ويليام هيغ: «عدم تسوية نزاع الصحراء يعيق الاندماج المغاربي» رحب وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، بالإصلاحات السياسية والدستورية التي يعرفها المغرب، مشيرا إلى الموقف الإيجابي لحكومة بلاده من هذه الإصلاحات. وأشار إلى أن عدم تسوية قضية الصحراء يعيق الاندماج الفعلي للمنطقة، داعيا الأطراف إلى التزامها في إطار المسلسل الأممي من أجل إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه لإنهاء النزاع. وقال رئيس الدبلوماسية البريطانية عشية أول أمس الاثنين، إن زيارته الرسمية إلى المملكة المغربية، الأولى من نوعها منذ تعيينه على رأس الخارجية البريطانية، تأتي في إطار التشاور بين البلدين من أجل الدفع بالعلاقات الثنائية المتينة التي تجمع البلدين، وبحث الآفاق المستقبلية لهذه العلاقات. وشدد وزير الخارجية البريطاني على أن عدم تسوية النزاع في الصحراء يحول دون قيام التعاون الإقليمي والاندماج المغاربي، داعيا إلى ضرورة استئناف المسلسل الأممي لوضع حد للنزاع الإقليمي من أجل بناء الاندماج المغاربي. وأكد وزير الخارجية البريطاني خلال الندوة الصحفية المشتركة التي عقدها مع نظيره المغربي إن بلاده تدعم مسلسل الإصلاحات التي أطلقها المغرب «على قدر المستطاع»، معتبرا التجربة المغربية في مجال الديمقراطية متميزة في العالم العربي. وأعرب هيغ عن أمله في تطوير العلاقات الثنائية مع المغرب. ومن جهته، وصف وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، زيارة وليام هيغ للمغرب بأنها «إشارة قوية من بريطانيا للتعامل مع المغرب»، خاصة في ظل الظروف الخاصة التي تعرفها المنطقة التي تتميز بما يسمى ب «الربيع العربي». وأكد الطيب الفاسي الفهري أن زيارة نظيره البريطاني إلى المغرب تأتي في إطار تجاوب حكومة المملكة المتحدة مع الإصلاحات والأوراش الكبرى التي أطلقها المغرب، وتدخل في إطار التطور الحاصل في العلاقات الثنائية بين المغرب وبريطانيا العظمى، خلال السنوات الأخيرة، وفق أجندة ثنائية تشمل التعاون في جميع الميادين، السياسية والاقتصادية والأمنية والتجارية والثقافية. وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن مباحثاته مع نظيره البريطاني تناولت مجمل الأوضاع في كثير من البلدان العربية، والاتحاد الأوربي، في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة، كما تناولت الصراع العربي الإسرائيلي وآفاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال الطيب الفاسي الفهري إنه أبلغ رئيس الدبلوماسية البريطاني، باسم جلالة الملك رئيس لجنة القدس، انشغال المغرب العميق، ورفضه القوي لكل ما تقترفه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، وتماديها في سياسة الاستيطان، مستنكرا عزم سلطات الاستيطان إقامة وحدات سكنية بالقدسالشرقية. وأعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون، في نفس السياق أن «لا سلام في الشرق الأوسط دون دولة فلسطينية مستقلة»، مضيفا أن المغرب مع الشرعية الدولية ويدعم أي تطور يمنح للفلسطينيين حق إقامة دولتهم، مشيرا إلى أن العديد من القضايا، من قبيل ترسيم حدود الدولة الفلسطينية والعلاقة مع إسرائيل وملف اللاجئين وغيره تحتاج إلى مفاوضات بين الطرفين. نفس الشيء عبر عنه وليام هيغ بالقول بالتأكيد على ضرورة «استئناف مفاوضات السلام فورا» بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.