مستودع لتخزين الأفرشة يحترق ودخانه الكثيف يضيق أنفاس ساكنة حي لاجيروند دخان كثيف غطى سماء شارع محمد السادس والأحياء المجاورة له، ووصل رماده إلى أطراف أحياء أخرى، مواطنون أصيبوا بحالة من الهستيريا جراء تسرب الدخان إلى منازلهم رغم أبوابها الموصدة، وآخرون غير ذلك، مجموعات بشرية في الشارع، يصعب فيه التعرف على أقرب شخص يقف إلى جانبك من كثافة الدخان المتصاعد من مستودع في ملكية رئيس مجلس المدينة محمد ساجد يقع في أحد أزقة حي لاجيروند الذي يعتبر من الأحياء الأهلة بالسكان. فحوالي الساعة الخامسة و15 دقيقة من مساء أول أمس الاثنين، اندلع حريق بمستودع لتخزين «أفرشة وأغطية...» ينتجها عمدة المدينة في مصنع له يقابل المستودع، وسط حي آهل بالسكان. وبعد مرور أزيد من 5 ساعات، لم تستطع عناصر الوقاية المدنية التغلب على لهيب النيران، التي تمسكت بألسنتها، وحافظت على مستوى اشتعالها رغم تعاون سكان الحي مع الوقاية المدينة، عبر توفير الطريق، وبعض المسالك التي خبرها السكان. الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلا والنيران ما تزال مشتعلة، وسكان المنطقة يبحثون عن متحدث رسمي يوصلون إليه شكواهم، لكن البحث انتهى بدون فائدة. بيان اليوم، استقت شهادات لسكان العمارة المحاذية للمرآب، الذين عبروا عن استيائهم من تواجد مثل هذه المخازن في أحياء سكنية، محملين ساجد المسؤولية في ما وقع، ومطالبين السلطات المحلية بالتدخل لإيجاد حل جدي. الحريق الذي خلف خسائر مادية قدرت بمليار سنتيم، حسب تصريح أحد المقربين للعمدة، كاد أن يودي بحياة عدد من الأطفال، الذين لو لم يمكنهم اتساع أزقة الحي من الهروب إلى المساحات الواسعة، والفضاءات المجاورة، لقضوا اختناقا جراء الدخان الكثيف. الصينيون المقيمون بالحي لم يسلموا أيضا من حريق مخزن العمدة، وكاد الحريق أن يصل مخزنهم الصغير في أسفل العمارة المحاذية لمخزن العمدة، لولا تدخل عناصر الوقاية المدنية في الوقت المناسب. يشار إلى أن حي لاجيروند كان يعتبر في سنوات الستينات من بين الأحياء الصناعية في المدينة، لكن المد العقاري، وارتفاع عدد الإقامات السكنية، حول هذا الأخير إلى حي سكني بامتياز، واضطرت معه مجموعة من المصانع والمعامل إلى نقل أنشطتها إلى المناطق الصناعية، لكن العمدة استمر في الحفاظ على نشاط مصنعه بالحي، إلى جانب مطاحن المغرب، مما أدى إلى وقوع هذه الكارثة التي كادت أن تودي بحياة الكثيرين اختناقا بالدخان المتصاعد.