تنخرط منصة الشباب بمدينة الداخلة، التي تم إحداثها تحت إشراف اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بوادي الذهب، بقوة في الجهود الرامية إلى توفير كل سبل الدعم والمواكبة للشباب حاملي المشاريع على مستوى النفوذ الترابي للإقليم. ويهدف هذا الفضاء، الذي يعد دعامة أساسية لتنزيل مبادئ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى تحفيز روح ريادة الأعمال والتشجيع على إحداث مناصب الشغل، من خلال إرساء آلية للدعم التقني الملائم، في مختلف مراحل ما قبل وما بعد الإنشاء، مما ممكن من تعزيز إنشاء المقاولات لفائدة هذه الفئة. تعتبر هذه المنصة، التي تديرها مؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة لدعم ومواكبة الإدماج الاقتصادي للشباب، أداة للتفاعل بين مختلف البرامج المعتمدة من جميع الفاعلين المتدخلين في مجال إدماج الشباب، من خلال فضاءات الاستماع والتوجيه والمواكبة، بالإضافة إلى فضاء لدعم ريادة الأعمال والاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وتقول ممثلة مؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة، شيماء لزعر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن منصة الشباب بوادي الذهب تواصل انخراطها المعهود في مجال تعزيز ريادة الأعمال وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب. وأبرزت لزعر أن الإدماج الاجتماعي والاقتصادي والمهني للشباب يتبوأ مكانة مهمة في أنشطة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خاصة في مرحلتها الثالثة، حيث يستفيد الشباب من حاملي المشاريع من عدة ورشات تكوينية تهم، على الخصوص، مجالات التطوير الذاتي والمحاسبة والتدبير وتقنيات التسويق والخطوات الأساسية لإنشاء المقاولة. وأكدت أن الشباب حاملي المشاريع يمرون من عدة مراحل في إطار هذه المنصة، تشمل التوعية والتحسيس بأهمية الاستقلال المادي، تليها مرحلة استقبال حاملي أفكار المشاريع، والعمل على توجيههم نحو كيفية اختيار المشروع وانتقاء الفضاء الذي سيحتضنه، ثم مرحلة معالجة المشاريع مع أصحابها على مستوى اللجنة الإقليمية، حيث يتم اختيار المشاريع المطابقة للمعايير الواردة في كل برنامج من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. بعد ذلك، تضيف السيدة لزعر، تأتي مرحلة التكوين والمواكبة الخاصة بمرحلة ما بعد الإنشاء، حيث تعمل الأطر التابعة لمنصة الشباب على مواكبة حاملي المشروع خطوة بخطوة لمساعدتهم على أحداث المقاولة الخاصة بهم في بيئة سليمة تمكنها من الاستمرار والنجاح. وأشارت إلى أن المشاريع التي تدعمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة، مكنت العديد من شباب إقليم وادي الذهب من الانخراط في الدينامية الاقتصادية والمهنية، لاسيما المشاريع الممولة في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب. وهكذا، استفادت ثلة من شباب الإقليم من مواكبة وتأطير وتمويل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مما أتاح لهذه الشريحة الفرصة لتجسيد أفكار مشاريعها أو تطوير أنشطتها في إطار مقاربة مندمجة تروم إحداث قيمة مضافة على المستويين المحلي والجهوي وضمان استدامة المشاريع. في هذا الصدد، قالت حسناء جرجوب، صاحبة مشروع مركز خاص للحساب الذهني بالداخلة، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24)، إنها كانت من المستفيدين من برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، لاسيما المحور المرتبط ب "دعم ريادة الأعمال لدى الشباب". ولتحقيق مشروعها، توجهت جرجوب نحو منصة الشباب بوادي الذهب، حيث استفادت من التكوين والمواكبة تحت إشراف مختصين في عدد من المجالات، ومن دعم مالي بنسبة 60 في المئة من المشروع في كل ما يخص التجهيزات والمعدات اللازمة للتعامل مع الأطفال المستفيدين من الحساب الذهني، المتراوحة أعمارهم ما بين 5 و 15 عاما. وفي تصريح مماثل، قالت فتيحة قيسي، وهي صاحبة مشروع "تيزرا للتنمية" لصناعة النسيج والألبسة بالداخلة، "عندما قررت إحداث المشروع الخاص بي، توجهت مباشرة إلى منصة الشباب بوادي الذهب، التابعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث حظيت بالاستقبال والإرشاد من طرف الأطر التابعة لهذه المنصة التي عملت على مواكبتي طيلة مراحل إنشاء المشروع لأتلقى بعدها دعما ماليا مكنني من اقتناء عدد من الآلات والمعدات الخاصة بالخياطة، كما قمت بتشغيل حوالي 10 عمال بشكل مباشر وغير مباشر، لإنجاز المشروع وإخراجه إلى حيز الوجود". ودعت قيسي، بهذه المناسبة، الشباب الراغب في إنشاء المشاريع إلى التوجه نحو منصة الشباب بوادي الذهب للاستفادة بدورهم من المساعدة والمواكبة التي تقدمها مجموعة من خيرة أطر المنصة لفائدة حاملي المشاريع. وبدوره، أشار محمد لعسل، صاحب مشروع "فيرنوكس الجنوب" للفولاذ المقاوم للصدأ، إلى أنه توجه نحو منصة الشباب بوادي الذهب بعد اختمار فكرة المشروع لديه، حيث لقي الترحاب من طرف المشرفين على المنصة، وحظي بمختلف أنواع الدعم والتأطير والتكوين لمدة ناهزت ثلاثة أشهر، كما تلقى دعما ماليا مكنه من إحداث المشروع، الذي يشغل حوالي أربعة أشخاص. وترتكز المرحلة الثالثة (2019-2023) من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مقاربة جديدة تتوخى تحصين وتوطيد المكتسبات، مع اعتماد برنامجين جديدين يهدفان إلى النهوض بالرأسمال البشري والعناية بالأجيال الصاعدة والشباب، من خلال تعزيز فرص الشغل لفائدة هذه الشريحة وإنعاش الحس المقاولاتي لديها. وأولت هذه المرحلة الثالثة أهمية قصوى ومتجددة للنهوض بالرأسمال البشري، عبر إطلاق جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل التي ستساهم في الرفع من جودة العروض وفرص الشغل، مع التركيز على إضفاء طابع الابتكار.