اختلفت تكهنات السيناريوهات المحتملة لمستقبل سوريا ما بعد نظام الأسد الذي عمر لنصف عقد من الزمن، وباستحضار التطورات الجيوسياسية التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط، تتبادر إلى الذهن تساؤلات عديدة حول الوضع في سوريا ومستقبلها، وتدخلات إسرائيل ضد تأسيس حكومة انتقالية بسوريا التي تحاول اقتلاع الشعب السوري من كابوس عمّر طويلا. وفي سياق متصل، صرح كمال الهشومي محلل سياسي ل" رسالة 24 " أن إسرائيل بعد غزة ولبنان وايران، فتحت جبهة رابعة بعد سقوط نظام الأسد هي سوريا. فالتموقع الجغرافي لسوريا مهم جدا لإسرائيل، ما دامت جميع المصالح المهمة التي ترتبط باسرائيل تمر بسوريا. لذلك، من مصلحة إسرائيل أن تكون الحكومة الانتقالية بمقاييسها وبشروطها في ظل تواجد قوى وازنة مثل أمريكا وروسيا ودول عربية كالإمارات والسعودية وقطر. وبالتالي، اسرائيل لن تسمح بأي حكومة متشنجة صعبة التفاوض والتي يمكن أن تشكل خطرا على مصالحها. ويؤكد المتحدث أن إسرائيل ستبارك وستساعد أي حكومة ستكون في مصلحتها. وعن سوريا مابعد الأسد، يرى المحلل السياسي أن سوريا ستعرف محنة كبيرة بعد هروب الأسد والتجارب الكثيرة التي مرت هي خير دليل على ذلك. معتبرا أن الهدف هو المحافظة على شعب ومصالح سوريا. ويلمس الهشومي نوعا من الذكاء عند جبهة التحرير. وهو ما يظهر في محافظتها على الحكومة من أجل أن تضمن انتقالية سلسة وتجنب فراغ في الدولة وتستمر بمؤسساتها. وهذا يعبر، حسب الهشومي، عن نضج جبهة المعارضة التي أسقطت نظام الأسد. ويختم متسائلا: هل سيستمر هذا النضج، وتستمر المصالح متناغمة ومتكاملة في ظل تضارب المصالح؟