شهد مجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، أيام 14 – 15 و16 أبريل 2023، تنظيم فعاليات اللقاء الوطني لتكوين المكونين في مجال التخييم، وهو اللقاء الذي يأتي في إطار التخطيط المشترك بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل والجامعة الوطنية للتخييم، ويروم هندسة العمل التربوي وتدبير البرنامج الوطني للتخييم وفق تصميم خاص، مبني على رؤية إستراتيجية واعدةK تشمل تطوير البنيات التحتية للفضاءات التخييمية، وتجويد خدماتها، وتنظيم إجراءات التصحيح والتقوية المتعلقة بالتأطير والتكوين واستكمال التكوين للفاعلين التربويين المهتمين بمجال التخييم، وتحديد المسارات والسيرورات واستغلال الوسائل المساعدة على تحقيق دينامبة التفاعل والتواصل بين قيادات التكوين على صعيد مديريات قطاع الشباب وكل المكاتب الإقليمية والجهوية للجامعة الوطنية للتخييم. ويهدف اللقاء المذكور، إلى خلق الدافعية نحو تأهيل وإعداد أكبر عدد ممكن من الكفاءات الشابة من الجنسين معا، وتمكينهم من اكتساب معارف ومهارات وقدرات ومقاربات تربوية؛ تساعدهم على إتقان عملهم داخل المخيمات الصيفية، وتحفزهم على الابتكار والإبداع وتدعيم العملية التنشيطية واختيار البرامج والأنشطة التي تستجيب لحاجات الطفولة سواء منها الجسمية أو الذهنية أو التعبيرية أو التواصلية أو الاستكشافية، وذلك وفق كل المحطات التخييمية. وشكلت الجلسة الافتتاحية التي انعقدت بعد ظهيرة يوم الجمعة 14 أبريل 2023، بداية الإعلان عن انطلاق أشغاله، حيث أعرب كل من رئيس قسم المخيمات ورئيس الجامعة الوطنية للتخييم ومدير الدورة و المديرة الإقليمية لقطاع الشباب ببنسليمان، على أن هذا اللقاء يعتبر محطة متفردة، تختلف عن سابقاتها التي نظمت خلال السنوات القريبة الماضية، وأن الرهان في الحاضر والمستقبل، هو الاستثمار في العطاء والتعبئة الشاملة لجل القوى من أجل المشاركة في المجهود الوطني للتخييم وتطوير خدماته والرفع من منسوب جودته، وذلك بناء على رؤية مندمجة؛ تشكل إطارا منهجيا لتلبية الحاجيات المتعلقة بالمجالات التربوية والإدارية وتوظيف الموارد المهنية، توظيفا تشاركيا، يشجع على المبادرة والإبداع واستشراف آفاق مستقبلية؛ تلتقي وترتقي بمستويات التنظيم والتنسيق وتسيير وتدبير شؤون الإدارة التربوية لمرافق المخيمات. وحسب برنامج اللقاء الذي سهرت على إعداده، لجنة قيادية مكونة من أطر قطاع الشباب والجامعة الوطنية للتخييم، ووفقا لمنهجية العمل التي تم اعتمادها خلال هذه الدورة التكوينية، انبرى المشاركون بطريقة تناوبية، في التدارس والمناقشة والتحاور وتبادل الأفكار وتقاسم التجارب فيما بينهم، داخل الورشات الآتية، أولا ورشة حاجيات المكون وفق الدورة الأولى، حيث هدفت هذه الورشة، إلى تمكين المشاركين من التعبير عن احتياجاتهم التدبيرية وفق محتويات الدورة الأولى، وكذا القيام بتقويم تشخيصي لتحليل الاحتياجات التدبيرية. هذا فضلا على التركيز على دعم قدرات المتدربين وحاجتهم إلى المعرفة والممارسة وتحقيق التكامل والتداخل بين جميع مراحل الإعداد والإنجاز للمحطات التدريبية. ثانيا : ورشة بناء وتنظيم المحتوى التدريبي ، حيث كانت الغاية من هذه الورشة، هو المساهمة في تمكين المتدربين من معرفة إعداد آليات المحتوى التدريبي وضبط عناصره ومعايير اختيار وتقنيات بناء وتنظيم هذا المحتوى، بالإضافة