فوز يحافظ على المعنويات المرتفعة... اكتفى الفريق الوطني المغربي لكرة القدم بالهدفين اللذين وقعهما خلال الجولة الأولى من لقائه الودي أمام منتخب السنغال بالعاصمة دكار، وبالرغم من البداية القوية التي تميزت بمد هجومي جارف للعناصر الوطنية، توج بهدفين جميلين لكل من العميد الحسين خرجة ويوسف العربي خلال نصف الساعة الأولى، فإن باقي مجريات اللقاء شهدت تراجعا في الأداء، نتيجة اعتماد اللعب القصير والاحتفاظ بالكرة في وسط الميدان، مع منح الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين الاحتياطيين. فعلي غير المتوقع من منتخب يتزعم المجموعة الخامسة التي تضم كلا من الكاميرون والكونغو الديمقراطية، فقد وجدت العناصر الوطنية سهولة كبيرة في تجاوز الخطوط السنغالية، وسطا ودفاعا، أما الهجوم فكان دون فعالية تذكر، حتى في وجود هداف الدوري الفرنسي اللاعب موسى صاو صاحب الازدواجية الموسم الماضي مع نادي ليل. ظروف الصيام، الجو الحار والرطوبة العالية، كل ذلك جعل اللقاء يبالغ في طابعه الودي، ولم يشكل ذاك المحك الحقيقي المطلوب قبل العودة إلى أجواء المواجهات الرسمية، خصوصا وأن الرحلة إلى إفريقيا الوسطى خلال النصف الأول من شهر شتنبر القادم، قد تخبئ الكثير من المفاجآت غير المتوقعة، والتي يمكن أن يصطدم بها لاعبونا القادمون من الصقيع الأوروبي وفي مقدمتهم أسامة السعيدي الذي عاني كثيرا من الأجواء العامة بالسنغال، قبل أن يرحمه ايريك غيريتس بتعويضه خلال الجولة الثانية. وفي كل الأحوال، فإن نتيجة الفوز أمام السنغال وبالعاصمة دكار، تشكل حافزا مهما للفريق الوطني، كما تمكن من الحفاظ على المعنويات المرتفعة التي خلفها الفوز الكاسح والتاريخي أمام منتخب الجزائر بمدينة مراكش، وهذه مسألة أساسية تتطلب تعاملا إيجابيا من طرف المسؤول الأول عن الإدارة التقنية للفريق الوطني، وذلك بتفادي المزاجية التي أصبح يتعامل بها في مسألة إعداد لائحة اللاعبين الدوليين سواء كانوا من المحليين أو من المحترفين. فاستدعاء بعض اللاعبين، بالرغم من تراجع مردوديتهم التقنية داخل الأندية، بدأ يطرح الكثير من التساؤلات من طرف المتتبعين، نظرا للتأثير السلبي الذي يمكن أن يخلفه ذلك على تمساك المجموعة ككل، فتعدد الوجوه في كل مناسبة لا يساهم أبدا في منح الاستقرار المطلوب على مستوى التشكيلة الرسمية، كما أن التمسك بلاعبين دخلوا منذ مدة في عد تنازلي، يفقد المجموعة المناعة المطلوبة، تحسبا لقوة الاستحقاقات القادمة سواء بكأس إفريقيا للأمم أو تصفيات المونديال القادم بالبرازيل سنة 2014، وبالأخص الصراع الذي ستدور رحاه داخل المجموعة الثالثة التي تضم فيلة الكوت ديفوار وأسود الأطلس.