وأخيرا توج الدولي الفرنسي ومهاجم نادي ريال مدريد الإسباني، كريم بنزيمة، أول أمس الاثنين، بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في العالم لعام 2022، بعد سنوات من التضحية والصبر ونكران الذات لصالح زملائه وفريقه. وكان تتويج بنزيمة بالجائزة التي تقدمها مجلة "فرانس فوتبول" منذ عام 1956، متوقعا بعدما قدم أداء خرافيا جعله هذه السنة اللاعب الأكثر تكاملا على كافة المستويات، إذ لم يكتف بتسجيل الأهداف بل صنعها وساعد في تسجيلها، وساند الدفاع، ما جعله قائدا جديدا مثاليا ل "المرينغي". ولعب (KB9) دورا محوريا في قيادة ريال مدريد إلى لقبي الدوري الإسباني دوري أبطال أوروبا، بتسجيله 44 هدفا في 46 مباراة، بينها أهداف حاسمة ساهمت في "ريمونتادات" مجنونة ضد أندية كبيرة كتشيلي ومانشستر سيتي الإنجليزيين وباريس سان جرمان الفرنسي بأدوار خروج المغلوب. وتوج المهاجم الفرنسي أيضا في سنة 2022 بلقبي كأسي السوبر الإسباني والأوروبي، إضافة إلى فوزه بلقب دوري الأمم الأوروبية رفقة المنتخب الفرنسي في أكتوبر 2021. وعلى الصعيد الشخصي، حاز بنزيمة على جائزة "البيتشيتشي" لأفضل هداف في الليغا الموسم الماضي برصيد 27 هدفا، كما تصدر قائمة هدافي دوري الأبطال برصيد 15 هدفا. كما فاز مهاجم منتخب "الديوك" شهر غشت المنصرم بجائزة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) لأفضل لاعب في أوروبا. وقدم بنزيمة في 2022 أفضل أداء طيلة مسيرته الاحترافية التي انطلقت رفقة أولمبيك ليون موسم 2004-2005، قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد عام 2009 مقابل 35 مليون يورو. وتفوق الدولي الفرنسي -بشهادة جميع الخبراء والمحللين- على أفضل المهاجمين راهنا، وفي مقدمتهم البولندي السنغالي ساديو ماني (الثاني) والنرويجي روبرت ليفاندوفسكي (الرابع) والمصري محمد صلاح (الخامس) وإرلينغ هالاند (العاشر). ومن أصل 11 ترشيحا، نجح بنزيمة هذه المرة في حصد جائزة تنقصه سجله الشخصي المثقل بالألقاب على المستوى الجماعي مع ريال مدريد، علما أنه لم يكن محظوظا عندما فازت فرنسا بكأس العالم 2018 بسبب استبعاده من كتيبة "الديوك". وفي سن الرابعة والثلاثين، أظهر بنزيمة نضجا كرويا وانضباطا كبيرا، وتجلى ذلك بوضوح في مظهر الجديد ببنية جسمانية مثالية ومغايرة لما كانت عليه في بداياته، إضافة إلى حرصه التام على التمرن حتى خارج الحصص التدريبية الرسمية لفريقه. وخرج المهاجم الفرنسي من ظل نجومية زميله السابق البرتغالي كريسيتيانو رونالدو الذي هيمن على الجائزة (2008 و2013 و2014 و2016 و2017) رفقة غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي (2009 و2010 و2011 و2012 و2015 و2019)، ولم يزاحمهما سوى الساحر الكرواتي لوكا مودريتش (2018). وبات بنزيمة أول لاعب فرنسي يفوز بالكرة الذهبية منذ الأسطورة زين الدين زيدان (1998)، والخامس في تاريخ الكرة الفرنسية بعد رايمون كوبا (1958) وميشيل بلاتيني (1983 و1984 و1985) وجون بيير بابان (1991). وطيلة 14 موسما، سجل بنزيمة 359 هدفا في 688 مباراة في مختلف