إلى الإنكباب على تدارس واستكشاف الفرق بين المضامين التربوية والمحتويات التدريبية مع استحضار ترتيب محاور المحتوى ( المخيم، الطفل، المتدرب، الأنشطة ). ثالثا :ورشة تقديم دليل مكوني المكونين، التي استهدفت هذه الورشة، القيام بقراءة متأنية لمحتويات ومكونات دليل تكوين المكونين، مع مراعاة الأهداف المرسومة للدورة الأولى، والأخذ بإطارها النظري ومحتوياتها التطبيقية، فضلا عن إحاطة المشاركين وتبادل أفكارهم وآرائهم حول منهجية تقديم الأنشطة المبرمجة في هذا الشأن والتركيز على أدوات وميكانيزمات التتبع والتقييم، المعمول بها في هذا الإطار. أما بالنسبة لأهم التوصيات التي تمخضت عن هذا اللقاء، فيمكن إجمالها على النحو الآتي ؛ أولا العمل بشكل ميداني على تقوية انسجام والتقائية واندماج مختلف برامج وأنشطة البرنامج الوطني للتخييم بين كافة المتدخلين وخصوصا منهم القطاع الوصي والجامعة الوطنية للتخييم بكل مكاتبها الإقليمية والجهوبة. ثانيا، إعداد تصور شامل يهدف إلى مأسسة طرق اشتغال اللجن الإقليمية والجهوية المشتركة، بما يسمح بشكل خاص، انتقاء الطاقات الشابة المتدربة وفق معايير محددة. ثالثا الانكباب على إعداد إطار مرجعي لمجال التخييم واستغلال حمولته الفكرية والتنظيمية من أجل البرمجة والتخطيط الاستراتيجي للمرحلة الراهنة. رابعا، التفكير المستقبلي في فتح ورش التكوين والتأطير والبحث وتطوير المضامين التربوية بغية الرفع من الكفاءة المهنية والتقنية للموارد البشرية المهتمة. خامسا، وضع قاعدة بيانات تشكل إطارا للتتبع، يمكن من تحليل الوضع الراهن للبرنامج الوطني للتخييم وإسناده بمؤشرات دقيقة لقياس نتائج وتأثيرات المشاريع والتدابير المنفذة بمجال التخييم. سادسا، ضمان التدابير الإستباقية الكفيلة بتقوية ومساعدة الأطر المشرفة على الدورات التدريبية المقبلة. سابعا، تعزيز قدرات الفاعلين في محور إدارة وتدبير برامج التأطير والتكوين وتجويد المضامين. ثامنا، المناشدة بإطلاق أسماء وأعلام أغنوا ذاكرة المخيمات الصيفية، على التداريب المقبلة، وذلك عن طريق استبدال ( اسم تدريب بفوج يحمل اسم أحد قامات التخييم المنتمية إلى القطاع أو إلى الفعل الجمعوي ). ومن ناحية أخرى، فقد توجت أشغال اللقاء المذكور، بجلسة ختامية، تميزت بإلقاء كلمات توجيهية لرئيس قسم المخيمات ورئيس مصلحة المخيمات ومدير الدورة؛ أبرزوا من خلالها إلى الإجراءات والترتيبات الواجب اتخاذها خلال التداريب التكوينية القريبة لفائدة ( 700 متدرب ) على الصعيد الوطني، مع اعتبارهم أن تحقيق أية سياسة قطاعية في مجال التخييم، لا يمكن أن يتم إلا من خلال الحرص على تثمين الموارد البشرية وحسن إدارتها وتدبيرها، ودعم استراتيجيات موازية في مجال التكوين والتاطير لصالحها؛ يكون من بين أهدافها الرئيسية توفير المعلومات الكافية والخبرات الضرورية للفاعلين التربويين والجمعويين أثناء ممارساتهم التأطيرية والتكوينية المبرمجة في هذا السياق. كما أجمعت المداخلات المذكورة، على اعتبار هذا اللقاء، فرصة لإعادة النظر في عدد من التقنيات التربوية المستعملة في بناء برامج الدورات التدريبية وذلك من أجل جعلها تتفاعل أكثر مع الفئات المستهدفة وإمكانياتها وطموحاتها من جهة، وتستجيب لحاجياتهم المعرفية والتنسيقية من جهة ثانية، وتواكب سرعة التغيير المفاهيمي والبيداغوجي والإداري من جهة ثالثة.