من المقرر أن يكون مستشارون بمجلس الدارالبيضاء قد أقاموا مغرب أمس الأربعاء إفطارا جماعيا أمام مقر الولاية احتجاجا منهم على ما يسمونه «الحياد السلبي لسلطات الوصاية حيال ما يجري في مجلس المدينة»، وسبق لهم أن نظموا إفطارا مماثلا يوم الأحد الماضي بمقهى.. المآل الذي وصل إليه مجلس العاصمة الاقتصادية يثير الحنق فعلا والغضب من حال العاصمة الاقتصادية للمملكة التي وجدت نفسها بين يدي شناقة تحولوا إلى «منتخبين». مرت شهور من دون أن تفك كازابلانكا لغز مجلسها، وبقيت المدينة واقفة ومتجمدة تنتظر المجهول... سكووووووووووووت،،،،، المستشارون يفطرون .. قفوا مكانكم، لا تتحركوا المستشارون يفطرون المشهد جدير بدعوة فناني الكاريكاتير حتى لا تضيع منهم اللقطة واللحظة، وحتى لا يحرم البيضاويون من توثيق واحدة من لحظات العبث التي فرضت عليهم.. على الجهة الأخرى من مشهدية العبث الحزين، يركض الآخرون ويفرون في كل الاتجاهات، يسابقون الساعات لتنظيف بعض الشوارع بعينها، وتبليط بعض الأرصفة بعينها، وتزيين بعض الواجهات بعينها.. هم يلهثون... خائفون... حائرون.. وحدها الدارالبيضاء بقيت تبحث وسط الأطراف كلها علها تجد من يفك لها عقدة مجلسها، ويرفع عنها الغبن و»الحكرة». أهلها يرفعون أكف الدعاء إلى الباري تعالي عند كل آذان ملتمسين الفرج ورفع الغمة... الحياة العامة في الدارالبيضاء واقفة، ووحدها الأسئلة تتناسل من لدن الكثيرين حول المستقبل وحول مآل الأشياء والأشخاص والملفات.. الدارالبيضاء هي المغرب، وعندما تصاب الدارالبيضاء بأي أذى فإن باقي الوطن يتداعى بالألم، ولهذا يتابع كل المغاربة اليوم ما يجري في الدارالبيضاء... وفي غمرة النقاشات الانتخابية الجارية في البلد اليوم، تقدم الدارالبيضاء الدرس والإشارة للجميع... تزوير الانتخابات، والاعتماد على الشناقة والحياحة وسماسرة الانتخابات يقود في النهاية إلى ما تحياه اليوم العاصمة الاقتصادية. إبعاد الكفاءات الوطنية ومحاربة الأطر الحزبية والنخب السياسية والحيلولة دون تمكينها من تدبير الشأن العام المحلي، يجعلنا في النهاية أمام «ميليشيات» تركب العمل الانتخابي بحثا عن غنائم ومنافع ذاتية. تشجيع اللاعقاب وترك تقارير مجلس الحسابات ولجان التحقيق على الرف، يسهم في تقوية المفسدين وتعميم اليأس وسط الناس، وترك المدينة برمتها ضحية للفاسدين. الدارالبيضاء اليوم تطلب من ينقذها، والخلاص لن يكون إلا بإرادة سياسية واضحة من أجل الإصلاح، وبالإصرار على إعمال القانون ولاشيء غير القانون. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته