انطلقت، أول أمس الأربعاء بالدار البيضاء القمة التجارية لصناعة الطيران بمشاركة حوالي 35 فاعلا أجنبيا قدموا لاكتشاف مؤهلات المملكة في هذا القطاع. ويشارك في هذه القمة، التي ستكون أيضا لقاء أعمال للأعمال ومناسبة للنهوض بالشراكة بين الفاعلين المغاربة والأجانب، 25 ممولا من الناقل (بوينغ) وممثلين عن فاعلين من فرنسا فضلا عن شركات طيران مستقرة بالمغرب. وأتاح هذا اللقاء للمشاركين الأجانب فرصة الإطلاع على الخطوات المتقدمة التي حققها المغرب في مجال صناعة الطيران والمهارات والكفاءات وأيضا البنيات التحتية التي تتوفر عليها المملكة خاصة معهد التكوين في مهن الطيران، والأرضية الصناعية بالنواصر (125 هكتار) المخصصة لاحتضان المقاولات العاملة في هذا المجال. وبهذا الخصوص، أكد وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة أحمد رضا الشامي أن التطور الملحوظ الذي تشهده صناعة الطيران بالمغرب لم يكن صدفة بل هو نتاج مقاربة موضوعاتية تندرج في إطار سياسة قطاعية تتمثل في مخطط إقلاع. وأبرز الشامي، في كلمة له أمام مجموعة من المشاركين في هذه القمة، المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب، وبالخصوص موقعه الجغرافي الاستراتيجي، وتنافسية تكاليف الإنتاج، وكثافة وأهمية شبكات الاتصال وشبكات الطرق والسكك الحديدية والمطارات والموانئ، إلى جانب إبرامه عددا من اتفاقيات التبادل الحر، والتي تفتح الباب أمام المستثمرين لاستقطاب أزيد من مليار مستهلك. وأشار الوزير إلى تهيئة أرضيات صناعية مندمجة ومناطق حرة علاوة على التحفيزات الضريبية لتشجيع الاستثمار وكذا الجهود التي تبذل من أجل تأهيل الموارد البشرية لتستجيب لحاجيات المهنيين. وذكر الشامي في هذا الإطار بالاستقرار الذي تتمتع به المملكة والإصلاحات التي تنخرط فيها والتي انطلقت منذ عشر سنوات. ومن جانبه اعتبر ستان ديل، نائب رئيس (بوينغ) ومدير عام التموين والعمليات التجارية، أن المغرب يمتلك مناخا إيجابيا يسهم في الرفع من حجم الاستثمارات وتطويرها. وأضاف أن الحكومة المغربية تحدوها رغبة كبيرة في تطوير قطاع صناعة الطيران وتوفير الدعم له، مبرزا أن الأمر يتعلق بعامل محفز على الاستثمار بالمغرب وتوسيع حقل الأنشطة. وأعرب ستان، الذي ساهمت شركته مع الخطوط الملكية المغربية وفاعل آخر في إنشاء معمل بالنواصر لصناعة أسلاك الطائرات، عن إعجابه الشديد بكفاءة الموارد البشرية المغربية وبجودة المنتجات التي يصنعها ذلك المعمل. وخلص إلى أن كل هذه المؤهلات تجعل المغرب من بين أفضل الأماكن في ما يخص تطوير صناعة الطيران. من جهته أبرز رئيس (تجمع الصناعات المغربية) حميد بنبراهيم أن الأمر يتطلب العمل المشترك للاستفادة من التطور الاستثنائي الذي يشهده قطاع الطيران واحتلال مراتب متقدمة دائمة في هذا المجال. وذكر بأن أهمية القطاع تتزايد بشكل مستمر فيما تشغل الوحدات الصناعية 8500 شخص، إضافة إلى أن القطاع حقق رقم معاملات بلغ مليار دولار وحجم استثمارات قدر بنصف مليار دولار، مؤكدا أن الغاية الآن هي مضاعفة هذين الرقمين. فيما أشار الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية ادريس بنهيمة إلى أن الشركة عملت باستمرار على تطوير نشاطاتها في مجال الصيانة والمناولة وتصنيع منتجات الطيران، مضيفا أن القدرات التي تتوفر عليها عززت بتكوين مؤهل وفي كل التخصصات لفائدة العاملين بالشركة. وتضمن برنامج هذه القمة، التي انتهت أشغالها أمس الخميس، زيارة معهد مهن الطيران ومجموعة من الوحدات الصناعية المستقرة بالمنطقة الصناعية بالنواصر.