حرب كلامية بين الرياضوطهرانوواشنطن تدخل على الخط اعتبر الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما المحاولة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية والقانون. وقال البيت الأبيض في بيان أن أوباما تحدث إلى الملك السعودي بشأن «الإحباط الناجح للمؤامرة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. واتفقا على أن هذا المخطط يمثل انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية الأساسية والأخلاق والقانون». وأشاد الجانبان أيضاً بعمل وكالات الاستخبارات وتطبيق القانون الذي أدى إلى إحباط هذه المؤامرة، وأكدا مجدداً «على الالتزام المشترك من جانب الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية بالسعي للحصول على رد دولي قوي وموحد يتولى محاسبة المسؤولين عن «المخطط» على أعمالهم». وذكر البيان أن الرئيس الأميركي والملك السعودي جددا في الختام التأكيد على الشراكة القوية بين الولاياتالمتحدة والسعودية. يذكر أن السلطات الأميركية أعلنت الثلاثاء عن اتهام إيرانيين اثنين اعتقل أحدهما في سبتمبر الفائت في مطار نيويورك، بالضلوع في «مؤامرة موجّهة من أعضاء في الحكومة الإيرانية»، لاغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة عادل الجبير. وذكرت وزارة العدل الأميركية في بيان أن وزير العدل إريك هولدر ومدير مكتب التحقيق الفدرالي روبرت مولر، أعلنا عن التهم التي وجهت بهذا الشأن لكل من منصور أربابسيار «56 عاماً» الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية، وغلام شاكوري العضو في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري في إيران. وقد نفت إيران بشكل قاطع التهم التي وجهتها لها واشنطن ووصفها رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني ب»الواهية والكاذبة والباطلة». بالرغم من نفيها، تعرضت إيران الأربعاء لسلسلة إدانات وتحذيرات في أوروبا وفي الخليج والأردن بعد الكشف عن مؤامرة مفترضة ضد سفير المملكة العربية السعودية في الولاياتالمتحدة عادل الجبير. وقد حذر الاتحاد الأوروبي إيران من «عواقب وخيمة جدا» إذا ثبتت اتهامات بشان التحضير لاعتداء بالقنبلة على سفير السعودية بواشنطن. وقالت المتحدثة باسم كاثرين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي «نأخذ هذه القضية ببالغ الجدية وفي حال ثبتت الاتهامات فستكون لذلك عواقب وخيمة جدا». واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن الأمر يتعلق ب»انتهاك فاضح للقانون الدولي يجب أن يحاسب عليه المنفذون والآمرون بتنفيذه» مضيفة أن الأمر يتعلق ب»قضية جدية للغاية». وكذلك أعربت لندن عن استعدادها لدعم إجراءات محتملة «ضد إيران». وقال مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ان «المؤشرات التي تشير إلى أن عناصر من النظام الإيراني قد قامت بهذه المؤامرة هي مقلقة». ومن ناحيته، دان مجلس التعاون الخليجي «السعودية والبحرين وعمان والكويت والإمارات وقطر» التخطيط الإيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، مؤكدا انه يضر «بصورة جسيمة» بالعلاقات بين طهران ودول المجلس. وفي الرياض، قال مصدر سعودي مسؤول أن السعودية «تدين وتستنكر بشدة المحاولة الآثمة والشنيعة لاغتيال سفير خادم الحرمين الشريفين «الملك عبد الله بن عبد العزيز» لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية». وكذلك دانت الأردن «بشدة» المخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، معتبرا أن امن المملكة العربية السعودية «خط احمر» لا يجوز المساس به بأي شكل من الأشكال. وحذرت واشنطن من أنها ستحمل إيران «المسؤولية» في المؤامرة إذا ثبتت. قال بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية إن المملكة تبحث اتخاذ إجراءات حاسمة فيما يتعلق بمؤامرة إيرانية مزعومة لاغتيال سفيرها في واشنطن. وأدان البيان الذي صدر باللغتين العربية والانجليزية في وقت متأخر من أمس الأربعاء ما أسماه المؤامرة «الآثمة والشنيعة» وقال إن المملكة ستواصل اتصالاتها وتنسيقها مع الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بالأمر. وأضاف البيان نقلا عن مصدر مسؤول إن السعودية «تنظر من جانبها في الإجراءات والخطوات الحاسمة التي ستتخذها في هذا الشأن لوقف هذه الأعمال الإجرامية والتصدي الحازم لأي محاولات لزعزعة استقرار المملكة وتهديد أمنها وإشاعة الفتنة بين شعبها». وقال البيان الذي نقلته الوكالة إن المملكة «ستستمر في اتصالاتها وتنسيقها مع الجهات الأمريكية المعنية بخصوص هذه المؤامرة الدنيئة ومن يقف وراءها». وأضاف البيان أن السعودية تناشد الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي «الاضطلاع بمسؤولياتهم أمام هذه الأعمال الإرهابية ومحاولات تهديد استقرار الدول والأمن والسلم الدوليين». وفي وقت سابق من أمس الأربعاء قال الأمير تركي الفيصل وهو رئيس سابق للمخابرات السعودية إن هناك أدلة دامغة على تورط جهات رسمية في إيران في المؤامرة.