منظمة التحرير تطالب الأممالمتحدة بتأمين الحماية للاجئين الفلسطينيين في إيطاليا طالبت منظمة التحرير الفلسطينية الثلاثاء الأممالمتحدة بالتدخل لحماية اللاجئين الفلسطينيين في ايطاليا من الجرائم التي ترتكب ضدهم مثل عمليات الخطف والاغتصاب والقتل. واستنكرت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية الاعتداءات الوحشية التي تمارس بحق اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في إيطاليا على أيدي المافيا الإيطالية في مدينة كاليبرا. وطالب زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين هيئة الأممالمتحدة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتأمين الحماية للاجئين الفلسطينيين المقيمين في إيطاليا وتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية اتجاههم جراء تعرضهم حسب تقارير صادرة عن الشبكة الدولية للحقوق والتنمية في إيطاليا لعمليات تنكيل وانتهاكات خطيرة لحقوقهم من قبل رجال المافيا الإيطالية. وقال الأغا أن ما تناولته تقارير لمؤسسات حقوقية حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في ايطاليا وتعرضهم للانتهاكات أمر خطير ومثير للقلق في دولة مثل ايطاليا يسودها القانون والنظام واحترام حقوق الإنسان، مطالباً السلطات الايطالية القيام بكل مسؤولياتها أمام هذه الأحداث والاعتداءات وملاحقة الجناة ومرتكبي الجرائم بحقهم والعمل على توفير الحماية والحياة الآمنة والمستقرة للاجئين الفلسطينيين المقيمين لديها والبالغ عددهم 178 لاجئاً وفقاً لاتفاقية دبلن لعام 2009 القاضية باستضافة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مخيم التنف وتوزيعهم على دول الاتحاد الأوربي وتوفير الرعاية والخدمات والإقامة لهم تحت إشراف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وكان مخيم «التنف» على الحدود السورية العراقية قد أُغلق في 2009 بعد مشروع قرار تقدمت به السويد إلى الاتحاد الأوروبي يقضي بتوزيع اللاجئين الفلسطينيين المقيمين فيه والفارين من العراق على دول الاتحاد، فكان نصيب إيطاليا 178 لاجئا منهم. هذا وكانت منظمة حقوقية دولية استنكرت مؤخرا ما تعرض له اللاجئون الفلسطينيون في إيطاليا من تنكيل وانتهاكات خطيرة لحقوقهم من قبل السلطات هناك، وتعهدت بإثارة قضيتهم وتقديم الأدلة بهذا الخصوص للهيئات المعنية بالاتحاد الأوروبي. وذكرت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية في بيان لها قبل أيام أنها أوعزت لمحاميها «لوضع تصور قانوني لملاحقة الجناة الذين انتهكوا حقوق اللاجئين الفلسطينيين، كما أنها تطالب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالاضطلاع بدورها تجاه ما يحدث». وروت الشبكة -وهي منظمة دولية مسجلة في سويسرا والنرويج ولها مكاتب في أكثر من أربعين دولة في العالم- تفاصيل ما تعرض له عدد من اللاجئين الفلسطينيين بمجرد وصولهم إلى إيطاليا قادمين من مخيم «التنف» على الحدود العراقية السورية. وقالت المنظمة الدولية: وما إن وصل هؤلاء إلى إيطاليا حتى بدأت رحلة العذاب، حيث نُقلوا فور وصولهم إلى بيوت مصادرة من رجال المافيا في بلدية «كاليبرا» التي ترزح أصلا تحت سيطرة عصابات المافيا. وأورد بيان الشبكة الدولية للحقوق والتنمية أمثلة على صنوف المعاناة التي تعرض لها اللاجئون الفلسطينيون من بينها اعتداءات وحشية من قبل رجال المافيا وأمام أعين رجال الشرطة المتواطئين معهم في أحيان كثيرة. كما رفضت بلدية «كاليبرا» الايطالية صرف أي مستحقات مالية للاجئين الفلسطينيين رغم تقاضيها دفعة أولى من الاتحاد الأوروبي مخصصة لذلك وقدرها خمسة ملايين يورو. وأشارت المنظمة الدولية إلى تعرض بعض الفتيات اللاجئات الفلسطينيات إلى الخطف وتم تسجيل حالة موثقة لدى الشرطة بالخطف والاغتصاب الجماعي، ونال الأطفال نصيبا من التحرش الجنسي الفعلي تمثلت في ست حالات موثقة دون معاقبة أي من الجناة. ووفق الشبكة الدولية للحقوق والتنمية فان الشرطة المحلية الإيطالية رفضت السماح لطبيب شرعي بالكشف عن جثة اللاجئ حسن محمد إبراهيم شباك (45 سنة)، الذي وُجد معلَّقا ومشنوقا على شجرة وقد فقئت عيناه. هذا وذكر أن عصابات المافيا فرضت على كل سكان «كاليبرا» ومؤسساتها ومتاجرها عدم التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين الذين أسكنتهم الحكومة الايطالية في منازل مصادرة من رجال المافيا في حين أرغمت المستشفيات على عدم استقبالهم أو علاجهم. وحسب الشبكة الدولية في بيانها فان قسما من اللاجئين الفلسطينيين فروا من «كاليبرا» بعد تلقيهم تهديدات جدية بارتكاب مجزرة بحقهم، فوصل العشرات منهم إلى السويد في ماي الماضي.