المخدر الجديد "البوفا" أو " كوكايين الفقراء" كما يطلق عليه، الذي انتشر على نطاق واسع وبسرعة كبيرة خصوصا في أوساط الشباب واليافعين. في هذا الصدد، وجه حسن أومريبط، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب سؤالا كتابيا لوزير الصحة والحماية الاجتماعية حول انتشار إدمان مخدر البوفا وما يرتبط بها من تبعات خطيرة على الصحة. وقال أومريبط في معرض سؤاله إن الإدمان على البوفا انتشر مؤخرا بشكل سريع ومهول الإدمان خصوصا في الأحياء الشعبية والفقيرة ووسط الشباب واليافعين. مضيفا أن خطورته تكمن في سرعة الإدمان وأعراضه الفتاكة على الصحة العقلية والنفسية والجسدية للمدمنين. ونبه النائب البرلماني عن حزب التقدم والاشتراكية إلى ما يخلفه إدمان هذا المخدر من مآسي اجتماعية عميقة، بفتكه بالمسار الاجتماعي للعديد من الشباب والأسر. لافتا إلى أن العديد من العائلات تعيش يوميا في التوجس والرعب من التصرفات والسلوكات غير الواعية التي يمكن أن تصدر من بناتها وأبنائها الذين وقعوا في فح تذوق "البوفا"، قبل اكتشافهم الإدمان عليها وصعوبة الانسلاخ والانفكاك من مخالبها. وبعدما أشار إلى الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة بمعية في إنشاء وتجهيز مراكز مكافحة الإدمان على المخدرات وتوفير الرعاية للمدمنين، سجل أومريبط غياب حملات الوقاية من تعاطي مخدر "البوفا" والتحسيس بخطورته التي قال إنها تعرف شُحا كبيرا، مذكرا أن الوقاية تبقى خير من العلاج، باعتبارها من بين الآليات الناجعة والفعالة وغير المكلفة لتفادي السقوط في كمين "البوفا" والحد بالتالي من مخاطره وتداعياته. وسائل النائب البرلماني وزير الصحة والحماية الاجتماعية حول التدابير التي تقوم بها الوزارة المعنية لمكافحة الإدمان على المخدرات عامة ومخدر البوفا خاصة. كما سائل أومريبط وزير الصحة حول الإجراءات التي ستقررها الوزارة لتتبع ومعالجة المدمنين على هذا المخدر، قصد إعادة إدماجهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.