أكد عبد اللطيف المقتريض رئيس فريق الدفاع الحسني الجديدي، على أن فريقه يعيش أزمة مالية خانقة نتيجة تراجع دعم الشركاء الأساسيين، وخاصة الجماعات المحلية التي كانت تضخ مبالغ مالية مهمة في خزينة النادي، ملفتا إلى أن تسريح بعض اللاعبين قبل نهاية عقودهم الاحترافية يزيد العبء على مالية الفريق. وتحدث المقتريض في حوار أجرته معه "ببان اليوم"، عن مجموعة من القضايا، أبرزها هو احتضان ملعب العبدي بداية شهر أكتوبر القادم نهائي عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم النسوية، والإصلاحات التي ستعرفها مرافق ملعب العبدي لكي يكون جاهزا لاحتضان هذا العرس الكروي القاري، منوها في ذات السياق بالمجهودات الجبارة التي تبذلها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أجل ملاعب تضاهي من حيث بنيتها التحتية الملاعب العالمية. وبخصوص علاقة المكتب بباقي المكونات وخاصة قدماء اللاعبين والالترات، أقر نفس المتحدث بوجود مشاكل سابقة، مشددا على أن جمعية قدماء اللاعبين عليها أن تنخرط في خدمة الصالح العام، لا خدمة المصالح الشخصية، فعلى الجميع أن يشكل أسرة واحدة وصفا واحدا من أجل فريق المدينة، مضيفا على أنه لا يدخر جهدا في إرضاء كل مكونات النادي، وتربطه بهم علاقة احترام متبادل وتواصل فعال ودائم لنجاح مشروع النادي. واختتم المقتريض حديثه بالقول، "إذا أردنا تحقيق أفضل النتائج فيجب على الشركاء القيام بواجبهم تجاه الفريق، أنا لا أطلب المستحيل، فتوفر قليل من الدعم خير من عدم توفره بالكل.. أتمنى أن تتظافر جهود الجميع من أجل تحقيق أفضل النتائج". كيف هي الحالة المادية لنادي الدفاع الحسني الجديدي؟ لا يختلف اثنان في كون فريق الدفاع الحسني الجديدي يمر من أزمة مالية خانقة كأغلب الأندية المغربية، لأنه وبكل بساطة في السنوات الثلاث الأخيرة سجلنا وبكل أسف تراجع دعم شركائنا الأساسيين، سواء فيما يخص شراكات الجماعات المحلية التي كانت في وقت سابق تضخ في خزينة النادي مبالغ مالية مهمة تخفف من أزمة الفريق، والتي كانت تصل في بعض الأحيان إلى 7 ملايين درهم أو من طرف المحتضن الرسمي الذي تراجعت هو الآخر مداخيله، وأثرت بشكل واضح على ميزانية الفريق بنسبة 60% في وقت أرجع اغلب الشركاء تخليهم عن الفريق إلى تداعيات كوفيد 19، لكن وللأسف الشديد ومع انفراج الوضع الوبائي ببلادنا أستمر تملص الشركاء من واجبهم وعدم الوفاء بالوعود واستمرت معه أيضا الأزمة المالية . كيف تم تدبير مرحلة الانتدابات في ظل هذه الأزمة المالية؟ حاولنا ما أمكن وانطلاقا من مهمة لجنة تأهيل اللاعبين أن نعمل ما في وسعنا من أجل مساعدة كل الملتحقين الجدد لأخذ طريقهم الصحيح من أجل حمل قميص النادي، وفق تدبير مالي معقلن يراعي وضعية خزينة الفريق ولا يفاقم مشاكلها، وأخذا بالاعتبار شروط اللاعبين ومتطلباتهم . ما هي الضمانات التي قدمتموها للجامعة كمكتب من أجل تأهيل المنتدبين الجدد؟ حاولنا إتباع توجهات الجامعة في إطار التأهيل المادي والهيكلي، ومن خلال تأهيل العنصر البشري، من أجل مسايرة القوانين والتعليمات الجاري بها العمل في هذا الشأن داخل جامعة كرة القدم. تم تسريح مجموعة من اللاعبين قبل نهاية عقودهم الإحترافية (محمد كعواش وسفيان برحو ومحمد الجعواني ..) هل هو دليل على فشل الإدارة التقنية؟ لا ينكر أحد أن نسبة نجاح انتدابات فريق الدفاع الحسني الجديدي قد تصل إلى 75 % وهي نسبة جد مرتفعة، أما فيما يخص تسريح اللاعبين قبل متم عقودهم، فأؤكد لكم أن اللاعبين الذين لم يأخذوا مكانهم داخل تركيبة الفريق الأساسية، ولم يتأقلموا بالسرعة المطلوبة، تكون الإدارة التقنية ملزمة بقك الارتباط بهم، وفي هذا الصدد كانت لنا الجرأة في تسريحهم وإعطائهم فرصة التألق مع فرق أخرى، ومن هنا يزيد العبء على مالية الفريق . هل هناك أمل في نجاح مشروعكم مع التونسي الشابي؟ وهل تتخوفون من تكرار تجربة الجزائري عبد الحق بنشيخة؟ أظن أن اختيار الإطار التونسي لسعد جردة الشابي على رأس الإدارة التقنية للفريق الدكالي أملته اعتبارات دقيقية وموضوعية من ذلك أن الرجل يتوفر على سيرة ذاتية غنية، وسبق له أن أشرف على تدريب أندية عريقة، أضف إلى ذلك لائحة المنتدبين من اللاعبين ومشروع الفريق.. أما بالرجوع إلى تجرية بنشيخة فأعتقد أن هذا الأخير استطاع تكوين فريق تنافسي من خلال إدماج أبناء النادي ضمن الفريق الأول للمدينة. والأكيد أن الشابي أعطى منذ التحاقه الثقة اللازمة لهذه العناصر، وبالتالي إعطاء مدرسة تكوين ناشئي الدفاع المكانة التي تستحقها واللائقة بها، وفي هذا الصدد لابد من عظيم الشكر والتقدير لكل مؤطري الفئات العمرية داخل نادي الدفاع الحسني الجديدي نظير ما يقدمونه من تضحيات جسام، لأنه كثيرا ما كنا ننادي بتكوين وتأهيل قاعدي، بغية إقحام أبناء المدرسة ضمن الفريق الأول . ومن المؤكد أن نجاح هؤلاء الشباب رهين فقط بتطوير المؤهلات التقنية، لأن كرة القدم أصبحت اليوم صناعة واقتصاد، على اعتبار أنها قاطرة للتنمية، ولتحقيق هذه الأهداف لابد من دعم الشركاء من أجل توهج الفريق، لأن توهجه هو توهج الجميع. ما هي آخر إجراءات تأهيل ملعب العبدي لاحتضان نهائي عصبة الأبطال الإفريقية للعنصر النسوي؟ ليس غريبا على المغرب وخلال السنوات الأخيرة أن يحظى بشرف تنظيم مثل هذه التظاهرات الإفريقية، وذلك راجع بالأساس لما أضحت تتوفر عليه بلادنا من ملاعب ذات مواصفات عالمية، وهي طفرة نوعية ما كان لها أن تحصل لولا المجهودات الجبارة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع الذي لا يتوانى في تأهيل البنية التحتية الرياضية، وتسويق صورة مشرفة عن قطاع الرياضة بالمغرب . هل تلقت إدارة الفريق دعما في هذا المجال، أي مجال تأهيل الملعب لاحتضان نهائي عصبة الأبطال الإفريقي للعنصر النسوي شهر أكتوبر المقبل ؟ أكيد أن الجامعة تواكب كل صغيرة وكبيرة من أجل أن يكون ملعب العبدي في مستوى احتضان هذا العرس الأفريقي، وفي هذا الصدد سيشمل التأهيل والإصلاح مستودع الملابس، والمنصة الصحفية وقاعة الندوات إضافة إلى تثبيت شاشات تلفزية على جنبات المدرجات، وبعض المرافق الأخرى ستعرف كذلك تحسينات حتى يكون الملعب جاهزا لاحتضان النهائي في أحسن الظروف. هل لازالت علاقتكم متشنجة مع قدماء اللاعبين والالترات؟ أكيد أن علاقتنا مع قدماء اللاعبين هي في تحسن متواصل بعد توترها في وقت سابق، فأغلب قدماء اللاعبين الذين يشتغلون كمؤطرين داخل النادي نحن كمكتب في تواصل دائم معهم، باستثناء بعض العناصر على قلتها، وأعتقد أن جمعية قدماء اللاعبين لم تؤسس لمصالح شخصية، فالأجدر أن يكون الهدف عام، وهو التكامل والرقي بمنظومة كرة القدم داخل الإقليم . وعموما فنجاح فريق الدفاع الحسني الجديدي يتوقف على تعاون الجميع من قدماء اللاعبين وجماهير غيورة ومكتب مسير وإدارة تقنية وصحافة محلية بغية تحقيق الأهداف المسطرة، فعلى الجميع أن يشكل أسرة واحدة وصفا واحدا من أجل فريق المدينة، ونحن كمكتب نسعى دوما إلى إرضاء كل مكونات النادي، ويربطنا بهم احترام متبادل وتواصل فعال ودائم لنحاح مشروع النادي . كلمة أخيرة؟ لا يخفى عليكم أن فريق الدفاع الحسني الجديدي هو فريق جميع ساكنة الجديدة، ولم يكن يوما ما ملك لفلان أوعلان، وكلنا نتذكر العشر سنوات الأخيرة وما عاشه الفريق من توهج، تمثل بالأساس في الظفر بالكأس الغالية سنة 2013، في وقت كنت أشغل فيه مهمة نائب الرئيس، وبعد تحقيق اللقب الأول تضاعف سقف المطالب من قبل الجماهير الدكالية، بعدها وصل الفريق ثلاث مرات لنهائي كأس العرش، وحصل على وصافة البطولة الاحترافية وراء الوداد البيضاوي، ثم وصل كذالك لدور مجموعات العصبة الإفريقية. وأقولها دائما ولتحقيق أفضل النتائج يلزم الشركاء القيام بواجبهم تجاه الفريق، ونحن لا نطلب المستحيل، فتوفر قليل من الدعم خير من عدم توفره بالكل . وأعتقد أن الفريق الجديدي يؤشر هذا الموسم على انطلاقة موفقة بقيادة التونسي لسعد الشابي جردة، ونتمنى صادقين أن تتظافر جهود الجميع من أجل تحقيق أفضل النتائج.