«مغاربة العالم» يلتقون في إسطنبول لتنسيق مبادرات انخراطهم في مسلسل الإصلاح الوطني يلتئم العديد من «مغاربة العالم» ابتداء من يومه الخميس 20 أكتوبر وإلى غاية 23 منه بإسطنبول، وللمرة الثانية على التوالي في إطار منتداهم الدولي الذي أضحى تقليدا يجلب إليه المزيد من المغاربة المقيمين بالخارج، من أجل معالجة قضاياهم وتنسيق عملهم من أجل الانخراط الفعلي في مسلسل الإصلاح الذي يعرفه الوطن الأم. وقد شكل النجاح الذي حققته الدورة الأولى حافزا لمغاربة العالم لخوض مغامرة الدورة الثانية بإسطنبول مجددا، بهدف تعميق النقاش حول موضوع مسلسل الإصلاحات الذي انطلق بالمغرب، وبات يستأثر باهتمام المغاربة سواء داخل المغرب أو خارجه، والذي جعل من المغرب نموذجا يحتذى في العالم العربي. وتنطلق الدورة الثانية لملتقى مغاربة العالم تحت شعار «مغاربة العالم والمغرب الجديد» بمشاركة خبراء وفاعلين اقتصاديين وجمعويين من المغرب وخارجه. وستشكل هذه الدورة فرصة للتفكير وتبادل الآراء وإصدار توصيات. وحسب المنظمين، فإن هذه التوصيات ستعرض على أصحاب القرار والفاعلين السياسيين والاقتصاديين المغاربة ووسائل الإعلام الوطنية والدولية وكذا جمعيات المجتمع المدني من أجل إثراء النقاش الجاري حول مستقبل المغرب ومعه مستقبل الجالية المغربية المقيمية بالخارج. وسيتطرق مغاربة العالم «سفراء الأمل» أساسا إلى علاقة أجيال اليوم والغد من المهاجرين المغاربة بالتحولات العميقة التي يعرفها المغرب في كافة الميادين وكذا التحديات الكبرى التي سيرفعها أفراد الجالية المقيمة بالخارج الذين يسعون من خلال مثل هذه الملتقيات إلى تعزيز دورهم كقوة اقتراحية جادة. وبفضل هذا العزم، يعمل هؤلاء المغاربة على تطبيق التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس الذي شدد أكثر من مرة، على ضرورة انخراط أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج في الشأن العام للمغرب، والذي دعا كذلك الأحزاب السياسية والمسؤولين إلى العمل في هذا الاتجاه. وستشكل الدورة الثانية لملتقى مغاربة العالم مناسبة لفتح نقاش عميق حول الدور الذي ينبغي أن يضطلع به أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج باعتبارهم قوة اقتراحية من شأنها المساهمة في بناء مغرب قوي بمؤسساته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وسيتطرق المشاركون القادمون من جهات العالم الأربع إلى محاورتهم خصوصا حول دور الجالية المغربية في إرساء الديمقراطية وتطوير العمل السياسي بالمغرب وكذا ترسيخ المواطنة الفاعلة القائمة على قيم التسامح والتضامن وقبول الآخر. كما تسجل القضية الوطنية حضورها بقوة خلال أشغال هذه الدورة إذ سيتطرق مغاربة العالم إلى دورهم في الدفاع عن الوحدة الترابية ويبحثون الأسس السليمة التي قامت عليها المبادرة المغربية للحكم الذاتي. ويندرج الجانب الاقتصادي كذلك ضمن محاور هذا الملتقى الذي سيشكل فضاء مناسبا لربط الصلات بين أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج الفاعلين في مختلف الميادين، وفاعلين اقتصاديين واجتماعيين وسياسيين من المغرب. كما سيناقش مغاربة العالم موضوع دور الأبناك والمؤسسات الاقتصادية الكبرى في تشجيع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج وكذلك الأجانب على الاستثمار في المغرب ومن ثم المساهمة في تطور البلاد. وبالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الورشات والأنشطة الثقافية سيتم خلال هذا الملتقى تكريم خمسة أشخاص (سفراء الأمل لهذا العام) الذين أسدوا خدمات متميزة للجالية المغربية المقيمة بالخارج ولوطنهم.