بعد انتهاء الإقصائيات المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم بغينيا الإستوائية والغابون، وعلى بعد أيام معدودة من إجراء قرعة الدور النهائي، حيث تم التعرف على المنتخبات المشاركة، منتخبات منها من نال العلامة الكاملة كالمغرب الذي ترشح عن جدارة واستحقاق بعد إقصائيات شاقة ومرهقة في أدغال إفريقيا ومنها منتخبات ابتسم لها الحظ، كاختيارها أحسن منتخبات في التصفيات كتونس الذي خدمت مصالحها تشاد و السودان التي لعبت الجزائر لصالحها بالفوز على إفريقيا الوسطى طريقة احتجت عليها جنوب إفريقيا بقوة، وقدمت اعتراضا إلى الكاف. ستشرع المنتخبات المؤهلة في تدريباتها الجادة وإعداد كل الأمور اللازمة حتى تكون مشاركتها عند حسن ظن جماهيرها وفي مستوى رفيع، جل هذه المنتخبات بدأت في برمجة مباريات ودية، ووضعت الأصبع على الشاكلة البشرية الرسمية لبعث لوائح لاعبيها للكونفدرالية الإفريقية في الوقت المحدد، والهدف بالنسبة للبعض الحضور المتميز وللآخر الظفر بالكأس. طبعا نحن في المغرب نعرف المتأهلين في غياب المنافسين التقليديين كمصر والجزائر والكاميرون وجنوب إفريقيا، وهي فرصة مواتية للتتويج، والمهم من هذا المعطى أن الجمهور الرياضي الوطني يريد اللقب والكأس الإفريقية التي لم نفرح بالظفر بها إلا مرة واحدة في تاريخنا، وكان ذلك سنة 1976 بأديس أبابا الاتيوبية مع جيل الأسطورة فرس واعسيلة وبابا و المهدي ملوك وغيرهم. طبقا لتحقيق هذا المطمح المعقول والمشروع يلزمنا إعداد حقيقي ومباريات عدة ودية، فلنا من المقومات ما لا يشفع لنا بالتعثر، بوجود ترسانة كبيرة من اللاعبين المحترفين البارزين، ومدرب كبير ومتميز، لهذا يتحتم على ألا نقتصر على دورة «إلجي» والمبارتين الوديتين مع منتخب أوروبي، فالضرورة تحتم أكثر من ذلك ببرمجة مباريات مع منتخبات إفريقية كبيرة حتى ولو كانت غير مؤهلة فهي تجارب مهمة وناضجة. فالجمهور المغربي والمسؤول عن الكرة الطاقم التقني واللاعبون الكل مرتاح لما يحقق في الوقت الراهن، وما نكتبه وسنكتبه ليس إلا تحفيز وغيرة، فالأهم هو الظفر والتتويج، على بعد أشهر معدودة من أكبر تظاهرة بالقارة السمراء يكون منتخبنا من أبرز المرشحين، فيتحتم الاهتمام بذلك وعدم الغرور والاتزان والمثابرة، تفاديا لما حصل في دورات سابقة حين كنا الأوائل قاريا حسب تصنيف الفيفا وكانت لدينا مجموعة قوية لكن الغرور حال دون التتويج، وخرجنا بطريقة غير مقبولة في غياب انضباط اللاعبين والطاقم التقني. إننا متفائلون من الوضع والواقع الجيد لمنتخبنا، والكل يصفق لذلك، وكل المغاربة يتطلعون بشغف كبير لانطلاق النهائيات، فمردودية اللاعبين المحترفين جيدة، والإعداد لاشك أنه سيرقى لما يطمح له الجميع، فالظاهر أننا سنذهب هذه المرة إلى العراك الكروي الحقيقي من أجل الفوز والظفر بالكأس لا من أجل الفسحة والسياحة كبعض المشاركات السالفة. المؤكد، أن غينيا الاستوائية والغابون يتهيئان جيدا للعرس الكروي الإفريقي الكبير، ومن المميزات عند المرور للدور الثاني الذي ستحتضنه النهائيات ستكون الغابون مسرحا له، إضافة إلى لقاء النهاية، والكل يعرف أن مساحة الغابون صغيرة جدا، ولذلك ستكون المسافة الرابطة بين الملاعب غير مرهقة إضافة إلى توفر الغابون على بنية تحتية لا باس بها دون إغفال العلاقة الجيدة التي تربطنا بهذا البلد. أشهر قليلة تفصلنا عن نهائىات العرس الإفريقي، وإذا كان هذا الكلام، وهذه المعطيات تلعب لصالحنا، فيجب ألا نغتر ويتحتم تنفيذ ذلك بالأرجل والرؤوس والأهداف والانتصارات الباهرة. وإذا تمكنا من تحقيق مبتغى بالظفر بالكأس، فسنكون قد بصمنا على مسار جيد باختيار عناصر محترفة وأخرى من البطولة الوطنية متمرسة (وكوتش) (مدرب) في المستوى وسيكون.