جرى مساء أول أمس الاثنين بسلا، افتتاح فعاليات الدورة الخامسة عشر للمهرجان الدولي لفيلم المرأة الذي تنظمه جمعية أبي رقراق، وذلك من 26 شتنبر الجاري إلى فاتح أكتوبر المقبل. وتحتفي هذه الدورة التي حضر حفل افتتاح فعالياتها ثلة من السينمائيين والنقاد والشخصيات المرموقة في الساحة الفنية المغربية والعربية، إضافة إلى عدد من الدبلوماسيين المعتمدين بالرباط، بالسينما الإفريقية في إطار اختيار الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، وذلك من خلال برمجة فقرة "خاص بإفريقيا" واستضافة السنغال ضيف شرف. وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس جمعية أبي رقراق نور الدين اشماعو، إن هذا المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا "أضحى من أهم المهرجانات المخصصة للمرأة، وذلك بفضل تسليطه الضوء باستمرار على المسارات النسائية الناجحة في المجال السينمائي المغربي والعربي والإفريقي". وأضاف أن هذا المهرجان الدولي يشكل حلقة وصل بين الثقافات والقيم الإنسانية التي تجعل من السينما وسيلة لا غنى عنها للتعبير والتواصل، معربا عن شكره للسلطات المحلية على دعمها المتواصل لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية. من جهته، قال رئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة رشيد العبدي، أن تنظيم هذه الدورة يعد ثمرة جهود كافة الشركاء الحريصين على إنجاح التظاهرة، مبرزا أن المهرجان يساهم في تنمية الحس الإبداعي والفني، في أفق الرقي بالصناعة الثقافية بالمملكة. وبعد أن أبرز الحضور المتميز للقارة الإفريقية في الدورة الحالية، تزامنا مع اختيار مدينة الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، أشار إلى أن فعاليات المهرجان ستتضمن تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية الموازية، تكريسا لتوجه المملكة نحو تنمية علاقات الأخوة والصداقة مع عمقها الإفريقي. من جانبه، أكد الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع التواصل، مصطفى التيمي أن سينما المرأة أضحت تتصدر كبرى المهرجانات والأعمال السينمائية، بالنظر لمكانة المرأة في المجتمع وما حققته من مكاسب مهمة في مختلف المجالات، مبرزا أن المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا يشكل، في هذا الصدد، وسيلة أيضا للترافع على القضايا النسائية. وتميز حفل افتتاح هذه الدورة بتكريم شخصيات نسائية عالمية تركت بصمتها بقوة في مجال السينما، كالمخرجة الفرنسية ورائدة السينما الإفريقية الراحلة سارة مالدورور، والمخرجة المغربية الفرنسية من أصول يهودية سيمون بيتون، ونجمة السينما المصرية ليلى علوي، اللواتي توجن بدرع المهرجان نظير أدوارهن في التعريف بالسينما النسائية حول العالم. كما شهد الحفل عرض الفيلم الافتتاحي "أتلانتيك" (السنغال، 2019) للمخرجة السنغالية ماتي ديوب، الذي يتناول الواقع القاسي الذي تعانيه النساء اللواتي يتركن بعد اختفاء أزواجهن ضحية الهجرة السرية، والذي فاز بالعديد من الجوائز المرموقة، مثل الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم بمهرجان "كان". وعلاوة على ذلك، تم تقديم لجان التحكيم الخاصة بالمسابقتين الرسميتين للأفلام الطويلة والأفلام الوثائقية، وكذا بجائزتي الجمهور الشبابي للفيلمين القصير والطويل. يشار إلى أن الدورة الخامسة عشر للمهرجان الدولي لفيلم المرأة، تشهد مشاركة عشرة أفلام ضمن المسابقة الرسمية الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة، تسعة منها من إخراج نساء، تمثل 19 دولة من أوروبا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا، وتم إنتاج فيلمين منها سنة 2022 و8 أفلام سنة 2021. كما ستعرف تنظيم المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية، التي تتطرق إلى نضال المرأة من أجل المساواة وضد كل أشكال التمييز، الذي سيتنافس عليها خمسة أفلام عربية وإفريقية وأوروبية، إضافة جائزتي الجمهور الشبابي للفيلمين القصير والطويل. ويتضمن برنامج الدورة أيضا ندوة تحت عنوان "عشق السينما بالمغرب: من السينيفيليا إلى النقد"، وفقرة "حوار السينمائيين"، ولقاء مفتوح حول كتاب "صورة المرأة في السينما العربية"، وفقرة "بطاقة بيضاء"، إلى جانب تقديم مؤلفات بارتباط مع تيمة المهرجان وواقع السينما بالمغرب، وكذا ورشتين حول "التربية على الصورة" والكتابة السينمائية (صانع فيلم/مشهد).