من المشاركات المميزة هذا العام المشاركة القوية للسينما المغربية التي أثار غيابها عن الدورات الماضية بعض الأسئلة، وضمن خمسة أفلام مغربية في مسابقات «أبوظبي السينمائي» عرض فيلم «موت للبيع» للمخرج فوزي بن سعيدي، وهو عمل آخر من إنتاجيات منحة سند الإماراتية، ويقدم وجبة دسمة من البؤس والفقر، ومشاهد الرذيلة واللقطات التي لا تصلح إلا للكبار، وأشترط المهرجان لرؤيته أن يكون المتفرج فوق 18 عاما. تتطرق حكاية الفيلم المبنية على العنف والكوميديا السوداء إلى مسارات ثلاثة أصدقاء، هم (ماليك وعلال وسفيان) الذين يعيشون من أعمال السرقة في مدينة تطوان، وفي أحد الأيام يقرروا أن يقوموا بسرقة العمر، من خلال الاستيلاء على متجر للمجوهرات، بيد أن كل واحد منهم يتخذ طريقا مختلفة، فتنتهي حياتهم بعد أن فتكت بهم لعبة المصالح المتضاربة والرغبات المستحيلة. فماليك الذي يبلغ من العمر 26 سنة يعيش قصة حب مع دنيا التي تعمل كفتاة تعرض جسدها للزبائن في علبة ليلية، وإذا كان قد قرر المشاركة في السرقة، فأساسا من أجل إنقاذها، بعد أن أصبح مرشدا لرجل شرطة يطارده في الإدلاء بما يخططه تجار المخدرات وعصابات المدينة. وتلعب مشاهد الفيلم على دفتي الواقعية والكوميديا السوداء، التي تحفل بتلك التحولات والتناقضات الحادة في الحياة السياسية والاجتماعية، في ملامسة لأجواء الجريمة القائمة على العنف والتطرف والتهريب. فيلم «موت للبيع» هو الثالث في مسيرة مخرجه وذلك عقب إنجازه لباكورة أعماله السينمائية «ألف شهر» و»يا له من عالم جميل»، والتي يلتزم فيها بهموم شرائح إنسانية متعددة، وقد عرضت في كبرى مهرجانات السينما العالمية مثل «كان» بفرنسا و»مراكش» بالمغرب و»القاهرة»و»دبي» وغيرها.