قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن معظم الأراضي السورية لا يخضع لسيطرة نظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدا أنه لا يوجد أي عنصر لتنظيم الدولة في مناطق التركمان التي تتعرض لقصف روسي مكثف. وأكد أرودغان في كلمة ألقاها أمام أصحاب الفعاليات الاقتصادية في مدينة بورصة التركية إن أكثر من 85% من أراضي سوريا هي خارج نطاق سيطرة الأسد. وأضاف أن من يغضون الطرف في حربهم ضد تنظيم الدولة عن مقتل أربع مائة ألف إنسان على يد قوات الأسد، إنما يرتكبون أقسى أنواع الذنوب في تاريخ البشرية، وفق تعبيره. وكان أردوغان قد اعتبر في وقت سابق أن إيجاد حل منطقي ودائم للقضية السورية المستمرة منذ نحو خمس سنوات، "بات ضرورة أخلاقية يتوجب على المجتمع الدولي القيام بها". وفي إطار تجديد مطالبته بإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، أكد الرئيس التركي أنه أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين مرارا وبشكل شخصي أن تنظيم الدولة غير موجود في مناطق التركمان شمالي سوريا. ويتعرض شمال سوريا وخاصة مناطق التركمان لقصف مكثف وغارات روسية، وذلك بعد إسقاط تركيا مقاتلة روسية تقول أنقرة إنها انتهكت أجواءها، وهو مما أثار توترا مع موسكو التي فرضت عقوبات اقتصادية على الجانب التركي. أعربت تركيا الأحد عن دهشتها لاتهامات إيرانية لها بدعم تنظيم الدولة الإسلامية، والتورط في تجارة النفط معه في سوريا والعراق، في وقت قال مسؤول إيراني بارز إنه من واجب بلاده التوسط لخفض التوتر بين أنقرةوموسكو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش إنه "لا شيء في الاتهامات الإيرانية يؤخذ على محمل الجد". وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر الخميس الماضي نظيره الإيراني حسن روحاني بشأن تقارير في وسائل إعلام إيرانية تتهم أردوغان وأسرته بالتورط في المتاجرة بالنفط مع تنظيم الدولة. وصرح أردوغان بأنه تحادث هاتفيا مع روحاني، وحذره قائلا "ستدفعون ثمنا باهظا إذا استمر الوضع على هذا النحو"، مضيفا أن الإيرانيين أزالوا في وقت لاحق ما نشر في مواقع إلكترونية من اتهامات للرئيس التركي وأسرته. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية إن بلاده لا تنظر بجدية إلى اتهامها بالإرهاب من لدن الدول التي "أسهمت في تصاعد الأزمات بسبب تعاونها مع نظام دمشق"، في إشارة إلى إيرانوروسيا. وكانت موسكو اتهمت قبل أيام الرئيس التركي وأسرته بالتورط في تجارة النفط مع تنظيم الدولة، وهو ما نفاه أردوغان. وجاءت التصريحات الروسية ضمن حملة التصعيد ضد تركيا بسبب إسقاطها طائرة حربية روسية قالت أنقرة إنها اخترقت المجال الجوي التركي. وفي سياق متصل، قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم إن من واجب بلاده التوسط لخفض التوتر بين روسياوتركيا، معتبرا أنه ليس من الجيد أن يضاف خلاف آخر إلى الخلافات الحالية التي تشهدها المنطقة. وتدعم كل من طهرانوموسكو نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تساند أنقرة مقاتلي المعارضة السورية المسلحة الساعين للإطاحة بالنظام السوري، وقد انضمت تركيا في وقت سابق من العام الجاري إلى التحالف الذي تقوده واشنطن لشن ضربات جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق.