غالبا، ما نحس بالأمان، عندما نأخذ سيارة أجرة سواء الكبيرة أو الصغيرة، خصوصا بالليل، عندما تتقطع بنا السبل، فلا نجد من وسيلة للنقل سوى سيارة الأجرة. لكن، بعض الأحيان، وهي حالات ناذرة، يتحول سائقو بعض سيارات الأجرة إلى وحوش آدمية، تعمى ابصارهم، خصوصا عندما تستوقفه امرأة، وتجلس بجانبه وتطلب منه أن يوصلها إلى مكان بعيد. *سائق سيارة أجرة يتحول إلى وحش آدمي وقصة اليوم واحدة من قصص هؤلاء السائقين الاستثنائيين، سائق لسيارة أجرة من الحجم الكبير، يدعى (محمد)، يتحول في لحظة إلى وحش آدمي، فيرغب في ممارسة الجنس على زبونة ركبت بجانبه، كانت متوجهة إلى أحد أحياء مدينة سيدي بنور، ذنبها الوحيد، أنها وضعت فيه الثقة وركبت إلى جانبه، في ذلك المساء، حين كانت الزبونة المسماة (فتيحة) واقفة على قارعة الطريق المؤدية إلى مدينة سيدي بنور، عائدة من زيارتها لأحدى أفراد عائلتها على بعد حوالي خمسة وثلاثين كيلومترا من سيدي بنور، كانت تنتظر سيارة أجرة من الحجم الكبير لتنقلها إلى حيث تسكن، ولم تفضل الركوب في أية سيارة أخرى غير سيارة الأجرة، لأن ثقافتها المجتمعية تقول لها، لا ثقة إلا في هذا النوع من السيارات. وظلت تنتظر أزيد من ساعة هذه السيارة، بالرغم من محاولة العديد من الشبان أصحاب السيارات الوقوف لها، لكنها كانت تغض الطرف وتتحاشى النظر إليهم، إلى أن لمحت سيارة أجرة من الحجم الكبير، فخفق قلبها اطمئنانا وثقة، وأخذت تلوح بيدها في إشارة إلى طلب صاحب السيارة للتوقف، وماهي إلى ثوان معدودة حتى توقفت سيارة الأجرة بجانبها، ودون أن تتردد الفتاة فتيحة ولو للحظة واحدة، سألت صاحب السيارة (محمد) هل يمكن أن ينقلها إلى حيث تسكن بأحد أحياء سديد بنور، فاستجاب لها بسرعة، لأن تلك مهنته التي بواسطتها يضمن قوته وقوة أسرته، فهو أب متزوج وله سبعة أبناء، ودون أن تتردد فتيحة ولو للحظة واحدة، ركبت إلى جانب السائق محمد الذي نظر اليها بإمعان وتأملها وهو يسألها بالضبط عن مكان سكناها، وفي تلك اللحظات وسوس له الشيطان في مخيلته باستغلال الفرصة، فرصة وجود فتاة في مقتبل العمر، تتمتع بكل مواصفات المرأة الجميلة، طويلة، وغليظة الأرداف وما حملت، عيناها براقتان جذابتان، وما زاد من جمالها ابتسامتها الرقيقة التي لا تفارقها. كل ذلك كان له تأثير قوي ووقع كبير على نفسية السائق محمد الذي راوغته نفسه وأمرته بالسوء، وهي الأمارة بذلك، في غفلة من يقظة الضمير، فقرر أن يختطف تلك الفتاة وأن يستغلها وهي فرصة لم تتح له من قبل، فأطلق العنان لسيارته تطوي الكيلومترات تلوى الأخرى بسرعة فائقة دون أن يتكلم مع زبونته فتيحة، لأن عقله آنذاك كانت مشغولا بالتفكير في كيف سيدبر أمره مع فرصته، ولما انتبهت الزبونة فتيحة إلى أن السائق محمد قد خرج عن الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة سيدي بنور نبهته إلى ذلك، ولكنه أجابها حينها بأنه سيرجع إلى حيث تريد من الجهة الاخرى، وهي الأقرب في نظره. ثم راح يتمم طريقه يطوي المسافات دون أن يتوقف لأي زبون آخر يريد أن يركب، مع العلم أن سيارته كان فارغة ولا تحمل على متنها سوى الزبونة فتيحة، حينها بدا الشك يتسرب إلى قلب فتيحة وأخذت تنظر إلى السائق، فلاحظت أنه يقود سيارته بدون تركيز تام، كما لاحظت أنه ابتعد كثيرا عن الطريق المؤدية إلى سيدي بنورمسقط رأسها، فسألته هذه المرة بلهجة حادة وبنبرة مغايرة لسؤالها الأول، فكانت الصدمة كبيرة على نفسية فتيحة، عندما أجابها السائق محمد وهو يخرج من تحت كرسي القيادة قنينة خمر، وبواسطتها هدد فتيحة إن هي سألته مرة أخرى. صدمت فتيحة لتصرفات سائق طالما انتظرته، وفضلته عن غيره، لكونها أثناء سفرها لاتضع ثقتها إلا في سيارات الأجرة، سكتت فتيحة بعض اللحظات، كما حكت ذلك للشرطة القضائية، ولما لاحظت أن السائق محمد أحكم إغلاق نافدة السيارة، وأنها ابتعدت عن مدينة سيدي بنور في اتجاه معاكس لها، تأكدت من وقوع شر آت لا محالة، ولكونها في موقف لا تحسد عليه، وتحاول بما ملكت إيمانها الضعيفة أن تخرج منه بأقل خسارة، توسلت إلى السائق محمد وطلبت منه أن يخبرها بنواياه، التفت اليها وهو يبتسم في وجهها لأول مرة منذ أن ركبت إلى جانبه، لأنه طوال مسافة السفر كان يفكر فقط أين وكيف سيدبر أمره لاستغلالها، ثم أجابها بأنه أعجب بها منذ أن توقف لها، وانه ينوي أن يقضي رفقتها ليلة حمراء في مكان خال من الحركة وأنهما سيقضيان الليلة بداخل السيارة. * الضحية تستسلم بعد تهديدها فذرفت دموع الخوف والصدمة، وتوسلت له من جديد، فأجابها وهو يكشر على أنيابه، بأنه اخذ قراره ولن يتراجع فيه، وهددها مرة أخرى بواسطة قنينة الخمر، بعد أن ابتسم في وجهها مرة واحدة، وطلب منها أن تستسلم للقدر، وأن تلبي رغبته بدون عنف أن هي أرادت أن تعود في الصباح سالمة إلى أسرتها، فاستسلمت فتيحة مكرها لا بطلة، وحينها أخذ السائق محمد يغازلها ويتحسس فخديها وهي تجلس بجانبه، وأخذ يسلك طريقا غير معبدة إلى أن وصل إلى مكان خال من الحركة بعيدا عن مدينة سيدي بنور بحوالي عشرين كيلومترا، فتوقف في مكان آمن، وكان الليل قد أرخى ستاره المظلم، وماهي إلا لحظات حتى أخذ السائق محمد يحتسي الخمر الذي كان بحوزته كعادته كل ليلة، ثم أرغم فتيحة على أن تشاركه شرب الخمر، لكنها امتنعت عن ذلك، وفي لحظة من غفلته حاولت فتيحة أن تفتح نافدة السيارة، فرد عليها السائق محمد بلكمة قوية وأمسك بشعرها ثم أجبرها، داخل سيارته بأن تتخلص من كل ثيابها، توسلت له فتيحة بكل معاني الترجي والتوسل، لكن الخمر كان قد لعب بعقله، وأصبح السائق في صورة ذئب بشري يفترس فتاة بين أحضانه، بدون رحمة ولا شفقة، غير مبال بتوسلاتها، وهو يجردها بنفسه من كل لباسها، وأخذ يمارس عليها الجنس كما شاء، تحت جنح الظلام، وبتلك الطريقة قضى ليلة حمراء كما وصفها، وخلد قليلا للنوم، بينما ظلت الضحية فتيحة تنتظر مصيرها النهائي، ومع بزوغ أولى إشارات الفجر، استفاق السائق المجرم من غفلته، واسترجع بعض توازنه، فطلب من الضحية فتيحة أن تستره لكونها جلبته بجمالها، ولم يتحكم في نفسه، وتوسل اليها بأن تستره لكونه أب لسبعة أبناء، تظاهرت الضحية بأنها ستسمح له بشرط أن ينقلها إلى مسكنها، فتوجه بها إلى حيث تسكن ومنحها بعض النقود لكنها رفضت ذلك، ثم طلب منها مرة أخرى السماح له وانصرف إلى حال سبيله. * إخبار رجال الأمن واعتقال الجاني لكن فتيحة توجهت مباشرة بعد ذلك إلى إحدى صديقاتها وأخبرتها بما حصل، فنصحتها بأن تتوجه إلى مصالح الأمن وتضع شكايتها في الموضوع. وبالفعل توجته فتيحة إلى مصلحة الأمن الوطني بسيدي بنور، وأخبرتها بما وقع لها، ولما عرض عليها احد ضباط الشرطة القضائية صور بعض سائق سيارات الأجرة الكبيرة، تعرفت عن المتهم السائق محمد بسرعة، وفي اليوم الموالي، تم إلقاء القبض على المهتم، وواجهه بالضحية التي أكدت بأنه هو من اختطفها واغتصبها بداخل سيارته، حينها لم يجد المتهم السائق محمد بدا من الاعتراف بالمنسوب إليه جملة وتفصيلا، كما سردناه أعلاه، وبعد استكمال كل مراحل التحقيق تمت إحالته على محكمة الاستئناف بالجديدة، التي أدانته بسنتين حبسا نافذا من أجل تهمة الاختطاف والاغتصاب والسكر العلني مع الضرب والجرح. نافدة بعد مواجهة الضحية بالمتهم، لم يجد هذا الأخير،بدا من الاعتراف بالمنسوب إليه جملة وتفصيلا