أقصي الوداد و الرجاء من منافسات كأس الملك سلمان للأندية العربية، ولم يقو الفريقان المغربيان على مسايرة إيقاع التباري في النسخة الجديدة للحدث العربي في قيمته الفنية الجديدة و خاصة من خلال ما أظهرته الأندية السعودية. الوداد خرج في الدور الأول بتعادلين و هزيمة و بجراح سببها أخطاء تحكيمية مؤثرة أساءت للنادي، إضافة إلى تواضع مردود التركيبة البشرية جراء التغييرات التي شملت المجموعة بالتخلي عن عناصر و جلب أخرى قبل التعاقد مع طاقم تقني. وأسند رئيس الوداد سعيد الناصري تدريب الفريق إلى المدرب عادل رمزي أياما قبل موعد المسابقة مما غيب التحضير الملائم و تبقى المشاركة هامة للوداد . ولم يدم مقام الرجاء أطول غريمه الوداد إذ أقصي من دور الربع بهزيمة ثقيلة أمام النصر السعودي ب 3-1 بعد حضور مميز في دور المجموعات بثلاثة انتصارات !! فأي تقييم لمشاركة مدرستي الوداد و الرجاء في هذه الدورة العربية، و كيف ظهر الفريقان المغربيان في مدار التنافس مع أندية فرق أبرزها النصر و الهلال و غيرهما ؟؟ و أي تحول تعيشه كرة القدم في الخليج ؟؟ تحول حركه لا محالة التألق الذي بلغه المنتخب المغربي في المونديال الأخير بالدوحة . الوداد و الرجاء اصطدما في دورة 2023 مع واقع جديد تقوده كرة القدم السعودية مما جعل التوازن مختلا في التباري !! و أتساءل هل كان بإمكان الرجاء الرياضي الفوز على النصر السعودي؟ الرجاء مثقل بالهموم و الديون و ملفات النزاعات و المنع من الانتذابات، غير رئيسه ال 07 و مدربه للمرة ال 14 خلال العقد الأخير في وقت يعتمد فيه نادي النصر السعودي على نجوم عالميين ضمهم مقابل صفقات ضخمة في إطار نهج استثماري تراهن عليه الدولة، كريستيانو رونالدو مقابل 200 مليون يورو سنويا – ( و شراء عقد كريستيانو رونالدو لا يحتاج إلى اختبار و لا وسيط و لا سمسار )، ساديو ماني 40 مليون يورو – بروزوفيتش 30 مليون يورو – أندرسون تاليسكا 18 مليون يورو – أليكس تيليس 10 مليون يورو – سيكو فوفانا 15 مليون يورو، و البرتغالي رونالدو وحده يكلف إدارة النصر ما يعادل 16 مليون يورو أجرا شهريا و 3،8 مليون يورو أسبوعيا و 574 ألف يورو يوميا !! و جل هذه العناصر عززت الفريق مؤخرا و معهم المدرب البرتغالي لويس ماسبيرو سيتريك مواطن رونالدو و رفيقه في النادي، و يبدو أن البلد يهدف في مبادراته الإستثمارية إلى الوصول بالدوري المحلي إلى قائمة أفضل الدوريات ال 10 في العالم، و كيف يتنافس الوداد و الرجاء و غيرهما من أنديتنا مستقبلا مع نادي النصر و هو حاليا بميزانية تصنفه ضمن ال 10 الأغنى في آسيا ؟ و هو أيضا في صدارة الأندية السعودية الأكثر صرفا في السنة ب 520 مليون ريال ( 138 مليون دولار ) يليه نادي الهلال ب 472 مليون ريال و الإتحاد ب 395 مليون ريال !! و يكشف موقع ترانسفير ماركت العالمي أرقاما تبين بالواضح الفارق الصارخ في القيمة التسويقية للأندية: الوداد الرياضي بقيمة تسويقية 19.35 مليون يورو و الرجاء ب 15.66 مليون يورو و الجيش الملكي ب 13.28 مليون يورو و نجد أيضا شباب السوالم بقيمة تسويقية رقمها 476 مليون يورو و المغرب التطواني ب 5.05 مليون يورو، أما نادي الهلال الذي واجهه الوداد الرياضي فقيمته التسويقيةتفوق ضعف قيمة الوداد ماليا حيث بلغت 43.63 مليون يورو و تعاقد مع لاعبين بصفقات مرتفعة القيمة: البرازيلي أوليفيرا 8.5 مليون يورو و المالي موسى مارينا 05 مليون يورو و الكولومبي جوستيفاو ب 05 مليون يورو و الأرجنتيني فيتو ب 2,8 مليون يورو، و مقارنة مع اللاعبين الأغلى في الدوري الإحترافي المغربي نجد يحيا عطية الله بقيمة 2.5 مليون يورو و رضا سليم ب 2,2 مليون يورو و يحيا جبرا ب 1.9 مليون يورو و تراجع إلى 1,8 مليون يورو و رضا التاكناوتي ب 1,8 مليون يورو و تراجع إلى 1,7 مليون يورو و محمد زريدة ب 1,3 مليون يورو و أيوب لكرد ب 1,2 مليون يورو … جامعة الكرة رفعت السقف و اعتمدت سرعة على صعيد المنتخبات و التكوين و التدبير و الإمكانيات تعذر على الأندية مسايرتها و يبقى الأمل في العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية لتلعب دورها الأساسي في تنمية الموارد و تسويق الدوري الاحترافي بالقسمين الأول و الثاني بدل البقاء في معطف الجامعة تنتظر عائدات النقل التلفزي و ما توفر لها، الجامعات و الأندية تجتهد في مجالات التنمية بهدف الرقي فنيا بالكرة و خاصة الأشقاء في الوطن العربي و إفريقيا يحفزهم بلوغ المغرب نصف نهائي المونديال لكن و للأسف جل أنديتنا الاحترافية تعاني و بعضها على حافة الإفلاس في كل ميركاتو صفقات، انتقالات، نزاعات، أزمات و نفس الوجوه تلعب نفس الأدوار ….. فإلى أين ؟ ؟