شكل اللقب العالمي للعداء المغربي سفيان البقالي في سباق 3000م موانع خلال منافسات بطولة العالم التي أقيمت في يوليوز الماضي في يوجين بالولايات المتحدة، نقطة مضيئة في ظل النتائج المتباينة لألعاب القوى الوطنية على المستويين القاري والعالمي في سنة 2022. وكسر البقالي المتوج أيضا باللقب الأولمبي في سباق 3000م موانع في أولمبياد طوكيو، الهيمنة الكينية على هذه المسافة، وكتب اسمه بأحرف من ذهب في سجل أبطال المسابقة. وأصبح البقالي، من دون شك، بعد هذه الإنجازات، حامل مشعل ألعاب القوى المغربية في السنوات الأخيرة، كما أنه الوحيد الذي صعد إلى منصة التتويج في مونديال يوجين، تماما كما حدث في طوكيو، إذ ظلت التخصصات الأخرى بعيدة عن الأضواء. واستطاع البقالي بزمن قدره 8د و25ث و100/13، إنهاء هيمنة العدائين الكينيين ب 7 ألقاب عالمية متتالية، آخرها تعود إلى كونسلسوس كيبروتو، في حين اكتفى الإثيوبي لاميتشا جيرما بالميدالية الفضية (8د و26ث و100/01)، بينما حل كيبروتو ثالثا (8د و27ث و100/92). كما كانت أول ميدالية ذهبية مغربية في بطولة العالم لألعاب القوى منذ تتويج جواد غريب في الماراطون خلال نسخة هلسنكي 2005. البقالي هو أيضا المغربي الوحيد الذي صعد إلى منصة التتويج في بطولة العالم في لندن 2017 (فضية)، ثم في الدوحة 2019 (برونزية). وفي المقابل، فشل الرياضيون الآخرون المشاركون في يوجين في التألق، بسبب قلة الخبرة ولكن أيضا نظرا للمستوى العالي للرياضيين المشاركين. ونجح البقالي في يونيو الماضي بالرباط، في التفوق مجددا على جيرما، ضمن ملتقى محمد السادس الدولي لألعاب القوى الجولة الرابعة من الدوري الماسي، مسجلا أفضل توقيت عالمي للسنة (7د و58 ث 100/28). وحطم البقالي الرقم القياسي للملتقى الذي يملكه الكيني كونسيسلس كيبروتو (8د و02ث و100/77)، الذي صمد منذ 22 ماي 2016. كما فاز بالسباق النهائي 3000م موانع في ملتقى زيوريخ (سويسرا) ضمن الدوري الماسي، متقدما على الإثيوبي جيتنيت ويل والكيني أبراهام كيبيوت، مؤكدا بذلك تسيده هذا التخصص. وكان سفيان البقالي الذي لم يهزم في عام 2022، ضمن المراكز الخمسة الأولى في القائمة النهائية للرياضيين الذين تم اختيارهم للفوز بجائزة أفضل عداء في العالم لسنة 2022. وخلال دورة ألعاب التضامن الإسلامي الخامسة التي نظمت مابين 9 إلى 18 غشت في قونية بتركيا، تمكن الرياضيون المغاربة من التألق هذه المرة بمجموع 14 ميدالية (4 ذهبية و3 فضية و7 برونزية). وحصد الذهب كل من عبد الرفيع بوعسل في سباق 3000م موانع، ونورا النادي في 400م حواجز، وعبد اللطيف صديقي في 1500م والفريق المغربي (ذكور) في سباق التتابع 4 مرات 400م. وفي ألعاب البحر الأبيض المتوسط (وهران-2022)، فاز الفريق الوطني لألعاب القوى، المكون بشكل عام من المواهب الشابة، بميداليتين ذهبيتين بفضل محسن أوطلحة (نصف الماراطون) وسفيان بوقنطار (5000م). وينضاف إلى ذلك الميدالية البرونزية التي فاز بها صلاح الدين بن يزيد في سباق 3000 م موانع، في بطولة العالم لأقل من 20 سنة في كالي بكولومبيا (1-6 غشت)، بالإضافة إلى المشاركة في بطولة إفريقيا ال22 في جزر موريس (8-12 يونيو) حيث احتل المغرب المركز السادس عشر في جدول الميداليات بحصيلة ميدالية ذهبية واحدة وفضيتين وثلاث نحاسيات.