تخليدا لليوم العالمي للغة العربية، احتضن بهو المركب الثقافي بمدينة القنيطرة المغربية معرضا تشكيليا للفنان الحروفي المغربي مصطفى أجماع، نظمته المديرية الإقليمية لقطاع الثقافة وبيت الإبداع بالقنيطرة ويستمر إلى يوم السبت 24 دجنبر الجاري. وافتتح المعرض التشكيلي رئيس الجمعية المنظمة بيت الإبداع بالقنيطرة التهامي شويكة الذي رحب بالحضور إلى هذا المعرض المنظم تخليدا لليوم العالمي للغة العربية. معرض الشاعر والفنان الحروفي مصطفى أجماع، تضمن 26 لوحة تتراوح أحجامها ما بين 120 x90 و60×90 لوحات أبهرت زوار رواق المركز الثقافي للمدينة، وأضاءت جنباته بنور الحروف العربية الزاهية، لتنعش الأرواح وتروي القلوب بماء الفن الرفيع تخليدا لليوم العالمي للغة الضاد. (انظر النماذج المرفقة). وفي كلمة للفنان الحروفي الجميل مصطفى أجماع بمناسبة افتتاح معرضه التشكيلي قال: "إذا كانت معرفة أسرار الضوء وكنه وخفايا الهواء خلاصة لرؤى وتجارب معرفية إنسانية منذ بدء الخليقة، فالهواء روح الأشياء والماء أصلها والضوء كاشفها". يذكر أن تنظيم هذا المعرض قد تم في إطار تظاهرة تضمنت أيضا ندوة فكرية حول موضوع: "اللغة العربية جماليات وتجليات" شارك فيها كل من الأساتذة: إدريس الزايدي، محمد لعوينة، محمد الشنوف، وتوجت بتكريم شيخ الخطاطين المغاربة الدكتور محمد قرماد. كلمة الشاعر والفنان الحروفي مصطفى أجماع تحت عنوان شرفة للساكن الناطق: (الجمال هو قلب ملتهب ونفس مفتونة مسحورة هو الحياة بعينها مسافرة عن وجهها الطاهر النقي "جبران خليل جبران". ثمة إشارات للأشياء الجميلة الناطقة وهي خرساء، تفرض نفسها دائما بإلحاح.. مادام الوقوف على مدارجها في التساكن أو التجاور أو الإفصاح عن العلائق يقود إلى تقليد يتمنطق بروابط جمالية.. هذه الإشارات اللواحة في الأفق تدعونا أن نتلمس الطريق في محاولة القبض على بصيص من الضوء، وأن تقبض على الضوء، فمعناه أن تسبر أغوار البصر والبصيرة وما بينهما من علاقة معرفية / حدسية. يختلط فيها الحسي بالعقلي من خلال بعد جمالي عربي مغربي.. إن كل تجربة هي محاولة.. ومحاولة الكتابة عن الذات، أو عن الخصوصية هي دعوة أمام تعدد المشارب والقناعات المعرفية، ب "أن تتوقف عن الوجود لكي تسلم لضيف آخر لا مهمة له ولا حياة إلا انعدام حياتك". وما دامت كل تجربة / رحلة تخطت لنفسها هدفا يتمثل في محاولة القبض على الضوء أو على الماء، أو تلوين الهواء، باعتبار هذه العناصر هي روح الحياة، فهي من تداعيات الإدراك وتنشيط الذاكرة. وإذا كانت معرفة أسرار الضوء وكنه وخفايا الهواء خلاصة لرؤى وتجارب معرفية إنسانية مند بدء الخليقة، فالهواء روح الأشياء والماء أصلها والضوء كاشفها. وبين الهواء الذي يمثل الروح التي تبحث دوما عن التألق والتوق والانعتاق والتسامي، والماء الذي هو جريان دائم من أجل زرع البقاء والاستمرارية والديمومة، والضوء الذي تتجلى تمظهراته في الكشف وإظهار الخلق والإفصاح عن مكامن الرغبة إلى الجمال، يتم البناء والإنجاز لفضاء خاص يؤثثه التاريخ وتراكمات التجارب، ومهما اختلفت عناصر إبراز أي فضاء كيفما كان نوع، من تركيب، أو تفكيك، أو تحليل، أو بناء، فإن النتيجة الحتمية هي الانخراط في إضفاء عناصر المسحة الجمالية، ولا يسعنا سوى أن نتساءل عن هذا الجمال، عن كنهه، ودلالاته، وتجلياته، إلى غير ذلك من الأسئلة. خاصة في حضرة هذا الاحتفاء بأشيائنا الصغيرة التي تحمل رسائلها السطحية والعميقة والتي تدعونا لقراءتها..).