المسابقات، ما جعله ثاني أفضل هداف في تاريخ ريال مدريد خلف رونالدو (450 هدف)، متفوقا على مجموعة من الأساطير كراوول غونزاليس وألفريدو ديستيفانو وكارلوس سانتيلانا وفيرينتس بوشكاش والمكسيكي هوغو سانشيز. كما فاز الدولي الفرنسي مع النادي الإسباني ب 23 لقبا بواقع أربعة ألقاب في الليغا ولقبين في كأس الملك و4 ألقاب في كأس السوبر الإسباني و5 ألقاب في دوري الأبطال و4 ألقاب في كأس السوبر الأوروبي و4 ألقاب في كاس العالم للأندية. يذكر أن المغرب شارك في عملية التصويت، في شخص الزميل الصحافي بدر الدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية ورئيس تجرير جريدة "المنتخب"، والذي صوت لصالح بنزيمة، يليه البلجيكي كيفن دي بروين، ثم ماني ثالثا. ****** بنزيمة: اكتشفت معنى الطموح بعد بلوغي الثلاثين أكد المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة بعد حصوله على جائزة الكرة الذهبية لفضل لاعب في العالم لعام 2022، أول أمس الاثنين، أن تكريمه المتأخر يناسب تحول مر به وهو في الثلاثين من عمره عندما اكتشف معنى الطموح. وقال بنزيمة "كانت هذه الجائزة دائما في ذهني، ولكن بعد سن الثلاثين اكتشفت معنى الطموح. جعلني ذلك أعمل بجد أكبر، وأكون أكثر حسما، وأراهن على أشياء مهمة مثل أن أكون قائدا في الفريق. عندما كان عمري 22 عاما لم يكن لدي نفس الطموح كما الحال اليوم". وأشار الدولي الفرنسي إلى أن هذا النضج العقلي سمح له بمواجهة لحظات صعبة، مثل اتهامه بالتواطؤ في واقعة ابتزاز، ما منعه من اللعب مع منتخب فرنسا لأكثر من 3 سنوات، وهي تهم أدين بها أخيرا بالسجن سنة مع إيقاف التنفيذ. وتابع: "كانت أوقاتا صعبة للغاية، ذهب جميع زملائي إلى منتخباتهم الوطنية وكنت وحدي في فالديبيباس". وبحصد هذه الكرة الذهبية، يفي بنزيمة بالوعود الثلاثة التي قطعها لوالدته ذات يوم، والتي تتضمن أيضا شراء منزل لها واللعب مع ريال مدريد. وواصل: "الآن لدي طموح جديد، أريد الفوز بكأس العالم مع فرنسا. لدي الكثير من الثقة والطموح، وآمل أن أكون في القائمة وأن أكون قادرا على بذل كل ما في وسعي للفوز به". كما وجه بنزيمة كلمات شكر إلى ريال مدريد الذي وصفه بأنه "أفضل ناد في العالم"، وأيضا إلى رئيسه فلورنتينو بيريز الذي اعتبره بالفعل أحد أفراد عائلته. وقال "فلورنتينو كان دائما حاضرا في حياتي، في الأوقات الصعبة للغاية وليس فقط على أرض الملعب. لقد جاء إلى منزلي، وجلس مع والديّ للتوقيع معي، واليوم كان سعيدا جدا من أجلي. لقد أخبرني دائما أنني في يوم من الأيام سأفوز بالكرة الذهبية". كما أشار إلى مواطنه زين الدين زيدان، آخر فرنسي فاز بها -قبل أمسية الاثنين- عام 1998، والتي سلمه الجائزة، موضحا أنه كان أيضا المدرب الذي وثق به في مدريد. وأكد المهاجم الفرنسي أنه في الوقت الحالي، لا يرى نهاية لمسيرته، مشيرا إلى أنه سيأتي "اليوم الذي لا يشعر فيه بالرغبة في الذهاب للتدريب". وشدد كذلك على أنه سيحاول حاليا "مواصلة تقديم أقصى قدر من المساعدة"، دون التفكير فيما إذا كان بإمكانه حصد جائزة ثانية بهذا المستوى.