في مبادرة إنسانية واجتماعية ساهم الدولي المحترف بنادي تولوز الفرنسي زكرياء أبوخلال في إحداث ملعب للقرب في قرى الأطفال SOS دار بوعزة، وحل عشية الأحد قادما من باريس لإسعاد أطفال المؤسسة. وبالمناسبة وقف الحضور على مسار زكرياء كلاعب دولي محترف من أم مغربية وأب ليبي، تكون في كرة القدم بهولندا وحمل قميص منتخبها في الفئات العمرية الصغرى ولعب لأندية عديدة قبل الانتقال إلى تولوز. وفي سنة 2020، اختار زكرياء حمل قميص المنتخب المغربي، وتم استدعاؤه ضمن اللائحة الأولية للمدرب وليد الركراكي تحضيرا لمباراتين إعداديتين في أفق المشاركة بنهائيات كاس العالم 2022 في قطر. اقتربنا من اللاعب زكرياء ووالدته المغربية لمياء ووالده الليبي طارق ودار بيننا الحوار التالي: زكرياء: فضلت المغرب على ليبيا وهولندا.. وسندافع عن حظوظنا في المونديال "أحضر اليوم في هذه المؤسسة لتدشين ملعب لكرة القدم لفائدة أطفال صغار. وبهذه المناسبة أتذكر بدايتي واكتشافي ملعب الكرة. إحساس جميل يشركني وأنا فرح لإسعاد أطفال يحبون لعبة كرة القدم ونحن نوفر لهم فضاء جميلا يمارسون فيه هواياتهم. أما بالنسبة لمساري، بالفعل كانت بدايتي في هولندا حيث لعبت لأندية ومنتخبات في الفئات العمرية الصغرى، وعند التألق تلقيت الدعوة من ثلاث منتخبات: هولندا وليبيا والمغرب. وبكل حرية واقتناع اخترت المغرب لأنني أعرف هذا الوطن وأحب المغاربة. لم أتردد في الإختيار وحاليا أمامي فرصة المشاركة في المونديال. وهذا هام جدا بالنسبة لكل لاعب. أتوفر على عائلة وأصدقاء في الدارالبيضاء، وسعيد اليوم بلقاء اللاعب والهداف حسن ناظر الذي سجل في مونديال 1994 وتحقيق هذا الإنجاز حلم لنا جميعا. أما بالنسبة للمونديال، سندافع عن حظوظنا كجميع المنتخبات، منتخبنا يتجدد تحت إشراف المدرب وليد الركراكي الذي قام بعمل جيد في الموسم الماضي، وثقتنا كبيرة في العمل. وإلى الجمهور أقدم التحية وأطلب منهم الاستمرار في الدعم والمساندة وسنعمل من أجل تسجيل حضور محترم". طارق أبوخلال: تركنا حرية الاختيار لزكرياء "زكرياء كان نشيطا ومتحركا منذ سنته الأولى في عمره، وفي سن السادسة عشق كرة القدم وأخذ يمارسها وحده وفي سن الثامنة ونصف التحق بناد في هولندا ومنه تحول إلى نادي ڤيليم 2. وهناك ظهرت موهبته ورغبته في تقديم المردود الفني الجيد. وفي سن السابعة عشرة ضمه نادي أيندهوفن. وموازاة مع ذلك اهتم به الاتحاد الهولندي لكرة القدم ودعاه لتعزيز منتخبات الفتيان والشبان والأمل. وفي سنة 2020 تلقى الدعوة من ثلاث منتخبات: هولندا والمغرب وليبيا. وأنا مواطن ليبي أنتمي لعائلة كبيرة في ليبيا ورغم ذلك تركنا الحسم لزكرياء لأن ممارسة الكرة لا تحكمها السياسة. والمنتخب المغربي كبير ومعروف ومؤهل اليوم إلى المونديال. زكرياء لعب لمنتخب هولندا في الفئات الصغرى وفي فئة الكبار فضل منتخب المغرب. وفي العائلة تركنا له الاختيار وأعلننا له دعمنا وأكرر أن منتخب المغرب مميز بتاريخه ونتائجه. زوجتي لمياء مغربية ونحن أسرة ديمقراطية فلا أنا ولا الزوجة لم يحاول التأثير على زكرياء في اختياره، هو ولدنا وله كل الحرية في اختيار وجهته رياضيا. اختار المنتخب المغربي وصفقنا له، عاش في المغرب وعمره سنتان للتمرس على اللغة والدين وبعد ثلاث سنوات عدنا إلى هولندا، حاليا يحمل قميص المغرب وهو فخر لنا وهذا بلد زوجتي وبلادنا وشرف لنا. نحن مسلمون. وأنا أتردد على زيارة المغرب منذ سنة 1990. ويشرفني ابني اليوم لاعبا لمنتخب هذا البلد الرائع ومشاركته في المونديال مرحلة مهمة ومميزة تعزز مساره الرياضي". لمياء: سررت كثيرا باختيار زكرياء للمنتخب المغربي "سعيدة وأنا أرافق ابني زكرياء ليهدي ملعبا لكرة القدم لأطفال صغار. أعتقد أن كل أم تتمنى أن يقوم ابنها بمبادرة إنسانية، وأفتخر به كإنسان حنون يحمل قيما تسربت له من الأسرة. زكرياء اختار وحده وفضل منتخب المغرب بدل منتخبي هولندا وليبيا. شخصيا لا أخفيكم أنني سررت كثيرا عندما اختار اللعب للمغرب. كنت أسعد وهو يمارس الكرة. وفرحت عندما قرر حمل قميص منتخب المغرب. الأمر يتعلق ببلادي. أنا بنت الدارالبيضاء ولدت ونشأت وترعرعت فيها وجذور عائلتي من سملالة، والدي من الدارالبيضاء و والدتي من فاس. حاليا سعادتنا تكبر مع اقتراب موعد المونديال، هناك الحماس والخوف، ننتظر العرس العالمي وأدرك جيدا أن بلوغ المونديال ليس سهلا ولا هينا. زكرياء يجتهد وطموحه كبير وفي كل مباراة يشارك فيها أعيش الضغط والخوف ولا أرتاح إلا عند انتهاء اللقاء، هذا حالنا منذ صغره ودخوله التباري، نرافقه ونشرف على تنقلاته. عند اختيار زكرياء اللعب للمغرب واجه ضغطا كبيرا في هولندا وتعرض لهجمات من هولندا وكذا ليبيا على حسابه وبعد فترة توقف ذلك، وأشكر المغاربة على دعمهم وتشجيعهم له، والحمد لله، أراه مفخرة لنا جميعا".