أكد مدرب المنتخب الوطني النسوي، الفرنسي رينالد بيدروس، أن هدف فريقه من المشاركة بنهائيات كأس العالم للسيدات 2023، هو التأهل إلى دور ثمن النهائي رغم قوة الخصوم. وقال بيدروس في حوار أجراه معه الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا.كوم)، إن تحقيق التأهل مرتبط بالعمل الجاد، مشددا بضرورة الإيمان بحظوظنا على تحقيق الهدف المنشود. واعتبر الناخب الوطني أن تخطي "لبؤات الأطلس" لدور المجموعات سيكون إنجازا استثنائيا للكرة المغربية، مضيفا أنه سيتابع نتائج بعض المنتخبات المرشح مواجهتها كفرنسا أو البرازيل. وأبرز بيدروس أن لاعباته يرغبن في استلهام ما حققه المنتخب الوطني الأول للرجال في كأس العالم الأخيرة 2، خاصة بعد لقاء مع الناخب الوطني وليد الركراكي، لتحقيق مثل هذا الإنجاز المذهل. وتحدث الدولي الفرنسي السابق عن التقدم الحاصل لدى المنتخب النسوي بعد مشاركته المميزة بكأس أمم إفريقيا 2022 بالمغرب، والتي أنهاها في المركز الثاني خلف جنوب إفريقيا البطلة. وعبر الناخب الوطني عن فخره واعتزازه بعد الفوز على منتخب بوتسوانا في دور الربع أمام ما يقارب ال50 ألف متفرج، ما منحه تأشيرة التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه. وأشار المدرب السابق لنادي أولمبيك ليون إلى هناك فرقا في التكوين بين اللاعبات المغربيات ونظيراتهن الفرنسيات، منوها بالدور الكبير الذي تلعبه المحترفات في أوروبا داخل المجموعة. وأقر بيدروس أنه -كمدرب- يكون أحيانا متطلبا وصارما مع اللاعبات، لكنه يحرض على التعامل معهن بعدل ومساواة، مشيدا بالعمل الذي يقدمه مساعدوه في الطاقم التقني. منذ وصولك في عام 2020 إلى حدود اليوم، ما هو التقدم الذي لاحظته في كرة القدم النسائية بالمغرب؟ الخطوة الأولى كانت تتمثل في قياس هامش التقدم الذي يمكن أن نحققه خلال كأس إفريقيا للأمم. لعبنا فقط ضد المنتخبات الإفريقية لمعرفة درجات العمل وسد العجز الذي يمكن أن يكون لدينا، سواء كان رياضيًا أو تكتيكيًا مقارنة بالبلدان القوية في كأس إفريقيا. لذلك عملنا بجدّ، واستدركنا بعض النقائص على المستوى البدني، ووفرنا الكثير من الوقت على المستوى التكتيكي في البطولة. نتحدث كثيرًا عن الاختلاف في المستوى بين أولمبيك ليون ومنتخب مثل المغرب، لكن هل يمكنك إبراز أوجه التشابه التي لاحظتها عند إشرافك على تدريب "لبؤات الأطلس"؟ أعتقد أن أوجه التشابه، نحن من يجب أن نبحث عنها من خلال العمل الجاد. الإصرار على العمل بجدّ لا يتغير، لأنه إذا كنا نسعى للارتقاء، فسيتعين علينا العمل كثيرًا، ربما أكثر حتى من الآخرين. طبعاً هناك فرق في التكوين بين اللاعبات المغربيات والفرنسيات. يمكن للمغربيات أن يتمتعن بنفس صفات نظيراتهنّ، ولكن بشرط العمل والانضباط والاهتمام بأجسادهن خارج الملاعب. إنها عملية مختلفة ومتطلبة على مستوى العمل، بل حتى أكثر قليلاً مما يكون عليه الأمر مع فريق أوروبي. هل منحتك الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تفويضاً مطلقاً لتضع "بصمة بيدروس" على هذا الفريق؟ ليس هناك بصمة، فقط نعمل بكل بساطة. قمنا بصياغة خططنا التكتيكية وفق جودة فريقنا. وكنا مقتنعين بأن ما لدينا، وما نسعى لتقديمه، يناسب المجموعة بشكل أفضل. وقد أظهرت لنا النتائج مبكراً أننا نسير على الطريق الصحيح وأن لدينا لاعبات منضبطات. عند تعيينك، هل كانت هناك لاعبات في نفس المستوى المطلوب، علماً أن إحداهن تلعب في أوروبا؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل كنّ يحفزن الأخريات؟ لا، لم يكن هناك أي واحدة أو عدد قليل للغاية. عندما وصلنا، قمنا بالكثير من العمل الاستكشافي للعثور على لاعبات يلعبن في أوروبا في دوريات جيدة، ودرجات مهمة، لتعزيز صفوف المجموعة. هؤلاء اللاعبات +الأوروبيات+ مهمات لأنه عليهن أن يكنّ قدوة تقتدي بها زميلاتهن. لا يستقيم أن يكون لدينا مجموعة بعشر لاعبات جيدات للغاية وعشر أخريات متوسطات المستوى. يجب أن يكون الجميع على نفس المستوى. إذا سألنا لاعبة مغربية عن أي نوع من المدربين أنت، فماذا ستجيب؟ ليست لدي أدنى فكرة. أحيانًا أكون متطلبًا أو صارمًا جدًا. أشعر، كما آمل، أن أكون عادلاً قدر الإمكان. أحاول أن أضع الجميع على قدم المساواة. لا أتساءل ما الذي قد يفكرون به عني، فهذا ليس بالشيء الذي يثير اهتمامي كثيراً. ما هو الاسم الأول الذي تضعه على ورقة المباراة؟ اسم مساعدي، إريك غارسان. اليوم، ما حققه المنتخب المغربي من تحسن، خصوصاً من خلال تأهله إلى نهائي كأس أفريقيا للأمم وإلى نهائيات كأس العالم، يعود الفضل فيه إلى حد كبير إلى طاقمي. إنه جهاز فني منتبه للغاية ويعمل بجدّ وتضامن. أعتقد أن هذا هو أساس نجاحنا. الأهم بالنسبة لي هو منح أعضاء الطاقم الفني الاعتراف الذي يستحقونه. بما شعرت بعد الفوز على بوتسوانا (2-1) في ربع نهائي كأس أفريقيا للأمم، وبالتالي حجز بطاقة العبور إلى كأس العالم؟ شعرت بالفخر والاعتزاز لأن المباراة كانت على أرضنا أمام 50 ألف متفرج. ولكن سرعان ما تساءلنا عمّا يجب أن نفعله؟ هل نتوقف عند هذا الحد لأننا أوفينا بشرط العقد وبلغنا الدور نصف النهائي، أم نواصل الاستمتاع ونتقدم إلى النهائي من أجلنا جميعاً، ومن أجل العمل الذي قمنا به، ومن أجل الشغف، ومن أجل الجمهور، ومن أجل العائلات، ومن أجل ذلك كله. في أذهاننا، كان من الواضح بالنسبة لنا أننا سنبذل قصارى جهدنا للتأهل إلى المباراة النهائية. أوقعتكم القرعة في المجموعة الثامنة "مجموعة وصفاء الأبطال": ألمانيا وصيفة بطل أوروبا، وكولومبيا وصيفة بطل أمريكاالجنوبية، وجمهورية كوريا وصيفة بطل آسيا، والمغرب وصيف بطل أفريقيا، لكنكم الوافد الجديد الوحيد بينهم على كأس العالم، كيف ستتعاملون مع هذه المجموعة؟ أعتقد أننا سنخوض غمارها بكل فخر لتمثيل المغرب. وكما قلت للفتيات، يجب أن نكون جاهزين للمباراة الأولى ضد ألمانيا، وسنخوض منافسات مرحلة المجموعات من أجل التأهل إلى الدور ثمن النهائي. فالأمر يتعلق في نهاية بالعمل الجاد. نحن نعلم أن منتخبات ألمانيا وكوريا وكولومبيا سعيدة حالياً لأنها ستواجه المغرب. ولكن ينبغي أن نثبت لها أن الأمر لن يكون بهذه البساطة وأننا سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق التأهل. إذا آمنّا بحظوظنا، فسنكون قادرين على بلوغ هدفنا. هل ستتابع أيضا نتائج منتخب فرنسا؟ إذا حالفنا الحظ باحتلال أحد المركزين الأولين، فإننا سنواجه المتأهلين من مجموعة فرنساوالبرازيل. أعتقد أننا سنلقي نظرة خاطفة من تحسباً لمواجهة محتملة في مرحلة خروج المغلوب. التأهل إلى ثمن النهائي سيكون إنجازاً استثنائياً. وسواء لعبنا ضد فرنسا أو البرازيل أو أي منتخب آخر، سيكون الأمر رائعاً حقاً. بالطبع، سأتابع النتائج، ولكن لا شيء غير ذلك. ففي البداية، يجب أن نركز أولاً على أنفسنا، رغم أننا سنتابع أيضاً الفرق الأخرى. تأهل المنتخب المغربي للرجال إلى نصف نهائي قطر 2022، هل تسعى إلى تحقيق إنجاز مماثل في أستراليا ونيوزيلندا؟ لقد عقدنا اجتماعات عدة مع وليد الركراكي ليحدثنا عن تلك الملحمة في كأس العالم. تحدث إلى اللاعبات عن كل ما يتعلق بالجانب المعنوي، وكل الأمور التي مكّنتهم من الذهاب بعيداً. من المهم أن نستلهم الأشياء الإيجابية، وأعتقد أنه كان من الضروري أن يأتي وليد ليشرح لنا ذلك. لقد كان مصدر فخر كبير للاعبات، وهنّ أيضاً يرغبن كثيراً في تحقيق الإنجازات. لا شيء مستحيل، ولكن علينا الاجتهاد لتحقيق مثل هذا الإنجاز المذهل.